أفادت وكالة رويترز أن وكالة شؤون السكان الأصليين البرازيلية (فوناي) جددت أمر حماية أعضاء قبيلة من السكان الأصليين في الأمازون. لكن أمر الحماية المجدد سيستمر مدة ستة أشهر فقط، على عكس التمديدات السابقة الممنوحة للإقليم منذ عام 2008 والتي كانت تجدد لمدة ثلاث سنوات في كل مرة. ويشار إلى أن مصير عائلة بيريبكيورا أصبح اختبارًا لحقوق السكان الأصليين في ظل حكم الرئيس جاير بولسونارو، الذي انتقد منح الكثير من الأراضي المحمية لعدد قليل جدًا من الناس، وعرقلة التوسع في التعدين والزراعة.
تعاني قبائل السكان الأصليين في حوض الأمازون من زحف المزارع وشركات التعدين على أراضيها وما يرافق ذلك من تطهير عرقي
وكان المدافعون عن حقوق السكان الأصليين قد ضغطوا من أجل التمديد لمدة ثلاث سنوات كما في التجديدات السابقة غير أن ضغوطهم لم تثمر. وكذلك يشعر المدافعون عن السكان الأصليين بالقلق من أن عدم تجديد مثل هذه الأوامر في حماية السكان الأصليين قد يعني في نهاية المطاف انقراض الأراضي المحمية. وإزاء هذا الوضع المستجد، وصفت مجموعة الدفاع عن حقوق الإنسان Survival International، القرار بأنه "وقف الإعدام" من قبل الحكومة البرازيلية كخطوة لقياس مدى ردود الفعل قبل إنهاء الحماية بشكل كلي وفتح المجال أمام كافة أشكال الاستثمار في المحميات، بحسب ما نقل موقع ناسداك.
اقرأ/ي أيضًا: انتقادات عبر وسائل التواصل لخدمة الإنترنت في مصر
أما مديرة البحوث في مجموعة Survival International، فيونا واتسون، فعلقت على المسألة بالقول "ما زلنا نشعر بقلق عميق لأن مستقبل أفراد عائلة بيريبكيورا لا يزال معلقًا إلى حد كبير في الميزان، بينما يدور المستحوذون على الأرض حولهم ويستعدون للغزو"، وأضافت قائلة "يعيش في البرازيل أكبر عدد من السكان الأصليين طواعية في عزلة، وقد تم إحصاء 114 مجموعة من السكان الأصليين".
وكان مكتب المدعي العام في البرازيل قد حث الحكومة على تجديد أوامر الحماية التي توشك على الانتهاء لأربع مجموعات من السكان الأصليين. وأشار المدعي الفيدرالي ريكاردو باي، الذي يسعى للحصول على تمديد بأمر من المحكمة في ماتو جروسو، إلى أنه "يجب تجديد أمر الحماية إلى حين اتخاذ قرار نهائي بشأن جعل محمية قبيلة بيريبكيورا رسمية من قبل وكالة شؤون السكان الأصليين (فوناي)". وكان المدعي الفيدرالي قد تلقى أمرًا قضائيًا من المحكمة لطرد المزارعين من أراضي بيريبكورا، وهي المنطقة التي تتعرض لإزالة الغابات بكثرة، سواء الغابات المأهولة بالسكان الأصليين أم الخالية منهم، غير أن السلطات الحكومية لم تتصرف بعد بشأن الأمر. وأعلن مكتب المدعي العام في بيانه بأن شركات التعدين لديها 55 طلبًا للحصول على تراخيص للتنقيب في أراضي بيريبكورا سيتم تأجيلها بموجب أمر الحماية لمدة 6 أشهر أخرى، بحسب ما نقل موقع anews.
وأفادت وكالة رويترز أن عضوي القبيلة، وهما ذكور، يدعيان بايتا وتاماندو، قد اجتمعا مع ممثلين من وكالة فوناي. أما شقيقة بايتا وتدعى ريتا، قد تزوجت من أحد رجال قبيلة أخرى وتسكن في محمية كاريبونا. وحول المسألة قالت ريتا متذكرة مذبحة طالت شعبها منذ سنوات، نقلًا عن توداي أونلاين: "أنا قلقة من أنهما سيقتلان. هناك الكثير من الغرباء، ويمكن أن يقتلوا كلاهما ولن يبقى أحد". وتحكي ريتا قصة المذبحة بالقول "وصل رجال بيض عند الفجر وقتلوا الجميع. قتلوا تسعة منا. وهربت عائلتي في زورق".
في هذا الصدد، تشير الآراء الأنثروبولوجيا إلى أن القبائل المنعزلة في منطقة الأمازون لا يمكنها البقاء على قيد الحياة بدون أراضيها، خاصة مع تزايد مواجهتها للغزاة المسلحين المهتمين بالصيد غير المشروع والزراعة والتعدين في أراضيها. ويشار بأن الغزاة أصبحوا أكثر جرأة منذ انتخاب بولسونارو عام 2018، الذي أشاد ذات مرة بالعقيد جورج كاستر في خطاب لدوره في تطهير البراري الأمريكية من السكان الأصليين، فضلًا عن كونه يدعم مشروع قانون في الكونغرس البرازيلي من شأنه أن يحد من مطالبات السكان الأصليين بالأراضي ويساعد على فتح محميات قبلية للتعدين التجاري والمزارع، بحسب ما نقل موقع ذا ستار.
اقرأ/ي أيضًا: