03-نوفمبر-2024
بايدن ونتنياهو

(Getty) واشنطن شريكة مع إسرائيل في جريمة الإبادة الجماعية

تخطت فاتورة الدعم الأميركي للعدوان الإسرائيلي على غزة ولبنان، بالإضافة للعمليات الأميركية في المنطقة منذ السابع من تشرين الأول/أكتوبر، حاجز 22.76 مليار دولار، وهي تكلفة تتجاوز ميزانيتي مراكز السيطرة على الأمراض ووكالة حماية البيئة، وفقًا لمعلومات مشروع تكاليف الحرب التابع لجامعة براون.

يحاول بعض المدافعين عن الدعم الأميركي لإسرائيل التقليل من شأن المبالغ المذكورة، بذريعة أنّ ميزانية البنتاغون تناهز تريليون دولار سنويًّا، لكنّ المنتقدين يردّون على هذا الدفاع بأنّ مبلغ الدعم يعدّ كبيرًا مقارنةً باحتياجات وطنية ملحة أخرى، فضلًا عن أنّ هذا المبلغ يتحمّل ثمنُه دافعو الضرائب الأميركيون.

ووجد المنتقدون للحرب في هذه المعطيات مبرّرًا إضافيًّا لتأكيد موقفهم المندد بسياسة دعم واشنطن لارتكاب إسرائيل جريمة الإبادة الجماعية في فلسطين من جهة، وزعزعة استقرار منطقة الشرق الأوسط من جهة ثانية، حيث باتت المنطقة أقرب من أيّ وقتٍ مضى إلى الانزلاق نحو الحرب الإقليمية. 

أزهقت آلة القتل الإسرائيلية، ومعظمها أسلحة أميركية، أرواح أكثر من 43 ألف فلسطيني، غالبيتهم من الأطفال والنساء، كما تسبّبت حرب الإبادة الإسرائيلية إلى نزوح جماعي لأكثر من ميلون شخص

ويشار في هذا السياق إلى ما أعلنته إيران عن عزمها الرد بشكلٍ حاسمٍ على الهجوم الإسرائيلي الأخير عليها، الأمر الذي يزيد من فرص اندلاع الحرب.

وفي هذا الصدد ترى مجلة ناشونال إنتريست أنّ الخطر الأكبر "يكمن في احتمال استجابة إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن، فيما تبقى من مأموريته، لضغوط حكومة نتنياهو وقصف المنشآت النووية الإيرانية، مما سيؤدي إلى تصعيدٍ خطير قد يجلب دمارًا شاملا إلى الشرق الأوسط".

ويدعو المنتقدون واشنطن في المقابل إلى أن توجّه الولايات المتحدة الأميركية جهودها ودعمها نحو إيجاد حلول سلميّة،  بدلًا من دعم أسباب عدم الاستقرار.

جريمة الإبادة.. تكلفة بشرية وخيمة ومؤلمة

أزهقت آلة القتل الإسرائيلية، ومعظمها أسلحة أميركية، أرواح أكثر من 43 ألف فلسطيني، غالبيتهم من الأطفال والنساء، كما تسبّبت حرب الإبادة الإسرائيلية إلى نزوح جماعي لأكثر من ميلون شخص، فضلًا عن تدمير مرافق الرعاية الصحية والبنية التحتية الخدمية، وتطول القائمة عن حصر جرائم الحرب الإسرائيلية التي هي الآن محطّ نظرٍ في محكمة العدل الدولية.

بناءً على ذلك يرى المنتقدون لسياسة الدعم الأميركي لإسرائيل أنّه من الضروري وقف إمدادات الأسلحة الأميركية لدولة الاحتلال الإسرائيلي.

يشار إلى أنّ السيناتور المستقل بيرني ساندرز والسيناتورين الديمقراطيين بيتر ويلش وجيف ميركلي، عُرفوا بمحاولتهم وقف خطط لبيع واشنطن "أسلحةً تزيد قيمتها على 20 مليار دولار لإسرائيل، تشمل طائرات مقاتلة من طراز إف-15 وقذائف مدفعية وقنابل موجّهة". 

وينطلق هؤلاء الأعضاء، في مجلس الشيوخ وغيرهم من النشطاء، من أنّ تزايد الدعم الأميركي لإسرائيل يترافق دائمًا مع تصاعد الصراعات، بما في ذلك نشر حاملات الطائرات ومدمرات الصواريخ، وزيادة الجنود على الأرض، والاشتباكات الصاروخية مع الحوثيين، وإعطاء إسرائيل منظومة الدفاع الجوي "ثاد"، ما أثّر على قدرات الولايات المتحدة الأميركية، وعزّز من تصرفات إسرائيل العدوانية.

إذ لا تملك الولايات المتحدة الأميركية من بطاريات "ثاد" للدفاع الجوي سوى 7 بطاريات، توجد 4 من بينها حاليًا خارج الولايات المتحدة، اثنتان في منطقة الشرق الأوسط، والثالثة في كوريا الجنوبية والرابعة في منطقة المحيط الهادئ وبالتحديد غربه في جزيرة غوام، والبطاريات الثلاث المتبقية في البلاد، هي حسب بيتر ميتشل الخبير في أنظمة الدفاع الجوي في معهد الحرب الحديثة، ليست في حالة تسمح بانتشارها بصورة فورية، إذ يتم استخدام واحدة في الأقل لاختبارات تحديث النظام ضمن عملية تكرارية متواصلة.

تعزيز تصرفات إسرائيل العدوانية

في وقت سابق قالت صحيفة "غلوبال تايمز" الصينية الحكومية، إن الأزمة الإقليمية والصراعات الجارية قد تتفاقم إذا نشرت الولايات المتحدة نظام الدفاع الصاروخي للارتفاعات العالية "ثاد" في "إسرائيل"، وذلك في تعليقها على إعلان واشنطن عزمها نشر منظومة الدفاع الجوي، تحسبًا للرد الإيراني على الرد الإسرائيلي المرتقب.

حيث حذرت الصحيفة الصينية من أن نشر منظومة الدفاع الجوية "ثاد" قد يؤدي إلى كسر توازن القوى في المنطقة، مضيفةً أنه "إذا تم تنفيذ هذه الخطوة، فإن تهديد إيران تجاه إسرائيل سوف يضعف، وستكون إسرائيل قادرة على القيام بأعمال أكثر مباشرة وحزمًا ضد إيران ودول إقليمية أخرى دون قلق".

وأشارت "غلوبال تايمز" إلى أن "هذا من شأنه أن يكسر توازن القوى في المنطقة، وسيجبر طهران على اتخاذ إجراءات لمنع حدوث ذلك"، موضحة أنه "من خلال مهاجمة إيران وغيرها من القوى المناهضة لإسرائيل في المنطقة، تبني الحكومة الإسرائيلية عن عمد بيئة أمنية خطيرة لنفسها وتصنع عمدًا أكبر عدد ممكن من الأعداء".

وتابعت الصحيفة الصينية مضيفة "أن هذا من شأنه أن يجبر الولايات المتحدة على إنفاق المزيد من الموارد لحماية إسرائيل، وسيكسب المزيد من الدعم والإمدادات من الولايات المتحدة"، وتابعت مشيرة إلى أن "رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، ثابت في اعتقاده بأن الولايات المتحدة ستحمي إسرائيل دون قيد أو شرط، ولهذا السبب فإن إسرائيل لا تشعر بالقلق بشأن التصرف بعدوانية".

واعتبرت أنه "بسبب التسامح أو الدعم من الولايات المتحدة، أصبحت تصرفات إسرائيل أكثر فظاعة على نحو متزايد، حيث تطلق القوات الإسرائيلية النار الآن على قوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة في المنطقة"، في إشارة لاستهدف قوات السلام التابعة للأمم المتحدة "اليونيفيل" في جنوب لبنان خلال الأيام الماضية.
وختمت الصحيفة الصينية الحكومية تقريرها قائلةً إنه "كلما كان الدعم الذي تقدمه الولايات المتحدة لإسرائيل أكبر، كلما تصرفت إدارة نتنياهو بشكل أكثر فظاعة، وكلما أصبحت أكثر خطورة وعزلة وكراهية في المنطقة وبين المجتمع".