11-أكتوبر-2024
اليونيفيل

صورة أرشيفية لبرج مراقبة لقوات "اليونيفيل" بجنوب لبنان في أبريل 2023 (رويترز)

طالبت منظمة "هيومن رايتس ووتش" الحقوقية، في بيان، اليوم الجمعة، الجيش الإسرائيلي بوقف شن الهجمات المتكررة التي تستهدف مواقع تمركز قوات حفظ السلام الدولية المؤقتة التابعة للأمم المتحدة "اليونيفيل" في جنوب لبنان، في الوقت الذي أدانت وزارة الخارجية اللبنانية استهداف "إسرائيل" المتكرر لقوة "اليونيفيل"، واعتبرته سابقة خطيرة تستبيح الشرعية الدولية.

وكانت الأمم المتحدة قد أنشأت قوات "اليونيفيل" لحفظ السلام في جنوب لبنان عام 1978، وبعد حرب تموز/يوليو عام 2006 بين لبنان و"إسرائيل"، وسّع مجلس الأمن تفويضها الأصلي لتأكيد انسحاب "إسرائيل"، حيثُ يقتصر عملها على مراقبة وقف الأعمال العدائية، والمساعدة على ضمان وصول المساعدات الإنسانية إلى المدنيين وعودة النازحين.

انتهاك لقوانين الحرب

وقالت المنظمة الحقوقية، إن الجيش الإسرائيلي شن هجمات متكررة أضرت بعمليات "اليونيفيل" في جنوب غرب لبنان في انتهاك مفترض لقوانين الحرب، وطالبت في تقريرها الجيش الإسرائيلي بـ"وقف الهجمات غير القانونية والسماح لبعثة الأمم المتحدة بالوفاء بواجباتها المتمثلة في حماية المدنيين، وكذلك بمهامها الإنسانية المكلفة بها من مجلس الأمن الدولي".

الجيش الإسرائيلي شن هجمات متكررة أضرت بعمليات "اليونيفيل" في جنوب غرب لبنان في انتهاك مفترض لقوانين الحرب

ونقلت وكالة "رويترز" عن مصدر في الأمم المتحدة أن "قوات إسرائيلية أطلقت النار على موقع مراقبة بالقاعدة الرئيسية لقوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان "يونيفيل" في الناقورة بجنوب لبنان، اليوم الجمعة، مما أسفر عن إصابة فردين".

وكانت قوات "اليونيفيل" قد قالت في بيان لها، أمس الخميس، إن دبابة إسرائيلية "أطلقت النار على برج مراقبة (...) وأصابته، فجرحت عنصرين من قوات حفظ السلام"، وأضافت في البيان، أن الجيش الإسرائيلي أطلق "النار عمدًا"، أول أمس الأربعاء، "على كاميرات المراقبة في المقر الرئيسي وأعطبتها".

وقالت مديرة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا في "هيومن رايتس ووتش"، لما فقيه، "لطالما لعبت قوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة في جنوب لبنان دورًا أساسيًا في حماية المدنيين والعمل الإنساني"، مضيفة أن "أي استهداف من القوات الإسرائيلية ضد قوات حفظ السلام هو انتهاك لقوانين الحرب، ويعرقل بشكل خطير عمل اليونيفيل المتمثل في حماية المدنيين والعمل الإغاثي".

الخارجية اللبنانية تدين استهداف "اليونيفيل"

من جانبها أدانت الخارجية اللبنانية "بأشد العبارات ذلك الاستهداف الممنهج والمتعمد لقوات اليونيفيل"، مشيرة إلى أن طلب الجيش الإسرائيلي من القوة الأممية إخلاء مواقعها في جنوب لبنان، يعد "سابقة خطيرة تأكد استباحة تل أبيب للشرعية الدولية".

وأضافت أن "عدم امتثال إسرائيل للمواثيق الدولية، وللقانون الدولي الإنساني قد يشكل جريمة حرب، إضافة إلى انتهاكها الصارخ والمستمر لقرار مجلس الأمن الدولي الرقم 1701"، وحملت الخارجية اللبنانية "إسرائيل" مسؤولية "الخطر الشديد الذي تتعرض له سلامة وأمن القوات الأممية وراء تلك الاعتداءات المقصودة".

وختمت الخارجية اللبنانية بيانها بالقول، إن "عدم ردع إسرائيل ووضع حد لانتهاكاتها سيسمح لها بالتمادي في هجماتها على اليونيفيل"، ما قد يؤدي لتبعات "خطيرة على مهمات الأمم المتحدة لحفظ السلام حول العالم، وعلى سلامة أفرادها وممتلكاتها".

وكان الجيش الإسرائيلي قد طلب من "اليونيفيل" الانتقال أبعد من خمسة كيلومترات من مواقعها على "الخط الأزرق" الفاصل على الحدود اللبنانية مع شمال الأراضي الفلسطينية المحتلة، ورد رئيس قوات "اليونيفيل" جان بيير لاكروا، على هذا الطلب بالقول إن "اليونيفيل" لن تُجلي أفرادها، وإن قوات حفظ السلام باقية في جنوب لبنان.