عيّن الرئيس الأميركي المنتخب، دونالد ترامب، رئيسة حملته الانتخابية، سوزي وايلز، لشغل منصب كبيرة موظفي البيت الأبيض، لتصبح بذلك أول امرأة في الولايات المتحدة تتولى هذا المنصب السامي.
وقال ترامب، في بيان أمس الخميس: "لقد ساعدتني سوزي وايلز على تحقيق أحد أعظم الانتصارات السياسية في التاريخ الأميركي، وكانت جزءًا لا يتجزأ من حملتين ناجحتين في عامي 2016 و2020".
وأضاف: "سوزي قوية وذكية ومبتكرة، ومحبوبة ومحترمة عالميًا، وستواصل العمل بلا كلل لجعل أميركا عظيمة مجددًا"، في إشارة إلى الشعار الشهير لحملته الانتخابية.
وتابع: "هذا شرف مستحق أن تكون سوزي أول كبيرة لموظفي البيت الأبيض في تاريخ الولايات المتحدة. ليس لدي أدنى شك في أنها ستجعل بلدنا فخورًا".
وخاطب ترامب وايلز قائلًا: "أود أيضًا أن أعبر عن تقديري الكبير لسوزي وكريس على العمل الذي قمتما به. تعالي يا سوزي، سوزي تحب البقاء في الخلف، نطلق عليها اسم عذراء الجليد".
قال ترامب، في بيان نشره أمس الخميس، "لقد ساعدتني سوزي وايلز على تحقيق أحد أعظم الانتصارات السياسية في التاريخ الأميركي
ويُعزى الفضل لوايلز في إدارة حملة انتخابية أكثر انضباطًا وتطورًا لترامب مقارنة بحملاته السابقة، والتي تضمنت إبعاد العديد من الشخصيات الهامشية، وقال مصدر مقرب من وايلز، لشبكة "سي إن إن" الأميركية، إن مديرة الحملة الانتخابية كان لديها بعض التحفظات، وأعربت لترامب عن شروط معينة لقبول المنصب، منها منحها المزيد من السيطرة على من يمكنه الوصول إلى الرئيس في المكتب البيضاوي. وقال المصدر: "لا يمكن لسيارة المهرج أن تدخل البيت الأبيض متى شاءت، وهو يتفق معها".
صحيفة "دير شبيغل" الألمانية قالت إن فوز ترامب يمثل "نقطة تحول سياسية للعالم أجمع"
اقرأ أكثر: https://t.co/36eA6Q14UD pic.twitter.com/AkoH59xxLv— Ultra Sawt ألترا صوت (@UltraSawt) November 7, 2024
وأشارت الشبكة الأميركية إلى أنه خلال فترة ولاية ترامب الأولى، واجه كبار موظفي البيت الأبيض صعوبة في منع مجموعة من المستشارين غير الرسميين وأفراد أسرته وأصدقائه وغيرهم من المتطفلين من الدخول إلى البيت الأبيض لمقابلته.
يُشار إلى أن وايلز، البالغة من العمر 67 عامًا، هي واحدة من أقدم مستشاري ترامب، وقد أشاد بها في خطاب النصر وذكر اسمها سبع مرات في الخطاب، على الرغم من أنها رفضت مخاطبة الأنصار المتجمعين في مركز مؤتمرات بالم بيتش، وبدلًا من ذلك سلمت الميكروفون إلى مدير الحملة المشارك كريس لاسيفيتا.
ووصفها الاستراتيجي الجمهوري فورد أوكونيل بأنها "امرأة قوية وقائدة حقيقية لديها سجل حافل من الإنجازات". وقال السكرتير الصحافي السابق للبيت الأبيض في عهد ترامب، شون سبايسر: "أعتقد أنها تتمتع بتوازن جيد للغاية، فهي لا تبحث عن الأضواء، ولديها الخبرة والثقة، وهي تحلق تمامًا حيث تريد أن تكون".
من جانبه، وصف الرئيس السابق للحزب الجمهوري في فلوريدا وعضو مجلس الشيوخ الحالي وحليف ترامب منذ فترة طويلة، جو جروترز، وايلز بأنها "المستشارة السياسية الأكثر قيمة في البلاد".
وبحسب مجلة "بوليتيكو"، "فإن وايلز هي الناشطة السياسية الأكثر إثارة للخوف والأقل شهرة في أميركا، وتأثيرها على الأحداث السياسية، بالنسبة للعديد من الذين يعرفون ما يشاهدونه، واضح بقدر ما هو غير مرئي". وتواصلت المجلة الأميركية مع أكثر من 100 شخص عملوا معها ومن حولها ومن أجلها وضدها، وأجمعوا على أنها "بارعة فيما تفعله".
بدأت سوزي وايلز حياتها السياسية في عام 1979 وعملت كمساعدة لعضو في الحزب الجمهوري يُدعى جاك كيمب. وبعد عام، انضمت إلى حملة رونالد ريغان الذي أصبح فيما بعد رئيسًا للولايات المتحدة الأميركية.
لكن ذروة مسيرتها السياسية كانت في عام 2010، عندما ساعدت رجل الأعمال ريك سكوت، الذي يفتقد الخبرة السياسية، في الفوز بانتخابات حاكم ولاية فلوريدا في غضون 7 أشهر فقط.
وفي عام 2015، التقت وايلز لأول مرة بترامب خلال الانتخابات التمهيدية الرئاسية للحزب الجمهوري، وأصبحت رئيسة مشاركة لحملته في فلوريدا. وبعد فوز ترامب، استمرت وايلز في العمل ضمن دائرته المقربة لتقديم المشورة له.
في عام 2018، قام الجمهوري رون ديسانتيس بتعيين سوزي وايلز لقيادة حملته لانتخابات حاكم فلوريدا في المراحل الأخيرة من السباق، عندما كان يتخبط، لكنها ساعدته على تحقيق انتصار صعب وفريد. وفي خطاب النصر، وصفها ديسانتيس بأنها "الأفضل في العمل". عملت وايلز مع حاكم فلوريدا لفترة، لكن سرعان ما اختلفت معه ومع دائرته الداخلية، مما عرضها لمشاكل كبيرة كادت تدمر حياتها السياسية.
تُعرف وايلز بقدرتها على إدارة الحملات الانتخابية بكفاءة واحترافية، وتُعد من أقوى اللاعبين داخل الحزب الجمهوري، وتوصف بأنها "الجمهورية القوية"، مما يعكس تأثيرها الكبير خلف الكواليس في النجاحات الانتخابية للرئيس المنتخب دونالد ترامب.
وكانت وايلز مسؤولة عن بناء البنية التحتية لحملات ترامب الانتخابية، وتعاملت مع التحديات القانونية التي واجهها ترامب، مما ساعد في الحفاظ على استقرار الحملة وتركيزها على الأهداف الانتخابية.
وفي عام 2021، عُيّنت رئيسة تنفيذية للجنة العمل السياسي "أنقذوا أميركا" التابعة لترامب، مما عزّز دورها في التخطيط الاستراتيجي والتنسيق لحملاته المستقبلية. وفي عام 2022، قادت وايلز الجهود التحضيرية لانتخابات التجديد النصفي لعام 2022، وإعلان حملة ترامب للانتخابات الرئاسية لعام 2024.