منذ انطلاق كأس العالم في نسخته الأولى عام 1930، وحتى النسخة الـ22 التي ستجري قريبًا في قطر، طرأ على نظام المسابقة تغييرات جذرية، فما هو بديهي الآن بالنسبة لحظوظ الفرق في التأهّل للأدوار التالية لم يكن كذلك سابقًا، وما كان معمولًا به في البدايات لا يمكن اعتماده في وقتنا الحالي، حيث تراكمت التغييرات على نظام بطولة كأس العالم، إلى أن وصلت لصيغتها الحاليّة.
كأس العالم 1930
شارك بالبطولة 13 فريقاً بواقع 7 من أميركا الجنوبية "الأوروغواي، الأرجنتين، تشيلي، البرازيل، بوليفيا، الباراغواي، البيرو" و 4 من أوروبا "فرنسا، يوغوسلافيا، رومانيا، بلجيكا" و2 من أميركا الشمالية والوسطى "الولايات المتحدة والمكسيك
واقتضى نظام البطولة على تقسيم المنتخبات المشاركة لأربع مجموعات تضم الأولى 4 فرق، والباقية 3 فرق فقط، ويتأهل الأربع المتصدرين لنصف النهائي الذي تجري مبارياته وفق القرعة، ولم تكن توجد مباراة لتحديد صاحبي المركز الثالث والرابع، حيث ينال الفريق الفائز نقطتين، والتعادل يمنح كلّ فريق نقطة واحدة، والخاسر يخرج دون أي نقطة.
كأس العالم 1934+ 1938
16 فريقًا لعبوا بنظام خروج المغلوب، وفي حال التعادل يتم تمديد المباراة، وفي حال التعادل أيضَا تُلعب مباراة إعادة.
كأس العالم 1950
شارك بالبطولة 13 فريقاً تم توزيعهم بنظام غريب على 4 مجموعات، إذ تضمّ الأولى والثانية 4 فرق والثالثة 3 فرق والرابعة فريقين فقط، يتأهّل متصدّر كل مجموعة إلى الدور النهائي، حيث يتم اللعب بنظام الدوري بين الفرق الأربعة المتأهّلة، والمتصدّر يظفر بكأس العالم، إذ ينال الفريق الفائز نقطتين، والتعادل يمنح كلّ فريق نقطة واحدة، والخاسر يخرج دون أي نقطة.
كأس العالم 1954
قسّمت اللجنة المنظمة الفرق الـ16 إلى 4 مجموعات، تضم كل منها 4 فرق، ويتأهل فريقان من كل مجموعة إلى ربع النهائي، وكان في كل مجموعة فريقان مصنّفان وآخران غير مصنّفين، بحيث لا تلعب الفرق المصنّفة فيما بينها ويلعب كل فريق بالمجموعة مباراتين فقط، وإن انتهت المباراة بالتعادل فيتم تمديد المباراة لأشواط إضافية، ولو استمر التعادل فسيتم اعتماد النتيجة، أما في حال تساوي فريقين بالنقاط فيتم لعب مباراة فاصلة لتحديد هوية المتأهل لدور الثمانية.
كأس العالم 1958
تم تقسيم الفرق الـ16 على 4 مجموعات، بحيث تضم كل مجموعة فريقاً من بريطانيا، وآخر من أوروبا الشرقية، ومثله من أوروبا الغربية، بالإضافة إلى فريق من الأمريكيتين، حيث تم إلغاء نظام التصنيف المتّبع في البطولة السابقة، كذلك إبطال التمديد بعد نتيجة التعادل، وفي حال تعادل فريقين بعدد النقاط يتم إجراء مباراة فاصلة لتحديد المتأهل للدور التالي، سيّما وأنه سيتأهل من كل مجموعة فريقين إلى دور الثمانية، بعد ذلك يتم خوض الأدوار النهائية بنظام خروج المغلوب، مع استمرار نظام منح النقطتين للفريق الفائز.
كأس العالم1962+1966
استمرّ نظام البطولة على ما هو عليه في النسخة السابقة مع بعض التعديلات الطفيفة، إذ وُزّعت الفرق الـ16 على 4 مجموعات يتأهل من كل واحدة فيها فريقين إلى دور الثمانية، والجديد هنا أنّه في حال تعادل فريقين بالنقاط سيتم احتساب فارق الأهداف، وإن استمر التعادل سيلجأ الفريقان للقرعة التي ستحدد مصيرهما، وإن تعادل فريقان بالأدوار الإقصائيّة يتوجّب على الحكم تمديد اللقاء، وإجراء قرعة لتحديد الفائز إن استمرّت نتيجة التعادل.
كأس العالم 1970
نظام البطولة كما البطولتين السابقتين، لكنّ جديد النسخة التاسعة من كأس العالم هو بدء العمل بنظام البطاقات الصفراء والحمراء، وترجع هذه الفكرة للحكم الإنجليزي كين آستون، فكان حكم اللقاء في السابق يطلب من أي لاعب يرتكب فعلا منافيا للأخلاق الرياضية أو سلوكاً خشنا بحق الخصم الخروج من أرضية الملعب، ما أثار الكثير من الجدل من اللاعبين الذين كانوا يُصدَمون بهذا القرار المفاجئ.
بدأ هذا الحكم الذي كان أصبح رئيس لجنة الحكّام في كأس العالم 1970 التفكير والبحث عن الحل، فوجد ذلك عند إشارة المرور، فالأصفر يعني التمهّل والأحمر يعني التوقّف، وهنا إن تم استخدام البطاقات الملوّنة ستُحلّ المشاكل السابقة، إضافة إلى كسر حاجز اللغة بين اللاعبين والحكّام، وهكذا استطاع كين آستون أن يدخل نظام البطاقة الصفراء للإنذار والبطاقة الحمراء للطرد، وتمّ استعمال نظام البطاقات لأول مرة في تاريخ كأس العالم بالنسخة التاسعة، المكسيك 1970.
أيضاً شهدت هذه البطولة اتّباع نظام التبديل بين اللاعبين، فيُسمح للمدرّب إجراء تبديلين في المباراة، وكانت البطولات السابقة لا تحوي هذا النظام، حيث تعرّضت الكثير من المنتخبات بسبب إصابة لاعب من فريقها وخروجه من الملعب لمشاكل كبيرة، وكان الفريق يكمل بصفوف ناقصة كما حصل في حالات عديدة وآخرها في المونديال السابق1966. عندما أصيب قائد منتخب إيطاليا بولجاريللي خرج من الملعب في الدقيقة 33 وأكمل فريقه المباراة أمام كوريا الشمالية ناقص الصفوف، قبل أن تحقّق كوريا فوزاً تاريخياً على الطليان 1-0.
كأس العالم 1974+1978
شهد نظام النسخة العاشرة من كأس العالم أسلوباً مختلفاً عن سابقيه، حيث تم توزيع الفرق الـ 16 المشاركة إلى 4 مجموعات يتأهل من كل واحدة اثنان، وفي الدور التالي يتم تقسيم الفرق الثمانية إلى مجموعتين، تخوض فيهما الفرق نظام الدوري، ويلعب بطلا المجموعتين في المباراة النهائية، وصاحبا المركز الثاني في لقاء تحديد المركزين الثالث والرابع.
كأس العالم 1982
شهدت هذه البطولة توسيع عدد مقاعد الفرق في النهائيات من 16 فريقاً إلى 24، كان نظام البطولة غريبًا نوعا ما، فتم العمل به لأول وآخر مرّة، حيث تم توزيع الفرق الـ24 على 6 مجموعات تضم كل واحدة منها 4 فرق، ويتأهل أول اثنين منها إلى دور المجموعات الثاني، الذي يضم 12 فريقاً موزّعين على 4 مجموعات، يتأهل الأول منها إلى الدور نصف النهائي، في هذه البطولة تمّ الاحتكام لركلات الترجيح لأوّل مرّة في تاريخ كأس العالم، الضحية كانت فرنسا أمام ألمانيا الغربية في نصف النهائي.
كأس العالم 1986+1990
سرى نظام فنّي جديد بهذه النسخة التي شارك فيها 24 فريقًا، حيث تم تقسيم المنتخبات إلى 6 مجموعات يتأهل من كل واحدة فريقين إلى دور الـ16، إضافة إلى أفضل 4 فرق احتلت المركز الثالث، ويتم لعب المباريات بطريقة خروج المغلوب من دور الـ16 حتى المباراة النهائيّة.
كأس العالم 1994
لم يختلف نظام بطولة كأس العالم 1994 التي تضمّ 24 فريقاً عن النسختين السابقتين، لكن الجديد هو بدء العمل بنظام منح 3 نقاط للفريق الفائز، والسماح بإجراء 3 تبديلات للفريق في المباراة، حيث كان الفوز يضيف للفريق نقطتين، ويُسمح بإجراء تبديلين في المباراة الواحدة.
كأس العالم 1998+2002
ازداد عدد الفرق في هذه البطولة من 24 إلى 32، فوُزّعت المنتخبات على 8 مجموعات تضمّ كل واحدة منها 4 فرق، ويتأهّل أول 2 منهم إلى دور الـ16، وتلعب الفرق فيما بينهما وفق نظام خروج المغلوب حتّى المباراة النهائيّة، وكان جديد هذه البطولة العمل بنظام الهدف الذهبي، فإن انتهى لقاء في الأدوار الإقصائيّة بالتعادل يتم اللجوء لوقتين إضافيين، وإن سجّل أحد الفريقين هدفاً ستنتهي المباراة به، وتمّ اعتماد اللوحات الإلكترونية لأول مرّة لتحديد الوقت بدل الضائع.
كأس العالم 2006+2010+2014
تم العمل بنظام البطولتين السابقتين نفسه، مع إلغاء قاعدة الهدف الذهبي.
كأس العالم 2018
السماح بتبديل إضافي في الوقت الممدد، ودخول تقنية الفيديو المساعد "الفار"
كأس العالم 2022
الاستمرار بنظام الـ32 فريقًا في المونديال، والذي اتُبع في النسخ الست السابقة، مع السماح بخمس تبديلات للاعبين في ثلاث فترات تغيير، وإتاحة تبديل إضافي في الوقت المضاف.
كأس العالم 2026
ستقام البطولة في ثلاث دول لأوّل مرّة، وهي المكسيك والولايات المتّحدة وكندا، الجديد حتى الآن أنّ عدد الفرق المشاركة ازداد من 32 إلى 48 منتخبًا.