17-أغسطس-2024
طالبت الأمم المتحدة بهدنة إنسانية لتنفيذ حملتي تطعيم في غزة (منصة إكس)

طالبت الأمم المتحدة بهدنة إنسانية لتنفيذ حملتي تطعيم في غزة (منصة إكس)

بعد الإعلان تسجيل أول إصابة مؤكد بشلل الأطفال في قطاع غزة، طالبت الأمم المتحدة بهدنتين إنسانيتين تستمر كل منهما أسبوعًا لتطعيم أكثر من 640 ألف طفل ضد شلل الأطفال الذي اكتُشف في مياه الصرف الصحي بالقطاع.

وجاء في بيان لمنظمة الأمم المتحدة للطفولة "اليونيسف" ومنظمة الصحة العالمية، أنهما "تطلبان من كافة أطراف النزاع تطبيق هدن إنسانية في قطاع غزة لمدة سبعة أيام للسماح بتنفيذ حملتي تطعيم".

وأفاد البيان بأن "هذه الهدن في القتال ستسمح للأطفال والعائلات بالوصول بشكل آمن إلى المنشآت الصحية وللعاملين الميدانيين بالوصول إلى الأطفال غير القادرين على الوصول إلى منشآت صحية لتلقي اللقاحات المضادة لشلل الأطفال".

وشددت "اليونيسف" ومنظمة الصحة العالمية، على أن "وقف إطلاق النار هو السبيل الوحيد لضمان الأمن الصحي في قطاع غزة والمنطقة".

الهدن في القتال ستسمح للأطفال والعائلات بالوصول بشكل آمن إلى المنشآت الصحية وللعاملين الميدانيين بالوصول إلى الأطفال غير القادرين على الوصول إلى منشآت صحية لتلقي اللقاحات المضادة لشلل الأطفال

وكشفت المنظمتان الأمميتان أنهما وضعتا خططًا مفصّلة للوصول إلى الأطفال في أنحاء غزة في وقت لاحق من هذا الشهر.

وأكدتا أنهما تخططان لحملة تطعيم على مرحلتين في أنحاء قطاع غزة، اعتبارًا من أواخر أب/أغسطس الجاري.

وأفادت "اليونيسف" ومنظمة الصحة العالمية بأن أكثر من 1.6 مليون جرعة من لقاح شلل الأطفال سيتم نقلها إلى قطاع غزة. ومن المتوقع توصيل اللقاحات ومعدات سلاسل التبريد بنهاية آب/أغسطس.

وشددتا على "ضرورة تيسير نقل اللقاحات والمعدات في كل خطوة من الرحلة لضمان استلامها والموافقة عليها وتوصيلها في الوقت المناسب لبدء حملة التحصين".

وستشارك 708 فرقة في العملية، بما في ذلك الموجودة في المستشفيات والمستشفيات الميدانية ومراكز الرعاية الأولية في كل بلديات قطاع غزة. وسيدعم الحملة نحو 2700 عامل في المجال الصحي، بمن فيهم الفرق المتنقلة وعاملو التوعية المجتمعية.

وقالت المنظمتان إن 95 % على الأقل من التغطية باللقاح ستكون ضرورية خلال كل جولة للحملة لمنع انتشار شلل الأطفال وتقليص خطر عودة ظهوره، بالنظر إلى الوضع المتردي للرعاية الصحية وأنظمة المياه والصرف الصحي في غزة.

من جهته، حذر الأمين عام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، من خطورة انتشار المرض في غزة التي "تشهد حالة من السقوط الإنساني المخيف".

وأضاف، خلال المؤتمر الصحفي الذي عقده، أمس الجمعة، بمقر الأمم المتحدة: "في الوقت الذي يبدو فيه أن الوضع لا يمكن أن يصبح أسوأ بالنسبة للفلسطينيين في القطاع، فإن المعاناة تتزايد والعالم يتفرج".

وتابع غوتيريش: "لقد تم اكتشاف فيروس شلل الأطفال في الأسابيع الأخيرة في عينات مياه الصرف الصحي في خانيونس ودير البلح وهذا يعني أن الفيروس ينتشر الآن، مما يعرض مئات الآلاف من الأطفال في غزة للخطر".

لافتًا إلى أن "الفيروس لا يهتم بالخطوط الفاصلة ولا ينتظر، وإن منع انتشار شلل الأطفال واحتواءه سوف يتطلب جهدًا هائلًا ومنسقًا وعاجلًا".

وناشد غوتيريش، كافة الأطراف تقديم ضمانات ملموسة على الفور تضمن وقفًا إنسانيًا للقتال من أجل القيام بالحملة. وأضاف:"لنكن واضحين، إن التطعيم الأجدى ضد شلل الأطفال هو السلام والوقف الإنساني الفوري لإطلاق النار. لكن في كل الأحوال، فإن وقفًا إنسانيًا من أجل حملة التطعيم ضد شلل الأطفال أمر لا بد منه".

وأكد الأمين العام أن "شلل الأطفال يتجاوز السياسة وكل الانقسامات، ومن واجبنا جميعًا أن نوحد صفوفنا، وأن نحشد جهودنا ليس بهدف محاربة الناس وإنما لمحاربة شلل الأطفال، وللتغلب على فيروس خبيث. إذا تُرك دون رادع، سيكون له تأثير كارثي ليس فقط على الأطفال الفلسطينيين في غزة، ولكن أيضًا في البلدان المجاورة والمنطقة".

وكانت وزارة الصحة الفلسطينية قد أعلنت في بيان، أمس الجمعة، أنها سجلت أول إصابة بفيروس شلل الأطفال في المحافظات الجنوبية، وذلك في مدينة دير البلح لطفل يبلغ من العمر 10 شهور لم يتلق أي جرعة تحصين ضد شلل الأطفال، حيث اشتبه الأطباء بوجود أعراض مطابقة لمرض شلل الأطفال.

وبعد إجراء الفحوصات اللازمة في العاصمة الأردنية عمان، تم تأكيد الإصابة بسلالة فيروس شلل الأطفال المشتقة من اللقاح.

وأشارت الوزارة إلى أن "الحكومة الفلسطينية تولي لهذا الأمر أولوية قصوى وتسخر كل إمكاناتها لحماية شعبنا واطفالنا، وهم مستقبلنا، أينما وجدوا"، وأضافت: "في هذا الصدد تؤكد وزارة الصحة على أن طواقمها في المحافظات الجنوبية والشمالية، وبالتعاون مع كافة المؤسسات الدولية ووكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين، قد عملت خلال الأسابيع الماضية على وضع خطة شاملة متكاملة لتنفيذ حملة تطعيم موسعة ضد شلل الأطفال في قطاع غزة".

وكشفت: أنها ستنفذ حملة تطعيم خلال الأيام القليلة القادمة تستهدف الأطفال تحت سن 10 سنوات، حيث تم توفير مليون ومئتي ألف جرعة من طعم شلل الأطفال النوع الثاني بالتنسيق مع منظمة اليونيسف، وجارى توفير أربعمائة ألف جرعة أخرى".

أكد الأمين العام أن "شلل الأطفال يتجاوز السياسة وكل الانقسامات، ومن واجبنا جميعًا أن نوحد صفوفنا، وأن نحشد جهودنا ليس بهدف محاربة الناس وإنما لمحاربة شلل الأطفال، وللتغلب على فيروس خبيث

وشددت وزارة الصحة على أن "استمرار العدوان الوحشي الإسرائيلي على قطاع غزة قد نجم عنه كارثة صحية، بشهادة المنظمات الدولية، كما أن نقص احتياجات النظافة الأساسية، وعدم توفر خدمات الصرف الصحي، وتراكم النفايات في الشوارع وحول أماكن إيواء النازحين، وعدم توفر مياه الشرب الآمنة، قد خلقت بيئة مواتية لتفشي وانتقال العديد من الأوبئة ومنها الأمراض المنقولة بالمياه مثل فيروس شلل الأطفال المشتق من اللقاح".

ووجهت الوزارة "نداءً عاجلاً لكافة المنظمات والهيئات الدولية بضرورة العمل الفوري لإعادة بناء أنظمة مياه الشرب الآمنة والصرف الصحي والتخلص من النفايات الطبية والصلبة، والعمل على إدخال الوقود لضخ المياه العذبة النقية، والسماح غير المشروط لدخول الإمدادات الطبية والأدوية والمواد الخاصة التي تستعمل للنظافة الشخصية".

يذكر أن قطاع غزة كان خاليًا من مرض شلل الأطفال خلال السنوات الخمس والعشرين الماضية. ويعد ظهوره مرة أخرى تهديدًا آخر للأطفال في غزة والدول المجاورة.