في تقرير له يستعرض موقع "Irish Central" الإيرلندي سبعة أماكن مميزة وفريدة في أيرلندا تستحق الزيارة إذا ما زرت البلاد في جولة سياحية. فيما يلي نقدم لكم التقرير مترجمًا.
تضم إيرلندا عديدًا من الأماكن السياحية الجذابة التي سوف يسعد أي زائر للبلاد المعروفة باسم "الجزيرة الزمردية"، إذا رآها، بدءًا من منحدرات موهير العاصفة، ووصولًا إلى جزر آران الممطرة.
تذخر إيرلندا بالمناظر الطبيعية والأماكن التاريخية، لكنها أيضًا تذخر بأماكن أخرى جاذبة للسياح، مميزة وفريدة
وإذا كنت من هواة التاريخ القديم، فتزخر أيرلندا بكمية كبيرة من المعالم الأثرية التاريخية، فيمكنك مثلًا زيارة نيوغرانغ أو تل تارا في مقاطعة ميث. وإذا كنت ترغب في الاستمتاع بجمال طبيعي مجرد ونقي، يمكنك تجربة زيارة ممر العمالقة أو حتى زيارة مقاطعة كري بأكملها.
اقرأ/ي أيضًا: جولة في سقطرى العذراء.. حيث كل الأشياء الغريبة والقديمة
لكن أيرلندا تحتوي على ما هو أكثر من المشاهد الريفية والمناظر الطبيعية، وهو ما توضحه مصادر الجذب العديدة في دبلن، مثل كلية الثالوث ومتجر غينيس.
تحتوي على ما هو أكثر من المشاهد الريفية والمناظر الطبيعية، وهو ما توضحه مصادر الجذب العديدة في دبلن، مثل كلية الثالوث ومتجر غينيس
فيما يلي قائمة بسبعة أماكن تعكس وجود مجموعة متنوعة من مصادر الجذب في أيرلندا. وهي قائمة تقدم كل وجهة فيها شيئًا ما لكل الأذواق:
1. وادي بوين (Boyne Valley)
يحتوي قصر بوين (Brú na Bóinne) على بعض من أهم المواقع والآثار التاريخية في أيرلندا، إضافةً إلى أنه مصنف ضمن مواقع التراث العالمي.
ويتضمن طريق المقابر الحجرية المغليثية الهائلة -وهي مقابر يعود تاريخها إلى العصور القديمة- لنيوغرانغ، ونوث، ودوث. وتعتبر هذه المقابر أقدم من ستونهنج في بريطانيا وحتى أقدم من أهرامات الجيزة.
ويعد نيوغرانغ، الذي بُني قبل حوالي خمسة آلاف سنة، أشهر موقع أثري يعود إلى ما قبل التاريخ في أيرلندا. ويحظى الموقع بشهرة خاصة بسبب حدث مذهل في الـ21 من كانون الأول/ديسمبر، ويعرف بـ "الانقلاب الشتوي"، وهو أقصر يوم في العام.
وبُنيت المقبرة بطريقة معينة تجعلها تُضاء في هذا اليوم عبر خيط رفيع من ضوء الشمس الذي ينير من خلال فتحة في السقف، مصممة خصيصًا لهذا الغرض. يقول هؤلاء الذين شهدوا هذا اليوم، إنها تجربة لا تُنسى.
لا يعلم أي شخص لماذا بُنيت المقبرة بهذه الطريقة، أو الكيفية التي نُقلت بها الصخور إلى الموقع. لكنه يبدو مؤكدًا بدرجة ما أن نيوغرانغ بُني قبل اختراع العجلة.
ويقع تل تارا أيضًا في مقاطعة ميث. ويتكون هذا المجمع الأثري من عدد من الآثار القديمة، بما فيها حجارة القدر، وحصن الملوك، وتل الرهائن. ويقال إن هذا المكان الواقع على نهر بوين يضم العرش الفعلي لملوك أيرلندا.
وبالقرب من هذا الموقع، يوجد موقع معركة بوين، التي تشكل معلمًا رئيسيًا في التاريخ الأيرلندي حيث هزم البروتستانتي ويليام الثالث الكاثوليكي جيمس الثاني في 1601.
2. رينغ أوف كيري
يرى عديدون حول العالم أن زيارة رينغ أوف كيري، تلخص صورتهم عن أيرلندا، حيث المعالم الأثرية القديمة، والقلاع الرومانسية، والبساتين الخلابة، والمدن والقرى الغنية بالألوان، والمشاهد المذهلة، والساحل المفعم بالإثارة، والمواقع المحلية والكنوز الأثرية الآسرة في البطاقات البريدية، والأفلام، والأشعار، والأغاني.
وفي هذا المكان يمكن العثور على الصورة المثالية لأيرلندا، باعتبارها أرض الخضرة الريفية والجمال الطبيعي الذي ينعكس ويتجلى على أرض الواقع. يأتي الناس إلى كيري كي يجربوا هذا الانغماس النادر في نمط حياة أجنبي وغريب في الوتيرة والفلسفة والروح. فكل منعطف والتواءة أثناء القيادة على الطريق المحيط برينغ أوف كيري، يفصح عن مشاهد جديدة من منحدرات عاصفة، ومشاهد آخاذة للأبصار والعقول، وبحيرات مذهلة، وحياة نباتية وحيوانية غنية، وتلال ذات ألوان مختلفة من الأصفر والأخضر، وشواطئ بكر.
يوجد دليل على الإرث والثقافة النادرة للموقع في كل مكان؛ في أسماء المكان، والصخور المُشرئِبَّة، والعديد من المواقع الأثرية. وتعتبر أكواخ خلايا النحل، والدير المهدوم على جزيرة سكيلينغ مايكل ضمن مواقع التراث العالمي لليونسكو.
ويجدر أيضًا ذكر الحصون الصخرية في قريتي كاهيرسيفين وكاسيلكوف، أو الدائرة الصخرية النيوليثية في بلدة كينمير، أو قلعة باليكاربيري، أو كنيسة دانيال أوكونيل التراثية العظيمة، أو منزل وحدائق ديرينان هاوس، أو البلدة الجميلة كينمير، التي يعود تراثها إلى القرن الـ19.
وتحظى رينغ أوف كيري بتقيم مرتفع وتوصيات عديدة لزيارتها، بسبب أطباقها الشهية أيضًا، مثل الجبن المحلي، والمأكولات البحرية والمحار، ولحم الضأن، والخبز المنزلي. وتمتلك بلدة كينمير على وجه الخصوص، عددًا من المطاعم ذات التقييمات المرتفعة، إذ يُعتقد أنها البلد الوحيد في أيرلندا التي تحتوي على مطاعم أكثر من الحانات.
تحظى المنطقة بتفضيل الفنانين والكتاب والنحاتين، ويوجد كذلك عدد من محال الحرف والمعارض، مثل مركز فنون "Cill Rialaig"، الذي يعرض أفضل الأعمال الفنية. فضلاً عن أنها مثالية أيضًا لعطلات الأنشطة، مثل المشي وطرق الدراجات، والغوص، والصيد ورياضات المغامرات، إضافة إلى مجموعة من القرى والبلدات التي تحتوي على الملاعب التي تقام فيها بطولات الغولف، مثل ووترفيل، ودوكس، وكينمير، وكليورغلين.
يقدم الطريق الساحلي مشهدًا متجددًا على الدوام حول شبه جزيرة إيفراغ، مع مشاهد للجزر البحرية الشهيرة التي تظهر في مدى الرؤية حول كل زاوية.
3. منحدرات موهير
تعتبر منحدرات موهير أشهر مواقع الساحل الغربي المليء بالمنحدرات في أيرلندا وأكثرها حبسًا لأنفاس من يشاهدها، إذ تتضمن هذه المنطقة بعضًا من المناظر الخلابة في الجزيرة كلها.
يمتد المنحدر لحوالي خمسة أميال، ويرتفع لحوالي 702 قدم فوق سطح مياه المحيط الأطلسي. ويتضمن المشهد المذهل من المنحدرات جزر آران، وخليج غالواي، وسلسلة جبال نا بيانا بيولا، وسلسلة جبال ماوم ترك.
ولقرون من الزمن، استضافت المناظر الطبيعية والبحرية لمنحدرات موهير لقرون من الزمان بحشود من الزوار، إذ تقترب أعداد زوار هذا الموقع البديع من مليون شخص سنويًا.
لا تخف، توافد الناس بغزارة على المكان لن يفسد عليك التجربة بالمرة. يمكنك بسهولة أن تعزل نفسك عمن حولك وتذوب في جمال الطبيعة بينما تقف بالقرب من حافة المنحدرات المهيبة.
4. ممر العمالقة
ممر العمالقة هو عبارة عن منطقة ساحلية تتألف من 40 ألف عمود متداخل من صخور البازلت. ويقع الممر في مدينة "بوشميلز" في مقاطعة "أنترم"، وهي واحدة من مناطق الجذب السياحي الأكثر شعبية في أيرلندا الشمالية.
ممر العمالقة من أكثر المناطق التي تستحق زيارتك لها في أيرلندا. وتحوم حوله قصة أسطورية تقول إنه جسر محطم بناه العمالقة
هناك أسطورة شعبية عن المكان تقول إن عملاق أيرلندي اسمه "فيون ماكول" كان يعيش في هذه المنطقة، وعلى الجانب الآخر من البحر يعيش عملاق اسكتلندي يدعى "بيناندونر"، وأنه نشأت عداوة بين العملاقين، لكنهما لم يلتقيا من قبل.
اقرأ/ي أيضًا: 6 من أفضل الشواطئ المغربية.. تعرف عليها
وتكمل الأسطور بأن فيون تحدى خصمه بيناندونر أن يأتي إلي أيرلندا للمنازلة. ولأنه لم يكن هناك قارب كبير يسع هذا العملاق، قام "فيون" ببناء جسر من الحجارة في الماء حتى يتمكن "بيناندونر" من العبور إلى الجانب الآخر.
عندما أدرك فيون أن العملاق الاسكتلندي أكبر بكثير مما كان يتوقع، فر إلى التلال حيث تنكر في زي طفل رضيع بمساعدة زوجته. انخدع "بيناندونر" بهذه الحيلة لأنه اعتقد إذا كان الطفل بهذا الحجم، سيكون الأب أكبر. هرب "بيناندونر" عائدًا إلى أسكتلندا، محطمًا الممر خلفه حتى لا يتمكن فيون من لحاقه.
أمّا القصة الحقيقية فتقول إن ممر العمالقة نشأ من انفجار بركاني حدث قبل 60 مليون سنة، وهي حقيقة مثيرة للاهتمام، ولكن أسطورة "فيون ماكول" تبدو أكثر متعة. وبغض النظر عن كيفية نشأة المكان، فإن هذا الممر هو واحد من أفضل الأماكن في شمال أيرلندا.
5. جزر آران
لن تكتمل الرحلة في "غالواي" بدون زيارة جزر آران، الاسم الذي يشير لمجموعة جزر صغيرة هي إنيشمور وإنيشمان وإنيشير.
وكانت جزر جليدية فيما مضى، وتشتهر الآن بالطبيعة الريفية التي لم تتغير إلى حدٍ كبير على مر القرون، على الأقل من الناحية الثقافية. ربما تجد بعض المناطق هناك تعمل بالكهرباء حاليًا، لكن السكان المحليين في باقي الجزر لازالوا يعيشون على النمط القديم ويكسبون رزقهم بنفس الطريقة التي عاش بها أسلافهم. ويرحب سكان الجزر باستقبال الضيوف، سواء بتقديم الجعة تعبيرًا عن الصداقة أو التعريف بالمظاهر الفولكلورية في هذه الجزر الساحرة.
وفي عام 1974، انتقلت مواطنة سويسرية تدعى "إليزابيث زيلنجر" للعيش في إنيشمور، أكبر جزيرة من الجزر الثلاث. أحبت إليزابيث المكان كثيرًا لدرجة أنها أسست في عام 1996 منظمة "سلتيك سبيريت"، وهي منظمة تدير الرحلات الثقافية الصيفية في الجزيرة.
وقد رأينا مجموعة من ثمانية أو 14 شخصًا يتحركون ذهابًا وإيابًا بين فصول وورش عمل أقيمت في مركز يسمى "كريج آن شيرين" في "إينشمور"، تطل على البحر والجبال في "كونيمارا". ويقدم هذا البرنامج فرصة رائعة لاستكشاف والتعرف على هذه الجزر الخلابة.
أما إذا كنت تفضل استكشاف جزيرة إينشمور بمفردك، يمكنك استئجار دراجة والتجول في الجزيرة بأكملها. خلال هذه الجولة، سترى أطلال قديمة، والكثير من المواشي ومنازل الجنيات الصغيرة.
6. مستودع غينيس للبيرة
يجب على أي سائح زيارة أشهر مزار سياحي في العاصمة الأيرلندية دبلن، أو على الأقل يجب أخذه في الحسبان. يروي مستودع "غينيس" قصة صنع هذا مشروب الجعة أو البيرة، وكيف أصبح أحد أشهر صادرات أيرلندا.
ويتكون المستودع من مبنى رائع، يتوسطه مجسم زجاجي عملاق يمر في طوابق المبنى السبعة على شكل كأس غينيس الشهير. وبعد جولة في المكان تستغرق حوالي 45 دقيقة، ستسمع خلالها باستمرار كم هو رائع مشروب غينيس، سرعان ما سترى رسائل مموهة في كل مكان.
أما أفضل جزء في الجولة وهو الطابق العلوي من المبنى الذي يحتوي على حانة غينيس الشهيرة، حيث تقدم الشركة كأس مجاني من مشروبها المعروف للزوار، بينما يستمتعون بمشاهدة أجمل إطلالة على مدينة دبلن. هذه الإطلالة تستحق وحدها ثمن التذكرة.
7. كلية الثالوث
كلية الثالوث في دبلن هي أرقى كلية في أيرلندا، على الرغم من أن منافساتها من الكليات الأخرى في دبلن قد تختلف على ذلك، لكن الأمر الوحيد الذي لا اختلاف عليه هو الموقع الرائع للكلية، حيث يعود تاريخ بناء الكثير من مبانيها المهيبة إلى مئات السنين، فقد تأسست الكلية في عهد ملكة بريطانيا إليزابيث الأولى عام 1592. ومن الناحية المعمارية، تتفوق كلية الثالوث على أقرب منافسيها.
تشتهر أيرلندا بالبيرة. وفي العاصمة دبلن ثمة مستودع للبيرة يُعد من أشهر المزارات السياحية وأكثرها تميزًا
وتشتهر الكلية بأنها تمتلك "كتاب كيلز"، وهو مخطوطة مذهبة من الإنجيل مكتوبة باللغة اللاتينية، لذلك ينصح بزيارة المكتبة القديمة في الكلية والتي تحتوي على "الغرفة الطويلة"، والتي يُقال إنه منها استوحى تصميم غرفة تسمى "محفوظات جيدي" في الجزء الثاني من فيلم حرب النجوم.
ينصح أيضًا بالذهاب في إحدى الجولات المصحوبة بمرشدين حول الكلية، حيث يبدو أن كل مبنى هناك لديه قصة مثيرة للاهتمام. غالبًا ما يكون هؤلاء المرشدون من خريجي مدرسة الدراما في كلية الثالوث، فتجدهم دائمًا يضفون طابعًا دراميًا على جولاتهم. أفضل وقت لزيارة هذه الجامعة في نهاية شهر أيار/مايو، بعد انتهاء امتحانات الطلاب. وقتها تدب الحياة في أرجاء الكلية.
اقرأ/ي أيضًا:
هل كل الطرق تؤدي حقًا إلى روما؟.. خريطة تفاعلية تكشف الحقيقة