سيكون عشاق الكرة الأوروبية على موعد مع مباراتين مثيرتين ومتكافئتين مساء اليوم الثلاثاء، حينما يستقبل مانشستر يونايتد على مسرح الأحلام ضيفه أتلتيكو مدريد، في إياب ثمن نهائي دوري أبطال أوروبا، بعدما انتهت مباراة الذهاب بالتعادل الإيجابي بهدف لمثله، بينما يحتضن ملعب يوهان كرويف آرينا في العاصمة الهولندية أمستردام، لقاءٌ يعد بالإثارة والجنون بين فريق المدينة أياكس وضيفه بنفيكا البرتغالي، بعدما تعادلا ذهابًا بنتيجة 2-2.
هل يفكّ سيميوني عقدة رونالدو في الأبطال؟
يدخل مانشستر يونايتد قمة الأولد ترافورد، وهو منتشٍ بالفوز قبل أيام في الدوري على توتنهام بنتيجة 3-2، في مباراة خطف فيها كريستيانو رونالدو الأضواء، وسجّل ثلاثية مبهرة أسكت فيها كل المشكّكين به، ليعزّز الشياطين الحمر من فرصهم في المنافسة على المركز الرابع المؤهّل إلى دوري الأبطال في الموسم القادم.
من جهته حضّر أتلتيكو مدريد جيدًا للمباراة محليًا، حيث نجح في تحقيق فوزه الثالث على التوالي في الليغا، ليعزّز هو الآخر فرصه في إنهاء الموسم في المراكز الأربعة الأولى، من المتوقّع أن يستعيد مانشستر يونايتد الثلاثي برونو فرنانديز، سكوت مكتومناي ولوك شو الذين غابوا عن مباراة توتنهام بداعي الإصابة، وبالتالي ستكون أمام المدرب الألماني رالف رانجنيك الكثير من الخيارات للبدء بالمباراة.
يمتلك كريستيانو رونالدو سجلّا رائعًا أمام أتلتيكو مدريد، حيث سجل في مرماهم 25 هدفًا، من بينها أربعة " هاتريك "، آخرها كان الثلاثية التي أحرزها لصالح فريقه السابق يوفنتوس، ضد الهنود الحمر في إياب ثمن نهائي نسخة 2018 -2019. دييغو سيميوني يدرك أكثر من غيره خطورة الدون، وهو سيلعب كالعادة بأسلوب دفاعي يتيح له خنق المساحات، ومنع أجنحة اليونايتد في تمويل رونالدو بالكرات العرضية.
من المرجح أن يبدأ رانجنيك المباراة بالرسم 4-2-3-1، وقد يحلّ ماكتومناي في خطّ الوسط بدلًا من بوغبا، بسبب تفوقه على الغزال الفرنسي في المهام الدفاعية، فيما يتولى برونو فرنانديز في حال جاهزيته صناعة اللعب، وعلى يساره الجناح المتألق مؤخرًا جادون سانشو، على أن يتولى ماركوس راشفورد مهمة الجناح الأيمن، في ظل تواجد الدون رونالدو في مركز رأس الحربة الصريح.
يعتمد سيميوني في مبارياته الأخيرة على رسم تكتيكي هو خليط من 5-3-2 في الحالة الدفاعية، و4-4-2 مسطحة في الحالة الهجومية، ويصبّ كل جهوده على تركيز الضغط في وسط الملعب كما حصل في مباراة الذهاب، بدايةً بثنائي الهجوم جواو فيليكس المتألق مؤخرًا، والذي نجح بحجز مركز أساسي دائم له، والمهاجم الآخر في جواره ( كوريا أو غريزمان)، وهي الخطة التي أطاحت بلويس سواريز وأخرجته من حسابات المدرب الأرجنتيني، بسبب ضعف سواريز بالضغط وبطئه في المرتدات.
إلغاء أفضلية الهدف خارج الأرض ستصب في صالح الهنود الحمر، إذ سيلجأ سيميوني على الأرجح إلى إغلاق مناطقه، والمحافظة على نتيجة التعادل لأطول فترة ممكنة، ومحاولة خطف المباراة في مراحلها المتقدمة، مستفيدًا في ذلك من قوة مقعد البدلاء لديه، في ظل تواجد ليمار، سواريز، كاراسكو، غريزمان وكوريا.
من جهته سيحاول اليونايتد الاستفادة من الشحنة المعنوية الكبيرة التي حصل عليها في مباراة توتنهام، للبحث عن تسجيل هدف على الأقل في الشوط الأول، لتحويل ضغط المباراة إلى خصمه. دوري الأبطال هو الفرصة الوحيدة نظريًا أمام أتلتيكو مدريد لتجنب الخروج بموسم صفري، الفريق يبحث عن تتويجه الأول بالبطولة تاريخيًا، وفي حال تخطي عقبة المان يونايتد، فإن سيميوني يدرك أن الأحلام جميعها ستكون ممكنة، لتتويج مسيرته مع فريق العاصمة الإسبانية باللقب الأغلى.
في المقابل لم يفز مانشستر يونايتد وصيف بطل الدوري الأوروبي، بمسابقة الأبطال منذ موسم 2007-2008 بقيادة فيرغسون وحضور كريستيانو افضل لاعب بالبطولة يومها، الشياطين الحمر يدركون صعبة المنافسة، في ظل تواجد فرق منافسة بمستوى عالمي، في مقدمها ليفربول، مانشستر سيتي، بايرن ميونيخ وريال مدريد سيد المسابقة، لكنهم سيقاتلون حتى آخر نفس.
مواجهة متكافئة في " يوهان كرويف آرينا "
قد لا تحظى مباراة أياكس وبنفيكا بالاهتمام الإعلامي الكافي، لكن يكفي القول إنها تجمع بين فريقين توّجا بالبطولة سبع مرات في السابق، كما أن أياكس نجح في تصدر مجموعته في الدور الأول، محقّقًا العلامة الكاملة، ومتفوقًا على فرق عريقة هي دورتموند، سبورتنغ لشبونة وبشكتاش، بينما حلّ بنفيكا ثانيًا في مجموعته خلف بايرن ميونيخ، بعدما تفوّق على برشلونة العريق وأرسله إلى الدوري الأوروبي.
مباراة الذهاب بين الفريقين كانت الأفضل فنيًا وتكتيكًا بين جميع مباريات الذهاب في دور الـ 16. أصحاب الأرض تقدموا مرتين لكن الضيوف نجحوا في العودة إلى المباراة. الاحتمالات جميعها ستكون مفتوحة في مباراة الإياب، مع أفضلية لأصحاب الأرض الذي يمتلكون سجلًا هجومًا مرعبًا في " يوهان كرويف آرينا " بقيادة هدّاف الفريق العاجي سباستيان هالر، الذي سجّل 11 هدفًا في دوري المجموعات، وضعته في وصافة صدارة هدافي المسابقة، بفارق هدف واحد عن نجم بايرن ميونيخ، وأفضل لاعب في العام 2021 بحسب اختيار الفيفا روبرت ليفاندوفسكي.