ألترا صوت - فريق التحرير
توقع تقرير Intergenerational Report 2021 الذي أصدرته وزارة المالية في الحكومة الأسترالية يوم الإثنين بتاريخ 28 حزيران /يونيو 2021 أن ميزانية الدولة المالية ستظل في حالة عجز لمدة 40 عامًا أخرى على الأقل. وجاء في التقرير أن "الأزمة الاقتصادية المرتبطة بجائجة كوفيد-19 وضعت مطالب كبيرة على المالية العامة في أستراليا وحول العالم". وأشار التقرير إلى أنه "سيكون لإغلاق الحدود بسبب فيروس كورونا في أستراليا تأثير دائم على خزينة الدولة المالية والنمو السكاني".
يعتبر الاقتصاد الأسترالي قوي ويتمتع بملاءة ائتمانية عالية، إلا أنه من المتوقع أن يتأثر الوضع المالي نتيجة تداعيات فيروس كورونا وأن يستمر هذا التأثر السلبي اقتصاديًا على المدى الطويل، وصولًا لأربعين سنة حسب تقرير حكومي
كما عرض التقرير توقعات للاقتصاد وميزانية الحكومة الأسترالية للسنوات القادمة، كما درس الاستدامة طويلة الأجل للسياسات الحالية، وكيف يمكن للاتجاهات الديموغرافية والتكنولوجية والهيكلية الأخرى أن تؤثر على الاقتصاد والميزانية. وأوضح التقرير بالتفصيل، طبيعة التحديات الاقتصادية والفرص التي تواجه أستراليا، وأكد حقيقة أن التأثير الاقتصادي لفيروس كورونا لن يكون قصير الأجل بل سيمتد لسنوات مقبلة. هذا مع أن توقعات التقرير لا تعتبر مؤكدة بشكل مضمون وتام.
اقرأ/ي أيضًا: مطالبات محلية وعالمية عبر السوشيال ميديا بوقف إعدام المعتقلين السياسيين في مصر
فيما يعتبر هذا التقرير الخامس من نوعه، ويتمحور حول 3 نقاط رئيسية، وفق ما جاء في الصفحة الرسمية لوزارة الخزانة الأسترالية، وهذه النقاط تتمثل بنمو عدد السكان بشكل أبطأ مع شيخوخة أسرع مما كان متوقعًا، والنقطة الثانية تفيد إلى أن الاقتصاد الأسترالي سيستمر في النمو، ولكن أبطأ مما كان يعتقد سابقًا، والنقطة الثالثة تشير إلى أن ديون أستراليا يمكن تحملها وهي ديون تعتبر منخفضة وفقًا للمعايير الدولية، إلا أن شيخوخة السكان ستضع ضغوطًا كبيرة على الإيرادات والنفقات.
في حين يعتبر الاقتصاد الأسترالي قوي ويتمتع ملاءة ائتمانية عالية إلا أنه من المتوقع أن يتأثر الوضع المالي نتيجة تداعيات فيروس كورونا وأن يستمر هذا التأثر السلبي اقتصاديًا على المدى الطويل. وكان قد أعلن رئيس الوزراء الأسترالي، سكوت موريسون، عن خطة تحفيز مالي ضخمة أدت إلى عجز قياسي في السنة المالية 2020-2021، وذلك في أعقاب انتشار فيروس كورونا، واتخاذ سلسلة من الإجراءات الاقتصادية لمواجهته. وكان الاقتصاد الأسترالي قد استعاد انتعاشه وعافيته في النصف الثاني من العام الماضي 2020 بعد أن أعلنت الحكومة إعادة فتح البلاد في وقت أبكر مما كان متوقعًا، وكذلك بفعل التحفيز النقدي والمالي الهائل الذي ضخته الحكومة وعملت عليه، بحسب ما أفادت وكالة رويترز. ويشير التقرير الحكومي المعنون "بين الأجيال 2021" إلى أن"الانتعاش الاقتصادي يسير على قدم وساق، لكن بعض آثار الوباء ستستمر".
ويبلغ عدد سكان أستراليا حاليًا 26 مليون نسمة تقريبًا، بينما تتوقع أستراليا أن يبلغ عدد سكانها 38.8 مليون نسمة بحلول عام 2061، وقد كانت التوقعات السابقة تشير إلى رقم أكبر من ذلك. وقال وزير الخزانة، جوش فرايدنبرج "هذه هي المرة الأولى التي يتم فيها توقع انحدار في خط النمو السكاني وتراجع في هذا النمو على المدى الطويل حسب ما جاء في التقرير الحكومي والذي يمثل رؤية الحكومة وتوقعاتها لما هو قادم للبلاد". أما عن نتائج هذا التراجع في توقعات النمو السكاني فأشار فرايدنبرج "هذا يعني أن الاقتصاد سيكون أصغر، وأن سكان أستراليا سيكونون أكبر سنًا مما كان يمكن أن يكون، مما يمكن أن يفرض تداعيات إضافية على كاهل اقتصادنا وماليتنا العامة"، بحسب ما نقل موقع بيزنس ستاندرد.
ويساهم انخفاض معدلات الهجرة عما هو متوقع في شيخوخة السكان حيث أن متوسط عمر المهاجرين أقل من متوسط عمر السكان الحاليين. وقد شهدت الحدود الأسترالية عددًا أكبر من الأشخاص يغادرون أكثر ممن يتوافدون عبر الشواطئ على مدار الأشهر الـ 12 الماضية والتي شهدت نموًا سكانيًا بنسبة 0.1% فقط، وهو أدنى مستوى منذ 100 عام. ومن المتوقع أن تعاود معدلات الهجرة إلى الداخل الأسترالي الارتفاع مع بداية العامين 2024-2025.
أما على الصعيد البيئي فتلعب أستراليا دورها في مجال مواجهة تغير المناخ، بعد أن أوفت بالتزاماتها لعام 2020، وهي تسير على الطريق الصحيح لتحقيق هدفها لعام 2030 والتغلب عليه. غير أن التغير المناخي سيؤثر أيضًا على الاقتصاد والميزانية بمرور الوقت من أجل الوصول إلى خفض انبعاثات الكربون على مستوى العالم مما سيخلف تراجعًا في الطلب على بعض الصادرات، بينما سيتم خلق فرص جديدة في قطاعات أخرى. وتمثل الصحة أكبر تحول في الإنفاق الحكومي، حيث انتقلت من 4.6% إلى 6.2% من الناتج المحلي الإجمالي، مع انتقال الإنفاق على رعاية المسنين من 1.2% إلى 2.1% من الناتج المحلي الإجمالي.
اقرأ/ي أيضًا:
لماذا ازدهرت صحافة الموضة في الهند؟
الأمم المتحدة تحذر من كارثة في حال تعذر وصول المساعدات لشمال غرب سوريا