هل سمعت يوماً عن حيوان يذهب إلى المدرسة ويحضر الدروس؟ قد تعتقد السؤال من باب السخرية، لكن هذا حصل في تركيا. يتعلق الأمر بتومبي، قط أثار جدلًا وخلافات بين أولياء التلاميذ داخل إحدى المدارس، فما قصته؟ التفاصيل في هذا التقرير المترجم عن Anadolu Kedisi.
تومبي يذهب إلى المدرسة كل يوم تقريبًا. ونادرًا ما يتغيب عن دروسه أو يأتي متأخرًا. يجلس تومبي معظم الوقت بهدوء على المكتب أو يتمشي دون إزعاج زملائه، ثم يأخذ قيلولة في مكان ما في الزاوية. تومبي ليس طفلاً، إنه قط. وقد كان يعيش في حديقة المدرسة قبل أن يبدأ في حضور الدروس.
تضايق بعض الأولياء من تواجد القط تومبي في الفصول الدراسية وهو ما حوّل حضوره إلى محل جدل
سرق القط الأشقر السمين قلوب الجميع عندما نشرت المعلمة أوزلم بينار إيفاشكو صور تومبي، التي التقطتها في أثناء أحد الدروس. وهي تدرس فصلاً من 33 طفلًا في مدرسة ابتدائية في إزمير. يعشق الأطفال تومبي. يحرصون على عدم إحداث ضوضاء أو التحدث بصوت عالٍ في الصف حرصًا على عدم إزعاجه عندما ينام.
الأطفال لا يغادرون المدرسة دون أن يودعوه ويتأكدون كل صباح ما إذا كان لدى تومبي ما يكفي من الماء والطعام. يعتني معلم بصحة القط، ويهتم بحصوله على التطعيمات في موعدها.
اقرأ/ي أيضًا: تلاميذ غزّة.."نحن كالأرانب بالفصول"
لم يكن الجميع سعداء بوجود تومبي في الفصول الدراسية. تعتقد والدة أحد الأطفال أن القط لا يجب أن يكون متواجدًا بالمدرسة، لأنه قد يشكل مخاطر صحية للأطفال. "حاولنا، أنا ومدير المدرسة، أن نشرح لها أن القط يبقى معنا مؤقتًا. وقف جميع أولياء الأمور الآخرين في صفنا. من العار أن يتركنا نظام التعليم وحدنا للتعامل مع تقلبات أمزجة الآباء".
بعد شكاوى من أحد الآباء، اتخذ المعلم قرارًا بالعثور على منزل لتومبي. وقد حصل المنشور الذي يحتوي على صور جميلة لتومبي على أكثر من ألف مشاركة بالفعل. وتم تبني القط بسرعة. ودع الأطفال تومبي، وأرسلوا له الرسائل والرسوم. لكن الشخص الذي تبنى تومبي أعاده بعد بضعة أيام، لأن تومبي كان غير راض عن عائلته الجديدة ولم يتوافق مع القط الآخر. اتضح أن المعلم والأطفال لا يريدون حقًا العثور على منزل دائم لتومبي. وهم يأملون أن يسمح لتومبي بالدخول إلى الفصول الدراسية من جديد.
اقرأ/ي أيضًا: في غزة .."لعب الأدوار" يعلم الصغار
لحسن الحظ، سمع المدير الإقليمي للتعليم الوطني في إزمير، عمر ياهشي، عن قصة تومبي. وأكد أن القط لا يشكل أي مخاطر صحية على تلاميذ المدارس. وأخيرًا، تمكن تومبي من العودة إلى مدرسته والبقاء هناك بقدر ما يريد. وقال أحد زملاء تومبي: "تومبي قط جميل وحسن التصرف. إنه كالطفل الرضيع. عندما أخبرنا معلمنا أن تومبي سيضطر إلى تركنا، بكينا كثيرًا. نحن متحمسون جدًا وسعداء أن قطنا تومبي سيعود إلينا".
هدأت الأمور بالنسبة لـ"تومبي" عندما أعلن المدير الإقليمي للتعليم في إزمير أن القط لا يشكل أي مخاطر صحية على تلاميذ المدارس
اقرأ/ي أيضًا: