أمرت محكمة استئناف أميركية شركة الإعلانات الرائدة المرتبطة بخدمات البحث "جوجل" بمواجهة دعاوى قضائية رفعها مستخدمون، اتهموا الشركة بانتهاك خصوصيتهم عبر جمع بياناتهم الشخصية من دون موافقتهم.
وأوضحت محكمة الاستئناف في سان فرانسيسكو، أن المدّعون اختاروا عدم مزامنة متصفح "كروم" التابع للشركة مع حساباتهم في خدمات "جوجل"، مثل البريد الإلكتروني "جي ميل" أو منصة "يوتيوب"، بعد أن كانوا يعتقدون، بناءً على الشروط التي أشار إليها المتصفح في وقت الاختيار، أن بعض المعلومات الشخصية "لن تُجمع وتُستخدم بواسطة جوجل".
تواجه شركة "جوجل" منذ عدة سنوات العديد من الدعاوى القضائية المرتبطة بانتهاكها لخصوصيات للمستخدمين
وفي بادئ الأمر، رفضت قاضية في المحكمة الابتدائية في سان فرانسيسكو هذه الدعوى الجماعية، بحجة أن "جوجل" نجحت في إثبات موافقة المستخدمين على جمع معلوماتهم الخاصة. لكن وفق قضاة محكمة الاستئناف، فإن: "المصطلحات المعتمدة من قبل الشركة، التي تتخذ من كاليفورنيا مقرًا لها، قد تثير التباسات لدى المستخدمين".
وقال القضاة إنه: "كان ينبغي للمحكمة الابتدائية أن تنظر إلى القضية من منظور مستخدم نموذجي، وليس أن تنسب إلى هذا المستخدم مهارات محامي أعمال مخضرم أو شخص قادر على التنقل بسهولة في متاهة من القوانين لفهم ما يوافق عليه".
ولفتت المحكمة إلى أن: "إشعارات جوجل، بينها ما ينص مثلًا على أن المعلومات الشخصية المخزنة بواسطة متصفح كروم لن تُرسل إلى جوجل ما لم يُصر إلى تمكين المزامنة"، وأضافت المحكمة: "قد تدفع المستخدم العاقل إلى الاعتقاد بأنه إذا لم تتم المزامنة، فإن جوجل لن تستخدم معلوماته الشخصية".
من جهته، قال الناطق باسم الشركة، خوسيه كاستانيدا، في اتصال مع وكالة "فرانس برس"، نحن: "لا نتفق مع هذا القرار، ولدينا قناعة بأن الوقائع تصب في مصلحتنا"، وأضاف: "يساعد كروم سينك المستخدمين على استخدام كروم بسلاسة عبر أجهزتهم المختلفة، ويوفر عناصر تحكم واضحة في الخصوصية".
وواجهت الشركة الرائدة عالميًا في مجال الإعلان الرقمي خلال السنوات الأخيرة، مثل منافستها الشركة العملاقة في التكنولوجيا "ميتا بلاتفورمز" ومنصاتها "فيسبوك" و"إنستغرام"، دعاوى قضائية بالجملة على خلفية قضايا متعلقة بسرية البيانات.
وفي نهاية كانون الأول/ديسمبر الماضي، وافقت "جوجل" على التخلص من بيانات جمعتها عن ملايين المستخدمين، وذلك بموجب شروط اتفاقية مبرمة لإنهاء الملاحقات القضائية بشأن وضع "التصفح المتخفي" (Incognit)، في متصفح "كروم".
وفي الشكوى المرفوعة عام 2020، اتهم المدعون رائدة الإعلان الرقمي بإعطاء المستخدمين انطباعًا خاطئًا بأنها لا تتعقب معلوماتهم عندما يتصفحون في وضع "التصفح المتخفي"، وطالبوا بتعويض قدره 5 مليارات دولار.
ومنذ فترة طويلة، تحاول السلطات في الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي تنظيم ممارسات شركتي "جوجل" وميتا بلاتفورمز"، اللتين تعتمدان في أرباحهما بشكل أساسي على الإعلانات الشخصية الموجهة للمستخدمين، بالاعتماد على بياناتهم الشخصية.