أعاد إعلان الولايات المتحدة الأمريكية مقتل زعيم تنظيم القاعدة، أيمن الظواهري، فتح باب التساؤلات حول مستقبل التنظيم الذي صعد نجمه بين تسعينيات القرن الفائت وحتى منتصف العقد الأول من القرن الحالي، وذلك قبل أن يأفل لأسباب مختلفة، ويقتصر حضوره على بعض المناطق المضطربة التي تمثله فيها فروع صغيرة، وغير مؤثرة، تنذر أحوالها باقتراب نهاية مشروعه.
وفي المقابل، فتح مقتل الظواهري الباب على تساؤلات أخرى طرحها الجيل الجديد بطرق مختلفة يوم أمس، وفي مقدمتها: من هو الظواهري؟ وما هو تنظيم القاعدة؟
وفي حين تصدت الكثير من الصحف والمواقع الإلكترونية للإجابة على السؤال الأول، ظل السؤال الثاني دون إجابة وافية. ولذلك، نرشح لكم في هذا المقال 3 كتب تقدّم إجابات وافية على سؤال: ما هو تنظيم القاعدة؟
1. القافلة: عبد الله عزام وصعود الجهاد العالمي
ليس تنظيم القاعدة الموضوع الرئيسي لكتاب الباحث النرويجي توماس هيغهامر "القافلة: عبد الله عزام وصعود الجهاد العالمي" (الشبكة العربية للأبحاث والنشر، 2021/ ترجمة عبيدة عامر).
لكن الكتاب، مع ذلك، يقدّم تفاصيل ومعلومات وافية تسلط الضوء على البيئة التي نشأ فيها التنظيم، والظروف التي ساهمت في نشأته أواخر ثمانينيات القرن الفائت، وذلك من خلال سرده لقصة الجهادي الفلسطيني عبد الله عزام، الذي يُعتبر أحد أبرز المنظرين الجهاديين الذين أثروا في قادة القاعدة أثناء تواجده في أفغانستان خلال الحرب الأفغانية – السوفييتية، التي مهدت لظهور ما يُعرف بـ "الجهادية العالمية" التي تقودها القاعدة.
2. القاعدة وأخواتها: قصة الجهاديين العرب
في كتابه "القاعدة وأخواتها: قصة الجهاديين العرب" (دار الساقي، 2007)، يسعى الكاتب والصحفي اللبناني كميل الطويل إلى سرد القصة الكاملة لنشأة تنظيم القاعدة، والوقوف على خلفياته الفكرية، من خلال فهم أفكار ورؤى واستراتيجيات عدد من الجماعات الجهادية الأخرى، التي برزت بعد انتهاء الجهاد في أفغانستان.
يعود الكاتب اللبناني إلى هذه الجماعات لفهم تنظيم القاعدة انطلاقًا من قناعته بأنها الأقرب إليه نهجًا وفكرًا، وأن تجاربها هي التي ساهمت في تكوين الصورة الحالية للتنظيم. أما هذه الجماعات، فهي: "جماعة الجهاد" في مصر، و"الجماعة الإسلامية المسلحة" في الجزائر، و"الجماعة الإسلامية المقاتلة" في ليبيا.
3. تنظيم حراس الدين: صعود القاعدة وأفولها في المشرق العربي
يتناول الباحثان الأردنيان محمد أبو رمان وحسن أبو هنية في كتابهما "تنظيم حراس الدين: صعود القاعدة وأفولها في المشرق العربي" (مؤسس فريدريش ايبرت، 2021)، تجربة تنظيم "حراس الدين" الذي يعتبر الفرع الرسمي للقاعدة في سوريا، بهدف رصد ما آل إليه مشروع التنظيم في المشرق العربي.
يقف الكتاب على ظروف ولادة التنظيم، ثم "عولمة" قادته للجهاد، فهجمات 11 أيلول/ سبتمبر 2001، وصولًا إلى استراتيجية قتال العدو البعيد، أي الولايات المتحدة. ثم ينتقل إلى الحديث عن ولادة فروع التنظيم في المشرق العربي، وتحولاته الأيديولوجية بعد ثورات الربيع العربي، وصولًا إلى تجربته في سوريا التي اتسمت بالفشل وعبّرت، صراحةً، عن أفول مشروعه بالمنطقة.
