لم يلمس هاتفًا، أو يمتلك مسكنًا مستقرًا في حياته، كما سُرقت ملابسه الداخلية من قبل مخبر. أما لحظاته الأخيرة فقد رواها دونالد ترامب بعد إعلانه مقتله. تلك حياة أهمّ الرجال المطلوبين في العالم.
ترك موت البغدادي داعش لفترة مؤقتة، كما ترك قوائم بأهمّ المجرمين المطلوبين في العالم دون معرفة الأحق بالتربّع على رأس القائمة
ربما ليس لهذا الوصف وجود، أي "أهم الرجال المطلوبين في العالم"، لكن لو كان أحدهم جديرًا به، فلا شك أنه كان أبا بكر البغدادي، زعيم تنظيم الدولة الإسلامية (داعش)، أخطر تنظيم إرهابي عرفته البشرية في عصرها الحديث.
اقرأ/ي أيضًا: بعد مقتل البغدادي في سوريا.. هل انتهى تنظيم الدولة الإسلامية؟
ترك موت البغدادي داعش لفترة مؤقتة، كما ترك قوائم بأهمّ المجرمين المطلوبين في العالم دون معرفة الأحق بالتربّع على رأس القائمة. للأسف، ليس هناك نقص في البدائل، لكن يتمثّل التحدّي في ترتيبها. فهل الإبادة الجماعية البورمية أسوأ من الإرهابي السريلانكي مثلًا؟!
وفي حين كانت بعض الصحف والمجلات تضع قوائم بأبرز المطلوبين عالميًا، والتي احتلها فترة تاجر المخدرات المكسيكي خواكين غوزمان المعروف بـ"إل تشابو". كما كان هناك الأيرلندي الأمريكي جيمس وايتي بولغر، الذي قُبض عليه أواخر عام 2011، وتعرّض للضرب حتّى الموت في السجن.
وكانت هناك اختلافات بين قوائم "أهم المطلوبين في العالم" من حيث اختلاف الأمكنة والأزمنة، لذا يبدو أن تلك القوائم لا تخضع لمعايير موضوعية ثابتة، وإنما لوجهات النظر الذاتية أحيانًا، كما قد ترتبط بطبيعة حادث ما وآنيته، فتقفز بعض الأسماء إلى رأس القائمة، لأن جرائمهم هي الأحدث، وهي التي تشغل الرأي العام العالمي.
بدورها، وبعد مقتل زعيم داعش، أبوبكر البغدادي، نشرت صحيفة الغارديان البريطانية، قائمة بمن اعتبرتهم أبرز تسعة مطلوبين للعدالة حاليًا، نستعرضها لكم فيما يلي:
1. أبو بكر شيكاو
ولد شيكاو في قرية زراعية قرب الحدود مع النيجر. درس الفقه الإسلامي عند رجال دين محليين في مايدوغوري، وفي تلك المرحلة تعرّف على محمد يوسف، مؤسس جماعة "بوكو حرام"، التي التحق بها هو الآخر.
منذ عام 2009، أصبح شيكاو زعيمًا لبوكو حرام، بعد وفاة مؤسسها محمد يوسف. يعتبر شيكاو، أحد أبرز المطلوبين في العالم، بسبب ما ارتكبته جماعته ليس فقط ضد القوات الأمنية والعسكرية، وإنما أيضًا ضد المدنيين، من عمليات قتل وتفجير واختطاف، كاختطاف 276 فتاة من مدرسة ثانوية في نيجيريا.
2. أبو إبراهيم الهاشمي القرشي
على الفور، وجد أبو إبراهيم الهاشمي القرشي، المرشح حديثًا لخلافة البغدادي على زعامة داعش، مكانًا في قوائم الحكومات للإرهابيين المطلوبين حول العالم.
وللآن، لا يعرف الكثير حول أبو إبراهيم الهاشمي، غير أن بعض المحللين يعتقدون أنه على الأرجح عراقي. ويعتقد البعض أنه نفسه عبدالله قرداش المكنى بأبي بكر التركماني، أحد قادة داعش.
3. أيمن الظواهري
ولد أيمن محمد ربيع الظواهري عام 1950 لعائلة مصرية شهيرة. عمل في البداية طبيبًا جرّاحًا، قبل أن يتورط في أنشطة متطرفة مع الجماعة الإسلامية في مصر، إبان حربها المعلنة على الدولة.
وخلال سنوات شبابه، تعرض الظواهري للاعتقال عدة مرات، قبل أن يفر إلى باكستان في موجة "الجهاد" ضد السوفييت في أفغانستان. وفي تلك الأثناء، تعرف الظواهري إلى الشاب السعودي الثريّ أسامة بن لادن، ليؤسسا سويًا تنظيم القاعدة، التي تولى الظواهري قيادتها بعد مقتل بن لادن في 2011. والآن، ترصد السلطات الأمريكية مكافأة قدرها 25 مليون دولار لمن يدلي بمعلومات تساعد في القبض عليه.
4. إبراهيم داوود
ولد إبراهيم داوود لأسرة مسلمة، في مومباي بالهند، عام 1955. استطاع بناء ثروة ضخمة تقدر بمئات ملايين الدولارات عن طريق الابتزاز والتلاعب وتهريب المخدرات.
ويُتهم داوود كذلك بأنه العقل المدبر لسلسلة تفجيرات مومباي عام 1993، التي أودت بحياة أكثر من 250 شخصًا. وتتهمه الولايات المتحدة بصلات وثيقة بتنظيم القاعدة.
ونتيجة لذلك، أعلنت الولايات المتحدة عام 2003، داوود إرهابيًا عالميًا، ثم حاولت تجميد أرصدته حول العالم، وتضييق الخناق على أعماله.
ومع كونه متهم بالإرهاب ومدرج في قائمة الأمم المتحدة، إلّا أن ذلك لم يمنع رجل العصابات الهندي، من أن يعيش حياة رغيدة وفارهة، إذ يُقال إنه لا يزال لديه أعمال تجارية مستمرة في بريطانيا على الأقل.
5. أوفيديو غوزمان
سار أوفيديو جوزمان، المعروف باسم "تشابو الصغير" أو "تشابيتو"، على خطى والده خواكين في إدارة أعمال العائلة القائمة على تجارة المخدرات بشكل رئيسي.
بذلك أصبح غوزمان الابن أحد أبرز مهربي المخدرات في المكسيك، قبل أن تتمكن قوة من رجال الشرطة القبض عليه منذ بضعة أسابيع. لكن المفاجأة، أن هذه القوة الأمنية التي كانت مدججة بالسلاح، اضطرت إلى إطلاق سراح أوفيديو، بسبب أن أتباعه احتلوا المدينة، وأشعلوا النيران وسدوا الطرقات، فاضطرت السلطات إلى إطلاق سراحه!
6. تسي تشي لوب
المواطن الصيني الكندي الذي يُطلق عليه "أهمّ المطلوبين في آسيا"، متّهم بقيادة اتّحاد دولي للمخدرات، يتكوّن من تحالف يضم خمس جماعات من عصابة الثالوث الصيني.
تقول الشرطة إن أعضاء هذا الاتحاد يموّلون كميات هائلة من تجارة المخدرات كالهيروين والميتامفيتامين من اليابان إلى نيوزيلندا. كما يُقال إن مجموعة من الملاكمين والمقاتلين التايلانديين يحرسون على حراسته المشددة.
7. فاسيليس باليوكوستاس
كانت المكافأة الأوروبية الأكبر للإدلاء بمعلومات حول مجرم، من نصيب من سيدلي بالمعلومات اللازمة حول فاسيليس باليوكوستاس.
فرّ المواطن اليوناني، الذي أُطلق عليه لقب "الذي لا يُمكن تمييزه" عام 2006 على متن طائرة هليكوبتر اختطفها شقيقه، ثمّ اُعتقل مرّة أخرى بعد عامين، لكنّه فرّ من السجن نفسه مرّة أخرى على متن طائرة هليكوبتر أيضًا في شباط/فبراير عام 2009.
8. ماتيو ميسينا دينارو
يوصف بأنه "آخر عرّابي المافيا القديمة"، الشخصية البارزة في عالم المافيا الصقلية، وأحد أبرز المطلوبين في العالم، والمختبئ منذ عام 1993، إنه ماتيو ميسينا دينارو.
قال عن نفسه مرّة: "لقد ملأت مقبرة بيدي"، يقصد من كثرة عدد ضحاياه. ويُقال إنه رغم اختبائه، لا يزال يحافظ على نمط حياة فارهة، بفضل مجموعة من السياسيين ورجال الأعمال.
9. فيليسيان كابوغا
كابوغا مطلوب من قبل المحكمة الجنائية الدولية، لدوره في الإبادة الجماعية برواندا عام 1994، والتي راح ضحيتها أكثر من 800 ألف إنسان.
استخدم كابوغا، الذي يبلغ الآن 84 عامًا، محطاته الإذاعية للتحريض على الكراهية ضد الأقلية التوتسية، كما أنه متهم بتوفير السلاح الأبيض الذي استخدم في عمليات القتل والذبح.
اقرأ/ي أيضًا: