13-نوفمبر-2024
بيانات كاذبة واستيطان

دبابة إسرائيلية قرب معبر كرم أبو سالم في غزة (رويترز)

يواصل جيش الاحتلال الإسرائيلي هجماته على جميع أنحاء قطاع غزة، مستهدفًا تجمعات المدنيين والبنية التحتية، مما أسفر عن سقوط عدد من الشهداء والجرحى، فيما تزداد التحذيرات الدولية من تفاقم الأوضاع الإنسانية، حيث يواجه سكان غزة نقصًا حادًا في الإمدادات الأساسية وسط استمرار الحصار والقصف، بالتزامن مع ظهور تقارير عبرية تتحدث عن خطط إسرائيلية للبقاء العسكري طويل الأمد في القطاع.

ونقلت وكالة الأنباء والمعلومات الفلسطينية "وفا" عن مصادر قولها إن جيش الاحتلال استهدف بالقصف المدفعي تجمعًا للمدنيين في شارع المنطار في حي الشجاعية شرقي مدينة غزة، مما أسفر عن سقوط شهيدين، وإصابة آخرين بجروح.

كما واصلت زوارق الاحتلال الحربية إطلاق نيرانها نحو شاطئ مخيم النصيرات وسط القطاع، في الوقت الذي أطلقت آليات الاحتلال نيرانها اتجاه المناطق الشمالية الغربية في المخيم. ونقل موقع "العربي الجديد" عن وسائل إعلام فلسطينية استشهاد خمسة أشخاص، وإصابة آخرين، إثر قصف استهدف منزلًا في منطقة "بلوك C" في النصيرات.

يواصل جيش الاحتلال الإسرائيلي هجماته على جميع أنحاء قطاع غزة، مستهدفًا تجمعات المدنيين والبنية التحتية، فيما تزداد التحذيرات الدولية من تفاقم الأوضاع الإنساني

وفي شمال غزة، قصفت مدفعية الاحتلال منزلًا في حي المنشية في بلدة بيت لاهيا، مما أسفر عن استشهاد شخص واحد، فضلًا عن إصابة آخرين بجروح، وذلك بالتزامن مع مواصلة نسف جيش الاحتلال للمباني السكنية في جباليا، واستهداف المنطقة بغارات جوية.

وقصف جيش الاحتلال بالمدفعية محيط منطقة قليبو شرقي مدينة الشيخ زايد، بالإضافة إلى دوار حمودة في شارع صلاح الدين شمالي غزة. فيما أظهر مقطع فيديو حرق جيش الاحتلال لمدرسة كانت تأوي نازحين في بيت حانون، وذلك بعد ساعات من إجبار الاحتلال سكان المنطقة على النزوح قسرًا إلى جنوب غزة.

وكان "التلفزيون العربي" قد نقل عن المتحدث باسم بلدية غزة، عاصم النبيه، قوله إن: "ما يزيد عن 75 بالمئة من آبار المياه في غزة تعرضت لأضرار إما كلية أو جزئية، وسط محاولات من قبل المهندسين للقيام بعمليات صيانة مؤقتة وغير مستدامة"، مضيفًا أن "الإشكالية الكبرى هي بعدم وجود آليات ومعدات لصيانة كل هذه الآبار أو شبكات المياه التي تضررت".

الاحتلال يواصل إصدار البيانات الكاذبة

ونقلت وكالة "الأناضول" عن مدير  المكتب الإعلامي الحكومي في غزة، إسماعيل الثوابتة، قوله إن: "العدوان (الإسرائيلي) المتواصل منذ 38 يومًا على شمال قطاع غزة أدى إلى استشهاد أكثر من 2000 مدني، معظمهم من الأطفال والنساء وكبار السن"، مجددًا دعوته المجتمع الدولي إلى التدخل الفوري "من أجل وقف حرب الإبادة الجماعية التي تمارس بحق الفلسطينيين في القطاع، وخاصة الشمال".

وأكد الثوابتة أن "جيش الاحتلال الإسرائيلي يواصل إصدار بيانات كاذبة تدعي تقديم مساعدات وإنشاء مستشفيات ميدانية وتوسيع المناطق الإنسانية"، لافتًا إلى أنه "يوزع خرائط تشير إلى مناطق ملونة باللون الأصفر ويصفها بأنها إنسانية وآمنة، ثم يستهدفها بالقنابل والصواريخ، مما يؤدي إلى سقوط عدد كبير من الشهداء والجرحى، بينهم نساء وأطفال وكبار سن".

وكانت الأمينة العامة المساعدة للشؤون الإنسانية بالأمم المتحدة، جويس مسويا، قد أكدت في كلمة لها أمام مجلس الدولي، أمس الثلاثاء، أنه "أصبحت أغلب مناطق غزة الآن أرضًا قاحلة مليئة بالأنقاض"، وأضافت "في الوقت الذي أطلعكم فيه على الوضع، تمنع السلطات الإسرائيلية دخول المساعدات الإنسانية إلى شمال غزة حيث يستمر القتال ويعاني نحو 75 ألف شخص من نقص حاد في إمدادات المياه والغذاء".

وجاء كلام المسؤولة الأممية خلال اجتماع عقده مجلس الأمن لمناقشة تقرير أعده خبراء دوليون حذر من "افتراض وجود زيادة سريعة في المجاعة وسوء التغذية والوفيات المفرطة بسبب سوء التغذية والمرض" في شمالي القطاع، مشددًا على أن "عتبة المجاعة ربما تم تخطيها بالفعل، أو ربما (تكون) في المستقبل القريب".

خطط إسرائيلية للاستيطان في غزة

وفي السياق، نشرت صحيفة "هآرتس" العبرية، اليوم الأربعاء، خريطة تظهر أن مساحة محور نتساريم الذي يفصل شمالي القطاع عن جنوبه، أصبحت أكبر من مساحة مدينة غزة التي كان يسكنها أكثر من مليون فلسطيني قبل السابع من تشرين الأول/أكتوبر 2023، بحسب ما نقل مراسل "التلفزيون العربي"، أحمد درواشة.

وأوضح درواشة أن أن هذا المحور الكبير الذي يبلغ طوله سبعة كم وعرضه ثمانية كم "لا يستخدم لاعتبارات أمنية، إنما للسيطرة على أكبر قد ممكن من الأرض"، لافتًا إلى أن الهدف من ذلك هو تنفيذ مخططات الاستيطان الإسرائيلي طويل الأمد في قطاع غزة، مضيفًا أن قواعد الجيش الإسرائيلي في نتساريم مزودة بتقنيات غير متوفرة في قواعد الجيش داخل "الخط الأخضر"، في إشارة إلى الأراضي التي تحتلها إسرائيل.

وأضاف دراوشة أن الحديث داخل الجيش الإسرائيلي يدور حول خطط للبقاء في قطاع غزة على الأقل حتى نهاية عام 2025، مشيرًا إلى أن الأوامر التي وجهت للجنود الإسرائيليين خلال الأشهر الماضية كانت تطلب منهم تهجير سكان شمال القطاع إلى الجنوب، بالإضافة إلى هدم عدد كبير من المنازل، فضلًا عن هدم المنازل التي تقع عند الحدود مع غلاف غزة، فضلًا عن هدم جميع المنازل في المحاور التي ينقل منها جيش الاحتلال أسلحته.

وكان جيش الاحتلال قد فرض حصارًا مطبق على شمال غزة منذ الخامس من تشرين الأول/أكتوبر الماضي، حيث يمنع وصول المساعدات الإنسانية والطبية إلى المنطقة، ويطالب السكان المدنيين بالإخلاء القسري لمنازلهم، وذلك عبر استهدافهم بشتى أنواع الأسلحة، بما في ذلك الطائرات المسيّرة التي تستهدف المدنيين، بالإضافة إلى البنية التحتية للقطاع الصحي.

وارتفع عدد الشهداء منذ بدء العدوان على غزة في السابع من تشرين الأول/أكتوبر الماضي إلى أكثر من 43,603 شهيد وشهيدة، بالإضافة إلى إصابة أكثر من 102,929 آخرين، وذلك في حصيلة غير نهائية، إذ لا يزال آلاف الضحايا تحت الركام وفي الطرقات، ولا تستطيع طواقم الإسعاف والإنقاذ الوصول إليهم.