تعرضت أكثر من 900 طالبة في إيران للتسمم، إذ نقلت العديد منهنّ بعدها للمستشفيات لتلقي العلاج ، في حين ازدادت اعتصامات الأهالي المطالبة بالكشف عن الأسباب الحقيقية وراء ما حدث.
حالات التسمم امتدت لمحافظات عدة شملت أذربيجان الغربية وهمدان وزنجان بالإضافة إلى العاصمة طهران
حالات التسمم امتدت لمحافظات عدة شملت أذربيجان الغربية وهمدان وزنجان بالإضافة إلى العاصمة طهران، ولا تزال الأسباب غير معلومة إلى الآن، إلا أن مقاطع فيديو على مواقع التواصل الاجتماعي أشارت إلى استنشاق الفتيات لغاز ما تسبب في تسممهن، إذ ظهرت عليهن أعراض من قبيل مشاكل الجهاز التنفسي والغثيان والدوار والإرهاق، إلا أن الحالات جميعها تماثلت للشفاء خلال 24 ساعة من ظهور الأعراض ولم ينجم عن موجات التسمم أية حالة وفاة.
سلسلة من حوادث "متعمدة"
السلطات الإيرانية فتحت تحقيقًا في الحوادث بعد ضغوط من أهالي الطالبات الذين احتجوا في عدة مناطق واشتبكوا مع رجال الأمن في بعضها، كما أشار بيان رسمي إلى أن الحوادث قد تكون متعمدة من قبل متشددين يهدفون إلى إغلاق مدارس الفتيات.
من جهته قال نائب وزير الصحة الإيراني، يونس بناهي، في مؤتمر صحفي الأسبوع الماضي إنه "أصبح من الواضح أن بعض الناس يريدون إغلاق جميع المدارس، وخاصة مدارس البنات"، وأضاف أن "المواد الكيماوية المستخدمة ليست عسكرية بل إنها متاحة للجمهور".
Disturbing video of another poisoning at a girls school in Tehran today. I know it’s not part of his mission, but the split screen of the director-general of the IAEA, a UN agency, meeting with #Iran officials while this is happening is unfortunate. 1/2 pic.twitter.com/V1HSSRyq2N
— Jason Brodsky (@JasonMBrodsky) March 4, 2023
في المقابل، شكك آخرون في الرواية الرسمية واتهموا السلطات بالمسؤولية عن حالات التسمم وأنها تنتقم من الطالبات، إذ كانت المدارس والجامعات الخاصة بالفتيات من أهم أماكن التظاهر خلال الاحتجاجات الأخيرة ضد مقتل الفتاة مهسا أميني على أيدي الشرطة قبل خمسة شهور.
ووفقًا لشهادات الطالبات في العديد من الحالات، فقد شممن روائح تشبه روائح الحمضيات أو السمك الفاسد قبل أن تبدأ الأعراض بالظهور، ولكن خبراء في الأسلحة الكيميائية أكدوا صعوبة معرفة المادة المتسببة بحالات التسمم وذلك لأن جمع العينات يتطلب وجود المختصين في عين مكان الحدث مع المعدات اللازمة وهو أمر صعب إذ لا يمكن التنبؤ بمكان موجة التسمم المقبلة.
Heartbreaking;
For about three months, schoolgirls in different cities of Iran, especially in the city of Qom, have been facing symptoms of poisoning after inhaling a smell similar to the smell of fruit. Many of them were taken to the hospital.
However, the authorities of… https://t.co/0VBbQ64FL7 pic.twitter.com/yJvCLvws8d
— Masih Alinejad 🏳️ (@AlinejadMasih) February 24, 2023
Horrifying. The mass poisoning of schoolgirls in Iran, right after months of protests, is very alarming. Millions are concerned about these “chemical attacks,” which have taken many to hospitals. The government is incapable of addressing the issue. pic.twitter.com/rqZByAo5Sg
— Omid Memarian (@Omid_M) March 1, 2023
موجة التسمم هذه ليست الأولى، إذ سبق وانتشرت موجات مشابهة في أوقات سابقة وأماكن مختلفة، وقد سجلت أولى حالات التسمم في مدرسة في مدينة قم، إذ أصيبت 18 فتاة في إحدى المدارس في نهاية شهر تشرين الثاني/ نوفمبر الماضي، وتبعت تلك الحادثة حوادث أخرى في أوقات متفرقة ضربت 58 مدرسة في ثماني محافظات، وفقًا لوسائل إعلام إيرانية.
اتهامات متبادلة ومطالبات بالتحقيق
الرئيس الإيراني، إبراهيم رئيسي، قال البارحة الجمعة إن "أعداء البلاد" يقفون وراء حوادث التسمم، وأضاف أن "هذا مشروع أمني يهدف إلى إحداث الفوضى في البلاد إذ إن الأعداء يسعون إلى بث الخوف والشعور بعدم الأمان بين الأهالي والطلاب."
السلطات الإيرانية تتهم "أعداء البلاد" بتعمد تسميم الفتيات، في حين أبدت دول عدة قلقها وطالبت بفتح تحقيق شفاف.
من جانبها، دعت الأمم المتحدة البارحة إلى إجراء تحقيق شفاف بشأن حوادث التسمم، وقالت المتحدثة باسم منظمة الصحة العالمية، مارغريت هاريس، إن المنظمة على تواصل مع السلطات الصحية الإيرانية وأنها "تستخدم وسائل أخرى لاستيعاب ما حدث بشكل أفضل لكي تكون لدينا أدلة أفضل".
أما وزيرة الخارجة الألمانية، أنالينا بايربوك، فوصفت الأنباء عن حوادث التسمم في تغريدة على تويتر بالصادمة ودعت إلى "توضيح الحقائق بشأن جميع الحالات".
Die Berichte vergifteter Schulmädchen in #Iran sind schockierend. Mädchen müssen ohne Angst zur Schule gehen können - ganz egal ob in Teheran oder Ardabil. Das ist nichts weniger als ihr #Menschenrecht. Alle Fälle müssen lückenlos aufgeklärt werden.
— Außenministerin Annalena Baerbock (@ABaerbock) March 3, 2023
المتحدث باسم الخارجة الإيرانية، ناصر كنعاني، رد على بايربوك فقال إن "العمل التخريبي والمعادي للأمن قيد التحقيق"، وأضاف أن "النظام الإيراني جاد وحاسم جدًا في سعيه لتحديد المجرمين واجتثاث المؤامرة."
Frau Außenministerin! Die destruktive sicherheitsgefährdende Akt wird ger. noch aufgeklärt. 🇮🇷 Regierung ist sehr ernst, Straftäter zu identifizieren u. das Böse zu entwurzeln. Wir lassen es nicht zu, dass f. unsere Schulmädchen pol. motivierte Unsicherheiten gestiftet werden.1/2
— Nasser Kanaani (@IRIMFA_SPOX) March 3, 2023
في حين قال وزير الخارجية الإيراني، أمير عبد اللهيان، إن المواقف الغربية حيال القضية تتسم بأنها "تدخلية" وأنها "موضع الشك" وهي "جزء من حرب الأعداء."
واكنش مداخلهآمیز برخی مقامات غربی به موضوع مسموميت مشكوك دانشآموزان عزیز دختر ایرانی، تداوم جنگ ترکیبی دشمن است. دستگاههای ذیربط کشور در حال پیگیری جدی و بررسی دقیق ابعاد آن هستند. ملت بزرگ ایران اشک تمساح را بخوبی می شناسد!
— H.Amirabdollahian امیرعبداللهیان (@Amirabdolahian) March 3, 2023