ألترا صوت – فريق التحرير
واجهت صناعة النشر في العالم العربي خلال العام الفائت 2020، تحدياتٍ مختلفة يتعلق معظمها بتداعيات تفشي وباء كوفيد – 19، والإجراءات الاحترازية المتَّبعة لمواجهته عالميًا، لا سيما الإغلاقات العامة، وحظر التجول، وتقييد حركة النقل والتنقُّل، وغيرها.
تنطلق الدورة الثانية والعشرين من "معرض بغداد الدولي للكتاب"، في العاشر من حزيران/ يونيو تحت عنوان "الكتاب وطن"
وشكلت الظروف الاستثنائية التي فرضها الوباء تحديًا كبيرًا أمام انعقاد معظم معارض الكتب العربية، التي قررت الاحتجاب بسبب صعوبة التنظيم في ظل إجراءات التباعد الاجتماعي، الأمر الذي انعكس سلبًا على الناشرين الذين تكبدوا خسائر مالية فادحة هي الأسوأ منذ سنوات.
اقرأ/ي أيضًا: النسخة الثالثة من "أيام قرطاج الكوريغرافية".. احتفاءٌ متواصلٌ بالجسد
وقُدِّرت خسائر الناشرين في العالم العربي خلال العام الفائت بنحو 100 مليون دولارٍ أمريكي، فيما سجَّلت عمليات البيع والشراء تراجعًا حادًا بنسبةٍ بلغت 60%، لا سيما بعد احتجاب غالبية معارض الكتب التي يعتمد عليها الناشرون العرب لبيع إصداراتهم وتسويقها، إذ تمثِّل نسبة مبيعات المعارض، وفق "اتحاد الناشرين العرب"، 53% من إجمالي مبيعاتهم خلال العام الواحد.
في محاولةٍ لتعويض جزءٍ من هذه الخسائر الفادحة، وإنعاش حركتي النشر والبيع والشراء محليًا وعربيًا، تنطلق يوم الخميس المقبل، العاشر من حزيران/ يونيو الجاري، فعاليات النسخة الثانية والعشرين من "معرض بغداد الدولي للكتاب" تحت شعار "الكتاب وطن"، على أن تستمر حتى العشرين من الشهر ذاته.
تقام النسخة الثانية والعشرين من المعرض، الذي ينظِّمه كلٌ من "اتحاد الناشرين العراقيين" وشركتي "صدى العارف" و"المعارض العراقية"، في مدينة المعارض الواقعة في حي المنصور، الواقع في منطقة الكرخ في العاصمة بغداد، وذلك بمشاركة نحو 425 دار نشر تمثِّل 21 دولة عربية وعالمية، منها ما يقارب 70 دار نشر عراقية.
وبحسب بيان الهيئة التحضيرية للمعرض، تُعقد هذه الدورة على الرغم من جميع التحديات والمصاعب والأزمات السياسية والاقتصادية والاجتماعية التي يعيشها العراق. كما ويسعى القائمون عليها إلى أن تكون: "ثرية بمساهمات العشرات من دور النشر العربية، والمحلية المشاركة بكثير من الإصدارات الجديدة، في مختلف الحقول والمجالات المعرفية، والعلمية، والفنية، والأدبية، بما يغني المكتبة الشخصية للقارئ العراقي".
وأشار بيان الهيئة إلى أن فعاليات المعرض، ستشتمل على مجموعة واسعة من الأنشطة الثقافية المرافقة للحدث الرئيسي، وفي مقدِّمتها الندوات الفكرية وحفلات التوقيع التي سوف تساهم: "في جعل معرض بغداد للكتاب، كما هو في الأعوام الماضية، حدثًا ثقافيًا وطنيًا هامًا، يتطلَّع لانعقاده المثقفون، وصنَّاع الكتب وجمهور القراء على حد سواء".
تُعقد هذه الدورة على الرغم من جميع التحديات والمصاعب والأزمات السياسية والاقتصادية والاجتماعية التي يعيشها العراق
ويستضيف الحدث الثقافي الأهم على روزنامة الأنشطة الثقافية السنوية للعاصمة العراقية، وعلى مدار أيامه العشرة، شخصيات ثقافية وفنية مختلفة، إلى جانب عقده جلساتٍ تستعيد سيرَ وتجارب عددٍ من المثقفين والكتَّاب الراحلين، إضافةً إلى ندواتٍ تناقش مواضيع ثقافية وفكرية وتاريخية متنوعة.
اقرأ/ي أيضًا: انطلاق مركز دراسات ثقافات المتوسط
ولفتت الهيئة التحضيرية لـ "معرض بغداد الدولي للكتاب" في ختام بيانها، إلى أنه: "حرصًا على صحة الناشرين والقراء، عملت إدارة المعرض على توفير الإجراءات الصحية الضرورية لسلامة الزوار". كما وأوصت أيضًا: "بالالتزام بارتداء الكمامة، والتباعد الاجتماعي، والتعقيم المستمر، لسلامة الجميع".
اقرأ/ي أيضًا:
الدورة الأولى من "معرض العراق الدولي للكتاب".. تحية إلى مظفر النوّاب
قطاع النشر في العالم العربي خلال 2020.. الخسائر تتصدر المشهد