ثارت ردود فعل متباينة في الولايات المتحدة الأمريكية ضمن معسكر كان قد اتفق سابقًا على دعم الحملة الانتخابية للرئيس الحالي جو بايدن. إذ تلقت المجموعات المدافعة عن البيئة قرار الرئيس الأمريكي، القاضي بإلغاء تصريح شركة TC Energy في العمل على خط أنابيب Keystone XL لنقل النفط من كندا إلى معامل التكرير في ولاية تكساس في الولايات المتحدة الأمريكية بارتياح نسبي. بينما لم يكن الحال كذلك في أوساط النقابات والاتحادات العمالية ذات الصلة بمشاريع البناء والتشغيل المتعلقة بخط الأنابيب المعني بالقرار.
يبدو أن مجموعات حماية البيئة في الولايات المتحدة ستحاول الاستفادة من وعود بايدن الانتخابية، والضغط على الحكومة الأمريكية لإغلاق 3 خطوط أنابيب أخرى بعد كيستون
كما ظهرت بعض التخوفات في تلك الأوساط من الغموض في الموقف الرئاسي الجديد، حيث لم تتم الإشارة بوضوح إلى المشاريع التالية المشابهة التي سيتم إيقافها، بعد أشهر طويلة من لجوء الجماعات البيئية والمجموعات المحلية في مناطق مرور الخط إلى سبل مختلفة في مواجهة مشاريع يرون أنها ستتسبب بنتائج كارثية على البيئة.
اقرأ/ي أيضًا: أنقذوا ميانمار.. حملة على تويتر بعد الانقلاب العسكري
في المقابل فإن خبراء الصناعة في الولايات المتحدة يرجحون أنه سيكون هناك المزيد من القرارات المشابهة في الفترة القادمة في ظل ولاية جو بايدن. مع العلم أن البرنامج الانتخابي لبايدن أعطى أولوية للبيئة بشكل ملحوظ، إذ وعد بايدن في حملته الانتخابية بجعل قضية التغيّر المناخي أولوية رئيسية بالنسبة للأمن القومي الأمريكي، كما وعد بزيادة هائلة في الاعتماد على الطاقة المتجددة والنظيفة ذات التكلفة التنافسية.
وكانت الكثير من المنظمات والجمعيات البيئية دعمت بايدن خلال الانتخابات الأخيرة، لكنها تتخوف اليوم أن لا يلتزم الرئيس الديمقراطي الجديد بوعوده، بسبب عدم تحديده للإجراءات التي يعتزم القيام بها مستقبلًا بشكل واضح.
في ذات السياق كان رئيس وزراء كندا جاستين ترودو، قد أعلن في وقت سابق عن خيبة أمله من قرار جو بايدن. مع العلم أن كندا والولايات المتحدة الأمريكية، تجمعهما علاقات اقتصادية كبيرة، ويتم تبادل سلع وخدمات فيما بينهما، بقيمة تتجاوز 500 مليار دولار أمريكي في الاتجاهين.
فيما يبدو أن مجموعات حماية البيئة في الولايات المتحدة ستحاول الاستفادة من وعود بايدن الانتخابية، والضغط على الحكومة الأمريكية لإغلاق 3 خطوط أنابيب أخرى، تنقل الخام الكربوني الثقيل الذي يتم استخراجه من مناطق الرمال المشعّة في كندا، والذي يشكل خطرًا كبيرًا على البيئة.
كما كان حوالى 150 ناشط بيئي، تظاهروا يوم الجمعة 29 كانون الثاني/يناير 2021 في مينيسوتا، داخل إحدى المنشآت النفطية قيد البناء، وقاموا بتشكيل سلسلة بشرية داخل الخرسانات لإعاقة العمل. وقد عمدت قوات الأمن لاحقًا إلى تفريقهم وقامت باعتقال 8 أفراد منهم.
تلقت المجموعات المدافعة عن البيئة قرار إلغاء تصريح شركة TC Energy في العمل على خط أنابيب Keystone XL لنقل النفط بارتياح نسبي. بينما لم يكن الحال كذلك في أوساط النقابات والاتحادات العمالية
على العكس من آراء ناشطي البيئة، كان العديد من المواطنين في الولايات المتحدة وفي كندا على حدّ سواء، يرفضون قرار بايدن، ويرون بأنه ستكون له تداعيات اقتصادية سيئة.
اقرأ/ي أيضًا: لماذا يتوجه الشباب العربي إلى "البودكاست"؟
أحد الناشطين قال عبر تويتر متوجهًا إلى بايدن "بما أنك ترفع شعار أمريكا للجميع، فعليك أن تعيد العمل بمشروع keyston Xl لأنك بذلك تحرم مئات العمال مع أسرهم من مدخولهم". ورأى أنه يمكن تطبيق خطة الطاقة الشمسية بشكل تدريجي، وبعملية موازية مع تقليل عمل الأنابيب، وليس القيام بإلغائها بشكل مفاجئ.
فيما رأى ناشط كندي أن قرار بايدن سيضرّ بالاقتصاد الكندي، فالنفط ومشتقاته هي المكون الأساسي لصادرات كندا إلى الولايات المتحدة الأمريكية، إذ تشكل حوالى 80 % منها.
بينما سأل ناشط كندي آخر بايدن عن سبب توجّه الولايات المتحدة الأمريكية نحو الشرق الأوسط، وشنّ الحروب المدّمرة، وتعريض حياة مئات الجنود للخطر، في مقابل عزوفه عن شراء النفط من جارته كندا، الشريك الاقتصادي الأقوى.
ووجّه مواطن كندي النقد لرئيس حكومته جاستن ترودو من خلال تغريدة، على عدم قيامه بأية ردة فعل ضد قرار بايدن بإلغاء خط الأنابيب. وقال إنه برغم احترامه وتقديره لترودو، فإن مواقف كهذه ستجعله يبدو ضعيفًا.
يبدو أن ملف أنابيب النفط سيكون الكابوس الأول الذي سيؤرق جو بايدن مع انطلاق ولايته. فالرئيس ملزم بوعوده الانتخابية فيما يخص حماية البيئة، وفي نفس الوقت هو لا يستطيع بدء عهده بمشاكل مع جارته الأقرب كندا ومع الاتحادات العمالية في بلاده، وهو يعلم جيدًا أن دولًا كثيرة وفي مقدمتها الصين ستكون مهتمة باستيراد النفط الكندي، وأن خيارات تنشيط سوق العمل الأمريكي في ظل جائحة كوفيد -19 ليست مجرد قضية عابرة، خصوصًا في ظل الانكماش الذي تعرض له الاقتصاد الأمريكي مطلع العام الحالي، والذي بلغت نسبته 3.5%.
اقرأ/ي أيضًا:
زارا محمد.. أول امرأة منتخبة لقيادة المجلس الإسلامي البريطاني
كيف قامت عائلة سام غودوين باستعادة ابنها من سجون نظام الأسد؟