أنشأت السلطات اليونانية مخيمًا جديدًا للاجئين يحتوي على ثمانية مطاعم، وسبعة قاعات لكرة السلة، وملعب لكرة القدم، وثلاثة ملاعب أخرى ذات استخدامات متعددة، وغرف خاصة للأشخاص المعرضين للخطر، وتزعم السلطات اليونانية أن المخيم صديق للبيئة. غير أن ذلك لم يحول دون انتقادات من قبل منظمات المجتمع المدني التي أشارت إلى أن المخيم اليوناني الجديد للمهاجرين والذي يستوعب 3000 طالب لجوء في ساموس محاط أيضًا بسياج من الدرجة العسكرية، وتراقبه الشرطة ويقع في واد بعيد، وقد شبهه النقاد بسجن أو كابوس بائس، خاصة لكونه مخيمًا مغلقًا من جميع النواحي، بحسب ما أفاد تقرير لموقع صوت أميركا.
أثار افتتاح مركز استقبال للاجئين في اليونان انتقادات متعددة من المنظمات الحقوقية والإغاثية لناحية شبهه بالسجون
وبحسب تقرير لصحيفة الغارديان البريطانية، قال المنسق الميداني لمنظمة أطباء بلا حدود، باتريك ويلاند، "ربما تكون الأسلاك الشائكة لامعة وجديدة في المركز الجديد، لكن لا يمكن إدراج هذا الأمر على اعتباره تحسين لأحوال اللاجئين". وأشار ويلاند إلى أن رسالة الحكومة اليونانية واضحة في هذا الصدد، فهي تشير إلى أن أي وصول لطالبي اللجوء المتجهين إلى أوروبا عبر أراضيها سوف يخضعهم لرقابة صارمة، واستشهد بالقيود الدراماتيكية التي ستفرض على حركة الأشخاص داخل هذه المنشآت.
اقرأ/ي أيضًا: تمديد مؤقت لأمر حماية أصغر قبائل الأمازون الأصلية في البرازيل
وتابع ويلاند كلامه قائلًا "كم هو جريء أننا نرى ما يحدث في دول مثل أفغانستان، بينما الاتحاد الأوروبي واليونان مشغولون بافتتاح سجن جديد لطالبي اللجوء في ساموس"، ورأى أن "هذا هو التوضيح المثالي لمدى إجرامية سياسة الاتحاد الأوروبي بشأن الهجرة، فاحتجاز الأشخاص الذين يفرون من العنف ومعاقبتهم على رغبتهم في أن يكونوا آمنين يشكل وصمة عار". كما يذكر أنه سيطلب من الوافدين الجدد قضاء ما يصل إلى 25 يومًا في داخل المنشأة ريثما يتم فحص وثائقهم، بينما سيتم احتجاز المرحلين الذين تم رفض طلبات لجوئهم في منطقة مغلقة.
يشار إلى أن هذا المخيم تم افتتاحه وتمويله من قبل الاتحاد الأوروبي، ويعتبر واحد من خمسة مراكز متعددة الأغراض للاستقبال وتحديد الهوية والتعريف بالمهاجرين وتجميع المعلومات الضرورية. ومن جهته، رأى المشرف على استقبال اللاجئين في وزارة الهجرة اليونانية، مانوس لوغوثيتيس، بأن الأمر له شكل مختلف، وأشار بالقول "لأول مرة في تاريخ الهجرة، سيتمكن المستفيد من الجلوس في مطعم مكيف وآمن"، مشيرًا إلى "الظروف المعيشية اللائقة المتاحة في المنشأة الجديدة، التي تبلغ تكلفتها 38 مليون يورو"، وأضاف "هذا تغيير كبير عما سبق وعانى منه المهاجرون من الوقوف في طوابير الطعام الطويلة والوحل والقذارة التي كانت لدينا من قبل، ولكن نعم، ستكون أيضًا أكثر تنظيمًا وتحكمًا"، بحسب ما نقلت وكالة رويترز.
أما وزير الهجرة اليوناني، نوتيس ميتاراشي، علق على المسألة، في تصريح نقلته شبكة euronews، وقال "لقد أنشأنا مركز وصول سيعيد الكرامة المفقودة للأشخاص الذين يسعون للحصول على الحماية الدولية"، وأضاف "لكن أيضًا مع تأمين الشروط الضرورية للحماية، فلا بد من السيطرة على المهاجرين". مع التذكير بأن أزمة أفغانستان أشعلت مخاوف من عودة أزمة لاجئين شبيهة بما حصل عام 2015.
بالنسبة لأثينا وبروكسل، فكلاهما حريص على إنهاء حقبة من المخيمات المزدحمة بشكل سيئ والمرتبطة بالفساد على الحدود الخارجية للاتحاد الأوروبي، وتهدف المنشآت الجديدة إلى كسر الصور المخزية التي وسمت اليونان منذ اندلاع أزمة اللاجئين عام 2015 عندما فر أكثر من مليون لاجئ إلى أوروبا. ومن هذا المنطلق يتم تقديم مخيم ساموس كعرض لسياسات الهجرة المعدلة وذات التحسينات في إجراءات اللجوء والتي تعتبر الأسرع والأكثر عدلاً، فيما تعتبر نهاية الحلول المخصصة لأحد أعظم تحديات تواجهها القارة الأوروبية. فقد خصص الاتحاد الأوروبي مبلغ 250 مليون يورو لمراكز استقبال مماثلة سيتم بناؤها في كوس وليروس وليسبوس وخيوس، كما أورد تقرير الغارديان البريطانية.
وبهذا الخصوص، فإن عمال الإغاثة قلقون من أنه بالنسبة لطالبي اللجوء الذين يعانون بالفعل من الاكتئاب واضطراب ما بعد الصدمة، فإن المخيم الخاضع للسيطرة الشديدة من المرجح أن يزيد الأمور ترديًا. عامل الإغاثة في منظمة Samos Volunteers، سيمون إينيكو، قال "من الصعب ألا نرى كيف ستتأثر صحتهم العقلية"، وأضاف "الحبس مثل المجرمين العاديين عندما يأتي كل هؤلاء الناس إلى أوروبا بحثًا عن ملجأ وملاذ لا يمكن إلا أن يأتي بنتائج عكسية"، بحسب ما نقل موقع غروشو.
اقرأ/ي أيضًا:
انتقادات عبر وسائل التواصل لخدمة الإنترنت في مصر
توقع موجة تقليص وظائف جديدة في صناعة السفر البريطانية مع استمرار الجائحة