ألتراصوت- فريق الترجمة
أعلنت محكمة بريطانية اليوم إدانة سيّدة بجريمة قتل طفلة رضيعة، ابنة شريكتها، بعد أن استمرّت بتعذيبها على مدى عدّة أشهر. وقد وجدت المحكمة أن الجانية، سافانا بروكهيل، قد تسببت بإصابات "كارثية" على الطفلة "ستار هوبسون" (16 شهرًا) والتي أدينت والدتها أيضًا في القضيّة، بتهمة التواطؤ أو السماح بمقتلها.
وقد عانت ستار هوبسون من سكتة قلبية جراء الضرب المبرّح، وماتت في المستشفى في ويست يوركشر، في جريمة بشعة هزت الرأي العام البريطاني منذ أيلول/سبتمبر 2020.
وسيتم إعلان الحكم بحق سافانا بروكهيل، وفرانكي سميث (والدة الطفلة من أب طليق)، يوم غد الأربعاء.
ما تفاصيل الجريمة؟
عاشت الطفلة ستار هوبسون حياة جحيمية منذ ولادتها وحياتها القصيرة التي لم تتجاوز 16 شهرًا. ولدت ستار هوبسون في أيار/مايو 2019، لعائلة كبيرة، ونالت الحب والعناية من جميع الأقارب الذين رأوا وجهها الجميل وعينيها الزرقاوين. وبعد فترة قصيرة من هذا الدلال والحبّ الذي غمرها به الجميع، عاشت ستار هوبسون حياة موازية أخرى، مليئة بالعذاب والعزلة والبعد عن أفراد العائلة الذين أحبوها.
فبعد انفصال الزوجة، فرانكي سميث، عن زوجها في تشرين الثاني/نوفمبر 2019. بعد شهر من الانفصال، نشأت علاقة حميمية بين والدة هوبس، وامرأة أخرى (الجانية)، وهي سافانا بروكهيل، وانتقلت للعيش معها.
من هنا بدأت سلسلة العنف ضد الطفلة الصغيرة، التي راحت ضحيّة تسلّط الشريكة بروكهيل، على الطفلة ووالدتها معًا، حيث لم تتردّد بروكهيل في ضرب الطفلة الرضيعة بشتّى الأشكال وأفظعها. وبعد أن بدأت العائلة الكبيرة تشكّ بالأذى الذي يقع على الطفلة، قررت الشريكتان الانتقال والسكن بعيدًا عن أعين العائلة.
وتزايد العنف الواقع على الطفلة ستار هوبس، بشتى أشكاله، الجسدية والنفسية. وعلى الرغم من تدخّل الأب ومحاولته إقناع الشرطة بأن ابنته قد تكون واقعة تحت أذى جسدي ونفسي من زوجته وشريكتها، إلا أن السلطات لم تفعل شيئًا، بعد مرّة وحيدة من الفحص الطبي، الذي وجد آثار كدمات على الطفلة، لكن التبريرات التي تم تقديمها من الشريكتين بشأن "حوادث" في البيت، من سقوط أثناء اللعب والقفز، أنهى التحقيق، دون اتخاذ إجراءات. كما حاولت الأمّ التدخّل لوقف العنف، لكنها باءت بالفشل، واستمرّ العذاب على الطفلة، والذي وثقته محاضر التحقيق، لكن بعد وفاتها.
ففي أحد المواقف المسجّلة، أظهرت مقاطع كاميرا مراقبة كيف أن بروكهيل انهالت بالضرب على الطفلة الصغيرة في أحد مواقع عملها، ولكمتها 21 مرة. حدث ذلك في منتصف أيلول/سبتمبر 2020. بعد بأسبوع واحد فقط، اعتدت بروكهيل بشكل عنيف على الطفلة، وتركتها في صدمة خانقة. وقد أظهرت التحقيقات أن الجانية هرعت إلى الإنترنت للبحث عن "كيفية إفاقة الطفل من صدمة خانقة"، وذلك قبل ربع ساعة من اضطرارها للاتصال بالإسعاف.
الضرب واللكم الذي تعرضت له الطفلة ستار هوبس تسبب بتمزقات في أحشائها، ولم يتمكن الإسعاف من إنقاذها، وتم الإعلان عن وفاتها لحظة الوصول إلى المستشفى
في أيلول/سبتمبر 2020، تم العثور على ستار هوبسون، ملقاة في شقة في مدينة ويست يوركشر، ونقلت إلى المستشفى على الفور، ولفظت أنفاسها الأخيرة هناك. وقد وجد تقرير التشريح فظائع كارثية من الإصابات المفضية إلى الموت على جسدها. أما السبب، فهو الركل واللكم المستمرّين، من شخص بالغ. كما وجد تقري الطب الشرعي كسورًا في عدة أجزاء من جسدها، وشعرًا في الجمجمة.
الضرب واللكم الذي تعرضت له الطفلة ستار هوبس تسبب بتمزقات في أحشائها، ولم يتمكن الإسعاف من إنقاذ هوبس، وتم الإعلان عن وفاتها لحظة الوصول إلى المستشفى. لاحظ كادر المستشفى غرابة في تصرّف الأم وشريكتها حيال الحادثة، حيث ساد الارتباك، ولم تبد الوالدة متأثرة، كما أنها ترددت بحمل ابنتها، وهو ما أثار شكوك الكادر، ليتم لاحقًا اعتقال السيدتين، اللتين خضعتا لمحاكمة طويلة، قبل تأكيد إدانتهما يوم الثلاثاء، 14 كانون أول/ديسمبر، على أن يجري النطق بالحكم ضدهما في اليوم التالي.
اقرأ/ي أيضًا:
"حرب على المجتمع".. جريمة في الأردن تهزّ الرأي العام ومطالبات بإعدام الجاني