أعد موقع "Literary Hub" قائمة بأشهر خمس مكتبات حول العالم من حيث الزيارة وذكر اسمها، يُمكن لمن يحبون السياحة ويعشقون القراءة في نفس الوقت، اقتناص فرص سفرهم للأماكن التي توجد بها هذه المكتبات، لزيارته والاستزادة من الكتب بها. ننقل لكم هنا هذه الوجهات الخمسة.
1. مكتبة "شكسبير وشركاه" في باريس
غالبًا ما يوصف "شكسبير وشركاه" على أنه أشهر متجر لبيع الكتب في العالم، ولكن ما هو أشهرها؟ يوجد في الواقع ثلاث نسخ مما يوصف في كثير من الأحيان بمتجر الكتب الأكثر شهرة في العالم: الأول افتتحته سيلفيا بيتش في عام 1919 في شارع دوبويتران بباريس.
تصنف مكتبة "شكسبير وشركاه" على أنها أشهر مكتبة في العالم، وقد جرى تأسيسها ثلاث مرات، المرة الأولى كانت عام 1919
وعندما ضاقت المساحة بالمتجر بعد بضع سنوات، انتقلت إلى شارع دو لوديون. من هذا المكان نشرت بيتش رواية "يوليسيس" لجيمس جويس، وعليه تردد جيمس جويس، وإرنست همنغواي، ودجونا بارنز، وعزرا باوند، وأناييس نين، وجوليو كورتازار، وجيمس بولدوين، وآخرون.
اقرأ/ي أيضًا: "مكتبة الحلبي" في بيروت.. جارة "الحرش" واحةٌ من نوع آخر
لكنها أجبرت على إغلاق المكتبة خلال احتلال باريس من قبل النازية في الحرب العالمية الثانية، ووفقًا لموقع الإنترنت الخاص بالمكتبة، فقد كان ذلك بسبب رفض بيتش بيع كتاب للنازيين، ففي أحد الأيام دخل ضابط نازي متجرها وطلب النسخة الأخيرة من رواية "يقظة فينيغان". رفضت بيتش بيع الكتاب له، فقال الضابط إنه سيعود في فترة ما بعد الظهر لمصادرة جميع بضائع بيتش وإغلاق مكتبتها. وبعد مغادرته، نقلت جميع كتب ومحتويات المتجر إلى شقة في الطابق العلوي. في النهاية، أمضت ستة أشهر في معسكر اعتقال في فيتيل، ولم تعد لافتتاح مكتبتها أبدًا.
ولكن في عام 1951، فتح رجل يدعى جورج ويتمان متجرًا للكتب، يدعى "لو ميسترال"، على شارع دو لا بوشري، وفي أواخر الخمسينات، أهدت بيتش الاسم لويتمان.
قال ويتمان لصحيفة واشنطن بوست: "لقد أنشأت هذه المكتبة كرجل يكتب رواية، وبنيت كل غرفة مثل فصل من الرواية. أحب أن يفتح الناس الباب بالطريقة التي يفتحون بها كتابًا، كتابًا يؤدي إلى عالم سحري في خيالهم".
لقد أعاد إحياء "شكسبير وشركاه"، ولايزال القراء والكتاب يتوافدون عليها، حتى أنهم كانوا ينامون فيها. في الواقع، قضى نحو 30 ألف شخص بعض الوقت يبيتون في المكتبة، "ينامون على أسرّة قذرة، ومقاعد منتشرة في جميع أنحاء المكتبة مقابل بضع ساعات من العمل يوميًا، ووعد بقضاء بعض الوقت في القراءة والكتابة؛ على الأقل كتابة سيرة ذاتية من صفحة واحدة".
توفي ويتمان في عام 2011 ، والآن وتدير ابنته، التي سماها سيلفيا بيتش ويتمان، المكتبة كخليفة له وربما أيضًا لسيلفا بيتش.
2. مكتبة "سيتي لايتس" في سان فرانسيسكو
تأسست "سيتي لايتس" في عام 1953 من قبل الشاعر لورانس فرلينغيتي، وكذلك بيتر مارتن، الذي سمي المكتبة على اسم فيلم تشابلن "سيتي لايتس - أضواء المدينة"، ولكنه باع حصته بعد عامين.
وكانت المكتبة، وفقًا لموقعها على شبكة الإنترنت، أول مكتبة لا تبيع سوى الكتب ذات الأغلفة الورقية في البلاد. هذا ما قالته المديرة التنفيذية إيلين كاتزينبرغر لـ"Literary Hub: "كانت خطوة هدفها جعل هذا الأغلفة أكثر شيوعًا في وقت كانت فيه معظم الكتب لا تزال تباع في غلاف مقوى فقط".
وكانت الكتب ذات الأغلفة الورقية جديدة جدًا في ذلك الوقت، ولم تكن متوفرة في الغالب سوى على رفوف باعة الصحف في نيويورك، والرفوف الدوارة في الصيدليات ببعض الأماكن.
وكانت متاجر بيع الكتب في سان فرانسيسكو في ذلك الوقت تعمل في أوقات عمل المصارف، وتخدم زبائن رجال الأعمال في وسط المدينة، ولم يكن الجو مشجعًا بشكل خاص للكتاب والقراء الشباب الذين أرادوا مكانًا للتجمع والتفاعل مع الكتب، ومع بعضهم البعض. وكانت الفكرة منذ البداية هي إنشاء "ملتقى أدبي"، والذي أصبح مقر "سيتي لايت".
وعلى غرار "شكسبير وشركاه"، لم تكن مكتبة "سيتي لايت" مجرد نقطة تجمع للكثير من زبائنها الموهوبين، ولكن أيضًا ناشرًا لهم؛ فقد نشرت"سيتي لايت" قصيدة "عواء" لآلن جينسبيرغ في عام 1956، وحُوكمت بسبب نشر هذه القصيدة، ما زاد من شهرتها.
على إثر ذلك باتت المكتبة مزارًا سياحيًا رئيسيًا بمدينة سان فرانسيسكو الأمريكية، ومعلمًا تاريخيًا مهمًا لدورها الأساسي في التطور الأدبي والثقافي لسان فرانسيسكو والأمة، ولدفاعها عن الحريات التي يكفلها الدستور، ولتشجيع الكتّاب والفنانين في كل مكان وكونها صوتًا لهم".
3. مكتبة "أكوا ألتا" في البندقية
الشهيرة بـ"المكتبة العائمة"، هكذا اتخذت مكتبة "أكوا ألتا" -أسسها لويجي فريزو عام 2004- شهرتها كمعلم سياحي في المدينة الإيطالية الساحرة، البندقية.
لكنها في الحقيقة ليست عائمة كما ستتخيل، إنما هي مثلها مثل باقي الأماكن الأخرى في البندقية المبنية على مياه بحيرة البندقية، إنما الكتب فيها هي التي تطفو، كونها محفوظة في أحواض استحمام وزوارق تجديف وصناديق بلاستيكية، وجندول بالحكم الطبيعي، وذلك كي تطفوا حين يرتفع المد في البندقية، أو ما يسمونه بـ"أكوال ألتا" بالإيطالية.
4. مكتبة "باول" في بورتلاند
يسمي الناس مكتبة باول في مدينة بورتلاند بالولايات المتحدة الأمريكية، بـ"مدينة الكتب"، ذلك لأن "باول" هي كما يقولون "أكبر مكتبة مستقلة في العالم". وباول هي شركة عائلية، لكن الشغف بالكتب، نقل من الابن إلى الأب، وليس العكس، أي من مايكل باول الذي بدأ أول متجر لبيع الكتب بقرض بقيمة ثلاثة آلاف دولار في عام 1970 بشيكاغو. وقد حصل على القرض باسم والده والتر باول، والذي كان ينضم إلى ابنه خلال الصيف للعمل في المكتبة.
أحب الوالد هذا المجال كثيرًا لدرجة أنه عاد إلى بورتلاند وافتتح متجره الخاص لبيع الكتب في العام التالي، وسرعان ما انضم مايكل إلى والده، والآن تدير المتجر ابنة مايكل، إميلي.
تقول ميريام سونتز، الرئيس التنفيذي للمكتبة: "لدينا نحو مليون كتاب في متجرنا الرئيسي في مدينة الكتب. لا أعتقد أن لدى أي مكتبة أخرى عدد مقارب من الكتب. لكن العدد ليس أهم شيء، لقد اخترنا مليونًا من أفضل الكتب. هذا إنجاز، ولأننا نبيع بعضًا منها يوميًا، فنحن بحاجة إلى أن نختار باستمرار أفضل الكتب التالية لوضعها على رفوفنا".
5. مكتبة "أونستي" في ويلز
في الحقيقة فإن مدينة "هاي أون واي" الصغيرة، في ويلز البريطانية، والتي توجد فيها مكتبة "أونستي، تعد في حد ذاتها مكتبة، إذ تتخلل رفوفها بعض الشوارع والحانات، وهي الأكثر شهرة بين ما يعرف بـ"مدن الكتب".
في هذه المدينة الصغيرة توجد 40 مكتبة، رغم أن تعداد سكانها لا يزيد على 1400 نسمة، ويقام بها مهرجان "هاي أون واي" الأدبي السنوي، الذي يجذب الآلاف من السياح.
وإذا كان لا بد من الاختيار من بين هذه المكتبات، فإن مكتبة أونستي يتعد أفضل الأماكن الجاذبة للقراء، وقد أسست في الستينات من القرن الماضي.
تعد مدينة "هاي أون واي" الصغيرة بمقاطعة ويلز البريطانية، مكتبة في حد ذاتها، إذ تضم 40 مكتبة في حين أن عدد سكانها لا يتجاوز 1400 نسمة
المكتبة عبارة مساحة واسعة من الكتب في الهواء الطلق، كل منها بسعر يورو واحد (والكتب ذات الغلاف الورقي/ كتب الجيب بـ50 بنسًا)، وأرفف الكتب متاحة للجميع، بلا إشراف. وهناك ببساطة صندوق لوضع ثمن الكتاب، والمال يذهب إلى جمعية هاي كاسل الخيرية للحفاظ على التراث.
اقرأ/ي أيضًا: