واصل برشلونة تحقيق النتائج المميزة، وحسم قمة المرحلة الـ 30 من الدوري الإسباني لكرة القدم، عندما هزم ضيفه إشبيلية بهدف نظيف سجله المبدع بيدري، لينتزع الفريق الكتالوني المركز الثاني، متقدمًا بفارق الأهداف عن أتلتيكو مدريد وإشبيلية الذي تراجع إلى المركز الرابع.
استحق برشلونة الفوز نظرًا للأداء الكبير الذي قدمه لاعبوه، حيث نجحوا في خلق الكثير من الفرص خاصةً في الشوط الثاني، وكان بالإمكان تحقيق فوز عريض لولا التألق الواضح لحارس إشبيلية المغربي ياسين بونو.
صراع المركز الثاني يشتعل في الليغا
توجهت أنظار عشاق الكرة الإسبانية إلى استاد كامب نو الذي احتضن مباراة برشلونة صاحب المركز الرابع، في مواجهة ضيفه إشبيلية صاحب المركز الثاني قبل انطلاقة المرحلة.
برشلونة وصل إلى قمة مستواه قبل التوقف الدولي، وحقّق سلسلة نتائج رائعة، من بينها الفوز بالكلاسيكو برباعية في معقل الفريق الملكي، والارتقاء في سلم الترتيب وصولًا إلى المركز الرابع، الأمر الذي يعكس العمل الكبير الذي يقدمه مدرب الفريق تشافي الذي استلم دفة القيادة بعد إقالة كومان، بالإضافة إلى التألق الكبير لصفقات الفريق الشتوية، في مقدمتهم أوباميانج صاحب الأهداف السبعة في مبارياته السبع الأولى بالدوري.
في المقابل فشل إشبيلية في المحافظة على المستوى الباهر الذي قدمه بداية الموسم، وتقلّصت فرصه للمنافسة على اللقب بشكل كبير، وسط استمرار لنزيف النقاط السهلة، ما جعل برشلونة وأتلتيكو مدريد يضيقان الخناق عليه، فبات المركز الثاني مهدّدًا بشكل جدي.
قمة الأحد اكتست أهمية إضافية بعد الفوز الكبير الذي حقّقه أتلتيكو مدريد السبت على ألافيس بنتيجة 4-1، ليشتعل الصراع على المركز الثاني بين الفرق الثلاثة، في الوقت الذي تقلصت فرصهم أكثر في اللحاق بريال مدريد في الصدارة، خاصة بعد فوز الملكي الصعب على سلتا فيغو بهدفين لهدف.
شوط أول تكتيكي ينتهي بالتعادل السلبي
بدأ تشافي المباراة بالرسم التكتيكي المعتاد 4-3-3، وبالتشكيلة نفسها التي فازت بالكلاسيكو، باستثناء اشتراك داني ألفيس في مركز الظهير الأيمن، على حساب رونالد أراوخو الذي لعب في قلب الدفاع، في المقابل اعتمد جوليان لوبيتيجي على الرسم 4-2-3-1، حيث لعب أنطوني مارسيال في خطّ المقدمة، ومن خلفه ثلاثي الوسط الهجومي راكيتيتش - أوكامبوس - لاميلا، فيما بقي ثنائي الهجوم منير الحدادي ورافي مير على مقاعد البدلاء.
اتّسم نصف الساعة الأول من المباراة بالأداء السريع، مع افضلية نسبية لبرشلونة، بينما صبّ إشبيلية جهوده على لعب المرتدات، وكان أصحاب الأرض أقرب لافتتاح التسجيل، لكن تسرع لاعبيهم وخاصة في الثلث الهجومي حال دون ذلك.
هدأ نسق المباراة بعدها، في ظل نجاح لاعبي إشبيلية بإقفال جميع المنافذ أمام مهاجمي برشلونة، وتركّز اللعب بمعظمه في منتصف الملعب، وطالب أوباميانج بركلة جزاء في الدقيقة 40، لكن الحكم امر بمواصلة اللعب، ثم أهدر ديمبيلي الفرصة الحقيقية الأولى في هذا الشوط، عندما تعامل بطريقة سيئة مع تمريرة بيدري المتقنة، لينتهي بعدها الشوط الأول بالتعادل السلبي.
بيدري يتألق من جديد ويهدي فريقه الفوز
ارتفع نسق المباراة بشكل واضح في الشوط الثاني، فتصدّى تير شتيغن لتسديدة لاميلا في الدقيقة 50، ثم تألّق ياسين بونو بشكل كبير، وتصدى ببراعة لتسديدة توريس ورأسية أراوخو، قبل أن تصطدم رأسية بيكيه بالعارضة.
فيما كانت المباراة تتأرجح بين سيطرة برشلونة وإهداره للفرص، ومرتدات إشبيلية التي عابها تسرّع مهاجميه، وجد بيدري ساحر برشلونة الجديد الحل، وسجل واحدًا من أجمل أهداف الدوري في الدقيقة 72، حيث استلم الكرة على مشارف منطقة الجزاء، وراوغ راكيتيتش ودييغو كارلوس، وأطلق تسديدة زاحفة على يمين ياسين بونو مانحًا فريقه التقدم.
تواصل تألق برشلونة بعد الهدف، وتصدى بونو مرة أخرى ببراعة لرأسية فيران توريس، قبل أن يتراجع أصحاب الأرض إلى الخلف، وينجحوا في إنهاء المباراة بفوز ثمين صعدوا من خلاله إلى المركز الثاني.