خطفت مراسيم تنصيب الملك تشارلز الثالث، ملكًا جديدًا لبريطانيا، أنظارالعالم اليوم السبت، إذ يعد التتويج الأول لملك بريطاني منذ 70 عامًا، والأول الذي يعرض على شاشات التلفاز.
الحفل الذي توج الملك تشارلز بعد أن قضى أطول فترة ولاية للعهد في تاريخ البلاد، يعد حدثًا دينيًا يؤرخ بداية عهد الملك الجديد، كما أنه يعد حدثًا رسميًا للبلاد يدعى إليه رؤوس وملوك دول أخرى.
الحفل الذي توج الملك تشارلز بعد أن قضى أطول فترة ولاية للعهد في تاريخ البلاد، يعد حدثًا دينيًا يؤرخ بداية عهد الملك الجديد، كما أنه يعد حدثًا رسميًا للبلاد يدعى إليه رؤوس وملوك دول أخرى. وعادة ما تزخر التقاليد البريطانية بالعديد من الرموز التي يعود بعضها لما قبل غزو النورمانديين لإنجلترا عام 1066. في هذا المقال تجدون تفاصيل عن دلالات أغرب عشرة رموز ظهرت في تتويج الملك تشارلز الثالث.
زيت مقدس من مدينة القدس
بمجرد تنصيب الملك الجديد، يمسح قساوسة رأسه وصدره ويديه بالزيت المقدس، الذي عادة ما يستخلص من غدد أحد أنواع القطط وأمعاء بعض أنواع الحيتان، لكن البي بي سي كانت قد أشارت في تقرير لها إلى أن الزيت لم يستخلص من مصادر حيوانية تماشيًا مع التوجهات الحديثة للقصر في احترام حقوق الحيوانات، وأنه استخلص من زيتون جبل الزيتون، في مدينة القدس، وأحضر إلى كنيسة القيامة ثم إلى لندن.
الزيت الذي استخدم في تتويج الملك تشارلز الثالث أضيف إليه أيضًا مزيج من الزيوت الأساسية لبذور السمسم والورود والياسمين والقرفة وزهور البرتقال. أما زيت الزيتون الذي استخدم فقد استخلص من أشجار زيتون مزروعة في جبل الزيتون، حيث دفنت جدة الملك الجديد، الأميرة أليس.
صخرة القدر
يشير موقع قلعة إدنبرة إلى أن هذه الصخرة "مقدسة"، وهي تستخدم في مراسم تتويج الملوك البريطانيين، إذ توضع أساسًا للعرش الذي يجلس عليه الملك الجديد.
ولا يعرف مصدر الصخرة بالضبط، لكن يشار إلى أن الملك إدوارد الأول استولى عليها من اسكوتلندا واستخدمها لبناء عرش جديد له في لندن عام 1296. وفي عام 1996، أعيدت الصخرة رسميًا لموطنها الأصلي، على أن يعاد إرسالها إلى لندن عند كل تتويج لملك جديد لتكون جزءًا من مراسم التنصيب، كما أنها تعرض للزوار مع المجوهرات الفريدة التي استولت عليها العائلة البريطانية المالكة في القصر الملكي.
عربة الدولة لليوبيل الماسي
انتقل الملك الجديد، تشارلز الثالث، قبيل تتويجه مع زوجته، كاميلا، إلى مكان التتويج في عربة الدولة لليوبيل الماسي، وهي عربة خشبية مطلية بالذهب، صنعت من ألواح خشبية أخذت من معالم هامة في التاريخ البريطاني للاحتفال بالذكرى الستين لتنصيب الملكة السابقة، إليزابيث الثانية عام 2012.
لم تستخدم العربة إلى الآن إلا لنقل الملكة الراحلة إليزابيث، وزوجها الأمير فيليب، بالإضافة إلى الملك تشارلز وزوجته كاميلا اليوم، ويذكر أن الملكة الراحلة طلبت صناعتها بسبب قدم العربات التي تستخدم عادة وعدم توفرأسباب الراحة فيها.
ثلاثة أزياء للتتويج
ارتدى الملك تشارلز خلال مراسم التتويج ثلاثة أزياء، إذ دخل مكان التتويج مرتديًا ما يعرف باسم رداء الدولة، وهو مصنوع من المخمل الأحمر، وكان قد ارتداه جده الملك جورج السادس عام 1937، ثم بدله عند التتويج ليرتدي "كولوبيوم سيندونيز"، وهو رداء أبيض بسيط يرمز إلى التواضع أمام الرب، ثم بعده ألبس رداءً بنفسجيًا مزخرفًا يطلق عليه اسم الرداء الإمبراطوري، ويعود صنعه إلى عام 1821، وآخر ملكيًا، وأخيرًا مطرزًا بخيوط من الحرير الذهبي.
قفاز التتويج وصولجان السيادة
أثناء تتويج الملك الجديد للمملكة المتحدة، يتم إلباس الملك الجديد قفازًا أبيض واحدًا في يده اليمنى، أما الملك تشارلز فقد وضع القفاز الذي كان قد وضعه جده الملك جورج السادس.
يرتدي الملك القفاز لحمل "صولجان السيادة"، ثم يخلع قبل الجلوس على العرش. وهو مصنوع من الريش الأبيض ومزين بخيوط من الذهب.
يرمز القفاز إلى اللطف والرحمة، إذ يطلب من الملك أن يمسك صولجان السيادة، الذي يرمز إلى السلطة والقوة، بيد رحيمة.
أما صولجان السيادة، الذي عادة ما يقترن اسمه بالصليب، فهو مصنوع من الذهب ومزين بالألماس والزمرد والياقوت والياقوت الأصفر وأحجار الإسبينل والجمشت. وأهم ما في الصولجان ماسة بوزن 530.2 قيراط وتعرف باسم نجمة إفريقيا، وكانت قد سلبت من جنوب أفريقيا أثناء الاستعمار البريطاني عام 1905.
الصولجان المزين بأحجار كريمة من عدة مستعمرات بريطانية، يرمز إلى الحكم الرشيد، وهو مزين بصليب. كما يقدم للملك صولجان آخر مزين برمز لحمامة ترمز إلى الأرواح المقدسة.
قطعتان من صليب المسيح
الملك فرانسيس أعلن مؤخرًا أن كنيسته ستهدي القصر الملكي قطعتين من الصليب الخشبي الذي صلب عليه المسيح، وقد وضعت القطعتان في صليب ويلز الذي استخدم خلال تتويج الملك تشارلز، والذي صنع من الفضة خصيصًا ليحمل القطعتين وأهدي إلى كنيسة ويلز لتحتفظ به.
الصليب هو تذكير بأن التتويج احتفال ديني، إذ ينصب فيه الملك الجديد رئيسًا لكنيسة إنجلترا، ويمنع القانون البريطاني تتويج ملك غير بروتستانتي، كما يمنح الملك مع تنصيبه لقب "حارس العقيدة"، الذي بدأ منحه للملوك البريطانيين عام 1521 من قبل ليو العاشر، بابا الكنيسة الكاثوليكية.
