منحت منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة "اليونيسكو"، جائزة "غييرمو كانو العالمية لحرية الصحافة" لعام 2024 إلى جميع الصحافيين الفلسطينيين في العاملين في قطاع غزة، الذين يغطون العدوان الإسرائيلي المستمر منذ أكثر من ستة أشهر.
وتمنح الجائزة على هامش المؤتمر العالمي لحرية الصحافة في العاصمة التشيلية سانتياغو، وتسلم الجائزة نقيب الصحفيين الفلسطينيين ونائب رئيس الاتحاد الدولي للصحفيين ناصر أبو بكر، نيابة عن زملائه الصحفيين في غزة.
وجاء في بيان "اليونيسكو" إن "هذه الجائزة منحت بناء على توصية هيئة تحكيم دولية مؤلفة من مهنيين عاملين في مجال الإعلام".
تسلم الجائزة رئيس نقابة الصحفيين الفلسطينيين ونائب رئيس الاتحاد الدولي للصحفيين ناصر أبو بكر، نيابة عن زملائه الصحفيين في غزة
وقال رئيس لجنة التحكيم الدولية للإعلاميين، موريسيو ويبل: "في هذه الأوقات من الظلامية واليأس، نتمنى إرسال رسالة قوية من التضامن والاعتراف إلى الصحافيين الفلسطينيين الذين يغطون هذه الأزمة في ظل هذه الظروف المأساوية"، وأضاف: "نحن كبشر ندين بشدة لشجاعتهم والتزامهم بحرية التعبير".
بدورها، قالت المديرة العامة لليونيسكو، أودري أزولاي: "في كل عام، تثني جائزة اليونسكو/غييرمو كانو بشجاعة الصحفيين الذين يواجهون ظروفًا صعبة وخطيرة. وتذكرنا الجائزة مرة أخرى هذا العام بأهمية العمل الجماعي لضمان استمرار الصحفيين في جميع أنحاء العالم في القيام بعملهم البالغ الأهمية في توفير المعلومة والتحقيق".
من جهته قال نقيب الصحفيين الفلسطينيين ناصر أبو بكر: "لقد عانى الصحفيون في غزة من هجوم مستمر من قبل الجيش الإسرائيلي، بضراوة غير مسبوقة، لكنهم استمروا في القيام بعملهم، كشهود على المذبحة التي تجري حولهم".
وأضاف: "من المنطقي تكريمهم في اليوم العالمي لحرية الصحافة. ما رأيناه في غزة هو بالتأكيد الهجوم الأكثر فتكًا على الصحافة في التاريخ"، وتابع: "تظهر هذه الجائزة أن العالم يُحيي ولا ينسى تضحيات الصحفيين الفلسطينيين من أجل المعلومة."
أما الأمين العام للاتحاد الدولي للصحفيين، أنتوني بيلانجر، فقال: "هذه الجائزة هي تكريم حقيقي لالتزام الصحفيين بالمعلومة في غزة على مدى الأشهر السبعة الماضية، كان الاتحاد الدولي للصحفيين يدعم الصحفيين في غزة من خلال تزويدهم بمعدات الإسعافات الأولية وبطاريات لهواتفهم وتوفير خيام لإيوائهم وملابس وطعام".
وأضاف: "الصحفيون في غزة أمام خطر مميت. إن اعتراف اليونسكو بما لا يزالون يتحملونه هو دفعة ضخمة ومستحقة"، وتابع: "خلال مهمتي الأخيرة إلى فلسطين في تشرين الثاني/نوفمبر 2023، تأثرت بشدة، وتحدثت إلى زميلي بأنني لن أنساهم أبدًا. كما لن أنسى أبدًا عزمهم المذهل".
وكان الاتحاد الدولي للصحفيين قد رشح نقابة الصحفيين الفلسطينيين لنيل جائزة "غييرمو كانو العالمية لحرية الصحافة"، لافتًا إلى أن 10 % من هؤلاء الصحفيين فقدوا حياتهم أثناء ممارستهم لعملهم، مما يجعل ترشيح نقابة الصحفيين الفلسطينيين للجائزة تكريمًا لهم جميعًا دون استثناء.
ووفقًا للاتحاد، فقد استشهد ما لا يقل عن 109 صحفيًا وعاملًا في مجال الإعلام منذ بدء العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة في تشرين الأول/أكتوبر 2023، وهو الأعلى من أي منطقة أخرى في العالم.
قد عانى الصحفيون في غزة من هجوم مستمر من قبل الجيش الإسرائيلي، بضراوة غير مسبوقة، لكنهم استمروا في القيام بعملهم، كشهود على المذبحة التي تجري حولهم
وتم إنشاء الجائزة بمبادرة من المجلس التنفيذي لليونسكو وتمنحها المنظمة الأممية رسميًا، بمناسبة اليوم العالمي لحرية الصحافة الموافق لـ 3 أيار/مايو من كل عام. وتحمل اسم الصحفي الكولومبي غييرمو كانو إيسازا، الذي اغتيل من قبل عصابات تجارة المخدرات أمام مكاتب صحيفة "إل إسبكتادور" في العاصمة الكولومبية بوغوتا في 17 كانون الأول/ديسمبر 1986، تخليدًا لذكراه. وتمولها مؤسسة غييرمو كانو إيسازا (كولومبيا)، ومؤسسة هيلسينغين سانومات (فنلندا)، وصندوق ناميبيا الإعلامي، ومؤسسة الديمقراطية والإعلام (هولندا)، ومؤسسة طومسون رويترز.