12-أكتوبر-2024
الغارديان ذخائر أميركية

الدفاع المدني يبحثون عن ناجين بين الأنقاض في موقع الغارة التي استهدفت حي البسطة وسط بيروت (رويترز)

قالت صحيفة "الغارديان" البريطانية، إن الاحتلال الإسرائيلي استخدم ذخائر أميركية الصنع في الغارات التي شنها على وسط العاصمة اللبنانية بيروت، أول أمس الخميس، والتي خلفت 22 شهيدًا وأكثر من 117 جريحًا، وذلك وفقًا لتحليل الشظايا التي عثرت عليها الصحيفة في موقع العدوان الإسرائيلي.

وأشارت الصحيفة البريطانية إلى أن الغارة التي شنها الاحتلال على حي البسطة المكتظ بالسكان استهدفت مبنى سكنيًّا، ما أدى إلى تسويته بالأرض، وتدمير السيارات وواجهات المباني القريبة، مضيفة أنه الهجوم الأشد دموية الذي يشنه الاحتلال الإسرائيلي على العاصمة اللبنانية منذ بدء المواجهات مع "حزب الله" قبل عام.

وكان الاحتلال الإسرائيلي قد شن غارتان استهدفتا حي البسطة، بالإضافة إلى عدة طوابق من مبنى سكني في منطقة النويري، وسط بيروت. وقالت وسائل إعلام عبرية إنّ القصف استهدف القيادي في "حزب الله"، وفيق صفا، لكن قسم العلاقات الإعلامية في الحزب أفاد في بيان بأن صفا نجا من محاولة الاغتيال.

عثرت "الغارديان" على بقايا ذخائر الهجوم المباشر المشترك "جدام" (JDAM) أميركية الصنع بين أنقاض مبنى تعرض للقصف الإسرائيلي

ونقلت الصحيفة البريطانية عن أحد المسعفين أن طواقم الدفاع المدني عملت طوال الليل للعثور على الناجين، وانتشال الشهداء من تحت الأنقاض، مشيرًا إلى أنه كان يتواجد داخل المبنى عدد كبير من الناس، حيثُ لجأ العديد من النازحين من جنوب لبنان، وضاحية بيروت الجنوبية إلى أقاربهم الذين يقطنون في الحي.

وأوضحت "الغارديان" أنها عثرت، أمس الجمعة، على بقايا ذخائر الهجوم المباشر المشترك "جدام" (JDAM) أميركية الصنع بين أنقاض مبنى تعرض للقصف الإسرائيلي، ولفتت إلى أن "جدام" عبارة عن حزمة من أجهزة توجيه تركب على القنابل غير الموجهة أو المسماة "العمياء"، والتي يصل وزنها إلى قرابة 900 كيلو غرام، وتحولها إلى قنابل موجهة بتقنية "جي بي إس".

وأضافت الصحيفة أن بقايا تلك الذخائر تحقق منها قسم الأزمات والصراعات والسلاح في منظمة "هيومن رايتس ووتش"، وتقني سابق في المتفجرات في الجيش الأميركي.

وقال الباحث في قسم الأزمات والصراعات والسلاح في "هيومن رايتس ووتش"، ريتشارد وير، لـ"الغارديان" بعد فحصه صورًا لشظايا الذخائر: "يتوافق نمط البرغي، ومكانه وشكل البقايا مع ذيل جدام أميركية الصنع، المستخدمة حزمة توجيه لسلسلة الذخائر إم كي 80 التي تلقى جوًا".

وأكد الباحث في المنظمة الحقوقية أن "استخدام هذه الأسلحة في مناطق مكتظة سكانيًا، مثل هذه، يضع المدنيين والأعيان المدنية في المناطق المحيطة في خطر مهول بالتعرض للأذى الفوري والدائم".

وأشارت "الغارديان" إلى أهمية الأسلحة الأميركية الكبيرة لـ"إسرائيل" في عدوانها على غزة ولبنان، مضيفة أن ذخائر "جدام" على وجه الخصوص هي ما تطلبها "إسرائيل" أكثر من غيرها بين باقي القنابل الأميركية الصنع.

وأعادت الصحيفة البريطانية التذكير بأنها خلصت في تحقيق سابق إلى أنه جرى استخدام "جدام" في هجوم أدى إلى استشهاد سبعة عاملين في الرعاية الصحية، وهو ما اعتبرته "هيومن رايتس ووتش" خرقًا للقانون الدولي، مضيفة أن قيمة مساعدات الأسلحة الأميركية المستمر شحنها إلى "إسرائيل" بلغت 17.9 مليار دولار العام الماضي.

وكانت أكثر من 12 منظمة حقوقية قد طالبت في رسالة مشتركة وجهت للرئيس الأميركي، جو بايدن، في أيلول/سبتمبر الماضي، بتعليق شحنات الأسلحة إلى "إسرائيل"، مشيرة إلى أن الذخائر الأميركية تستخدم في الهجمات التي يشنها جيش الاحتلال ضد المدنيين في غزة.

وارتفع عدد الشهداء منذ بدء العدوان على لبنان في الثامن من تشرين الأول/أكتوبر الماضي إلى نحو 2229 لبناني ولبنانية، فضلًا عن إصابة أكثر من 10380 آخرين، فيما سجل نزوح أكثر من 1.3 مليون نازح من جنوب وشرق لبنان، بالإضافة إلى ضاحية بيروت الجنوبية، ومخيمات اللجوء الفلسطيني المحيطة بالضاحية.