بالتزامن مع اليوم الدولي لضحايا العدوان من الأطفال الأبرياء، وثقت الشبكة السورية لحقوق الإنسان مقتل أكثر 30 ألف طفل سوري، منذ قيام الثورة السورية حتى يومنا هذا، من بينهم 199 طفل تحت التعذيب.
فيما لا يزال أكثر من 5 آلاف طفل قيد الاعتقال التعسفي أو الاختفاء القسري.
وقالت الشبكة، في بيان أمس الثلاثاء، إنّ أطراف النزاع في مقدمتهم النظام يواصلون في إخفاء الأطفال قسرًا، وتعريضهم للتعذيب والعنف في السجون.
وتحدث البيان عن أنّ النظام السوري مارس أسوأ أشكال العدوان بحق الأطفال في سوريا، في ظل النزاع المسلح الداخلي، ولم تردعه عن ذلك مصادقة سوريا على اتفاقية حقوق الطفل عام 1993.
وأضاف البيان أنّ "بقية أطراف النزاع قد مارست أيضًا العديد من أشكال العدوان ضد الأطفال، إلا أنَّ النظام السوري تفوق على جميع الأطراف، من حيث كمّ الجرائم التي مارسها على نحو نمطي ومنهجي، والتي بلغت مستوى الجرائم ضد الإنسانية".
ووفقاً للبيان فإنه "لا يكاد يمر انتهاك يتعرض له المجتمع السوري دون أن يسجل ضمنه أطفالًا، وقد تراكم حجم هائل من العدوان على الأطفال على مدى السنوات الثلاثة عشر السابقة". وفي هذا السياق قدم البيان تحديثًا لحصيلة أبرز الانتهاكات الجسيمة التي تعرض لها الأطفال في سوريا منذ آذار/مارس 2011 حتى حزيران/يونيو 2024، وجاء فيه: إن 30228 طفلًا قد قتلوا على يد أطراف النزاع والقوى المسيطرة في سوريا منذ آذار 2011، منهم 23045 طفلًا على يد قوات النظام السوري. و2055 طفلًا على يد القوات الروسية، و959 طفلًا على يد تنظيم داعش. فيما قتلت قوات سوريا الديمقراطية "قسد" 269 طفلًا وهيئة تحرير الشام 76 طفلًا، أما جميع فصائل المعارضة المسلحة فقد قتلت 1009 طفلًا، فيما قتلت قوات التحالف الدولي 926 طفلًا. ووثق البيان مقتل 1889 طفلًا على يد جهات أخرى.
وثقت الشبكة السورية لحقوق الإنسان مقتل أكثر 30 ألف طفل سوري، منذ قيام الثورة السورية حتى وقتنا الحالي
وعلى صعيد الاحتجاز التعسفي والاختفاء القسري، قال البيان: إنّ "ما لا يقل عن 5263 طفلاً لا يزالون قيد الاعتقال/ الاحتجاز أو الاختفاء القسري على يد أطراف النزاع والقوى المسيطرة في سوريا، منهم 3698 على يد قوات النظام السوري و319 على يد تنظيم داعش و47 على يد هيئة تحرير الشام و834 علي يد قوات سوريا الديمقراطية و365 على يد جميع فصائل المعارضة المسلحة".
وعدد البيان أنماطًا أخرى من الانتهاكات التي يتعرض لها الأطفال في سوريا، فقد أدت هذه الانتهاكات التي مارسها النظام السوري بشكل رئيس، في تشريد واسع النطاق لملايين السوريين، وتعتبر مناطق شمال غرب سوريا الخارجة عن سيطرة النظام السوري أكثف منطقة تحتوي مخيمات للنازحين، حيث يشكل الأطفال فيها قرابة 46 % من النازحين.
فيما تعد الألغام الأرضية المضادة للأفراد ومخلفات القنابل العنقودية، الممتدة على مساحات واسعة من سوريا، الخطر الذي يهدد حياة الأطفال لعقود قادمة. إذا ما تكون هذه الذخائر غالبًا لها ألوان ساطعة يُمكن أن تجذب الأطفال، وهو ما يجعلهم الفئة الأكثر تعرضًا للخطر.
وطالب البيان المجتمع الدولي ومجلس الأمن إلى "اتخاذ كافة الإجراءات الممكنة قانونيًا وسياسيًا وماليًا بحق النظام السوري وحلفائه، وبحق جميع مرتكبي الانتهاكات في النزاع السوري، للضغط عليهم من أجل الالتزام باحترام حقوق الأطفال".
مؤكدًا أن سوريا هي من أسوأ بلدان العالم من ناحية ارتكاب عدة أنماط من الانتهاكات بحق الأطفال.