27-نوفمبر-2023
إسرائيل واستخدام الذكاء الاصطناعي

تستخدم إسرائيل طائرات مُسيّرة ذاتية القيادة من أجل مراقبة واستكشاف المباني (Getty)

تستخدم إسرائيل، خلال عدوانها الشامل على قطاع غزة، تقنيات تكنولوجية وأنظمة الذكاء الاصطناعي، دون اختبارها سابقًا بشكلٍ جدي، فيما تتواطؤ الإدارة الأمريكية مع السلوك الإسرائيلي، ككل ما يحدث في العدوان، من أجل اختبار الأسلحة ونجاعتها، وفق تقرير لـ"بوليتيكو".

وانطلق تقرير الصحيفة الأمريكية، من الطلب الإسرائيلي العاجل من شرطة الطائرات المُسيّرة في وادي السيليكون Skydio، للحصول على المُسيّرات قصيرة المدى، التي تنتجها الشركة، والتي تستخدم داخل المباني.

ووافقت الشركة على الطلب الإسرائيلي، وقامت بإرسال أكثر من 100 طائرة مُسيّرة إلى الجيش الإسرائيلي، مع وعود بإرسال المزيد في الفترة المقبلة. 

لم تكشف إسرائيل الكثير عن استخدام الذكاء الاصطناعي في العمليات العسكرية 

ويشير التقرير إلى أن Skydio ليست شركة التكنولوجيا الأمريكية الوحيدة التي تتلقى الطلبات. موضحًا أن العدوان الإسرائيلي على غزة "يعمل على خلق طلب جديد على التكنولوجيا الدفاعية المتطورة، التي يتم توفيرها في كثير من الأحيان بشكل مباشر من قبل الشركات المصنعة الأحدث والأصغر حجمًا، خارج المفاوضات التقليدية بين الدول للحصول على الإمدادات العسكرية".

وتستخدم إسرائيل بالفعل طائرات مُسيّرة ذاتية القيادة من شركة Shield AI للقتال الداخلي عن قرب، ويقال إنها طلبت 200 طائرة مُسيّرة من نوع Switchblade 600 Kamikaze من شركة أمريكية أخرى، وفقًا لموقع DefenseScoop. 

وقال جون جروين، الرئيس التنفيذي لشركة فورتيم تكنولوجيز (Fortem Technologies)، التي زودت القوات الأوكرانية بالرادارات والطائرات المستقلة المضادة للطائرات المُسيّرة، إنه يجري "محادثات أولية" مع الإسرائيليين حول ما إذا كانت أنظمة الذكاء الاصطناعي الخاصة بالشركة يمكن أن تعمل في البيئات الحضرية الكثيفة في غزة.

ويضيف "بوليتيكو": "أثار علماء أخلاقيات الذكاء الاصطناعي مخاوف بشأن استخدام الجيش الإسرائيلي للتكنولوجيات المعتمدة على الذكاء الاصطناعي لاستهداف الفلسطينيين، مشيرين إلى تقارير تفيد بأن الجيش استخدم الذكاء الاصطناعي لضرب أكثر من 11 ألف هدف في غزة"، منذ 7 تشرين الأول/ أكتوبر.

ولم تقدم وزارة الأمن الإسرائيلية أي تفاصيل، ردًا على أسئلة حول استخدامها للذكاء الاصطناعي، للصحيفة الأمريكية.

إسرائيل والذكاء الاصطناعي في غزة

وتكشف إسرائيل عن القليل من التفاصيل حول كيفية استخدامها لهذه التكنولوجيا، وهناك شعور بـ"القلق من أن الجيش الإسرائيلي يستخدم أنظمة توصيات غير موثوقة للذكاء الاصطناعي لتحديد أهداف العمليات المميتة".

على الرغم من أن تجارة الأسلحة تخضع للتدقيق والتنظيم، إلا أن هذه التقنيات، التي توصف بأنها ذات "استخدام مزدوج"، أقل خضوعًا للتقييم والتدقيق، ويمكن إعادة توجيه استخدامها من أهداف تجارية ومدنية إلى استخدامات عسكرية.

ويتابع تقرير "بوليتيكو": "في حين أن العديد من الطائرات المُسيّرة التي تصنع في الولايات المتحدة والمزودة بالذكاء الاصطناعي والتي تم إرسالها إلى إسرائيل ليست مسلحة وغير مبرمجة من قبل الشركات المصنعة لتحديد مركبات أو أشخاص محددين، لكنها مصممة لتترك مساحة للعملاء العسكريين لتشغيل برامجهم المخصصة".

وأكد براندون تسينج، المؤسس المشارك لـ "Shield AI"، أن "هناك قدرة من قبل المشغلين لتخصيص طائرات Nova 2 المُسيّرة التي يستخدمها الجيش الإسرائيلي للبحث عن الرماة والمدنيين المتحصنين في المباني".

وقال مات محمودي، الذي كتب تقرير منظمة العفو الدولية في شهر أيار/ مايو، والذي يوثق استخدام إسرائيل لأنظمة التعرف على الوجه في الأراضي الفلسطينية، لصحيفة "بوليتيكو"، إنه تاريخيًا، لم يكن لدى شركات التكنولوجيا الأمريكية المتعاقدة مع السلطات الأمنية الإسرائيلية سوى القليل من المعرفة أو السيطرة على كيفية استخدام الحكومة الإسرائيلية لمنتجاتها. مشيرًا إلى عدة حالات قام فيها الجيش الإسرائيلي بتشغيل برنامج الذكاء الاصطناعي الخاص به على أجهزة مستوردة من دول أخرى لمراقبة حركة الفلسطينيين عن كثب.

والسلطات الأمريكية مطالبة بموجب القانون بمراقبة نقل هذه الأنظمة إلى دولة أخرى، فيما لم تعتمد وزارة الخارجية الأمريكية إلا مؤخرًا سياسات لمراقبة الأضرار التي لحقت بالمدنيين بسبب هذه الأسلحة، ردًا على ضغوط الكونجرس. لكن التنفيذ لا يزال عليه علامة استفهام، فقد كتب جوش بول، المسؤول السابق في وزارة الخارجية، أنه تم إلغاء تقرير مخطط له حول تنفيذ هذه السياسة لأن الوزارة أرادت تجنب أي نقاش حول مخاطر الإضرار بالمدنيين في غزة جراء نقل الأسلحة الأمريكية إلى إسرائيل.

الجيش الإسرائيلي، يحصل على مُسيّرات للاستخدام المدني، ويتمكن من تحويلها للاستخدام العسكري 

ردًا على استفسارات حول ما إذا كانت الحكومة الأمريكية قادرة على مراقبة منصات الدفاع عالية التقنية التي ترسلها الشركات الصغيرة إلى إسرائيل أو أوكرانيا عن كثب، قال متحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية إنه مُنع من التعليق علنًا أو تأكيد تفاصيل الدفاع المرخص تجاريًا. النشاط التجاري.

ويشير بعض المراقبين إلى أن البنتاغون يستمد بعض الفوائد من مراقبة الأنظمة الجديدة التي تم اختبارها في أماكن أخرى.

وقال كانسيان من مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية: "القيمة الكبيرة بالنسبة للولايات المتحدة هي أنها تختبر كل هذه الأشياء الجديدة ميدانيًا، وهي عملية تستغرق وقتًا أطول بكثير في بيئات وقت السلم مما يسمح للبنتاغون بوضع رهاناته على التقنيات الجديدة بثقة أكبر".