استمرت إدانات الهيئات والمؤسسات الصحفية حول العالم لمقتل الصحفية الفلسطينية شيرين أبو عاقلة مطالبة بوقف استهداف الصحفيين. وقد أعلنت العديد من المؤسسات الصحفية عن إقامة وقفات احتجاجية ضد الجريمة البشعة. حيث شهدت مدن فلسطينية في الضفة الغربية وقطاع غزة والداخل الفلسطيني وقفات احتجاجية، بينما يستعد الفلسطينيون لتشييع جثمان أبو عاقلة.
استمرت إدانات الهيئات والمؤسسات الصحفية حول العالم لمقتل الصحفية الفلسطينية شيرين أبو عاقلة
لم تقتصر هذه الوقفات على المدن الفلسطينية، حيث شهدت مدن عربية وعالمية خلال اليومين الماضيية، مثل عمان والدوحة وتونس وبيروت والخرطوم وبغداد والرباط ولندن وباريس وواشنطن وغيرها، عديد الوقفات للصحافيين الذين طالبوا بمحاسبة قوات الاحتلال على اعتداءاتها المستمرة على الصحفيين. كما تفاعلت مؤسسات رسمية وغير حكومية وحقوقية مع الواقعة، إذ وقف مجلس النواب الأمريكي دقيقة صمت على روح الصحافية المعروفة.
وأكدت شبكة المنظمات الأهلية الفلسطينية على "ضرورة تضافر كافة الجهود من أجل محاكمة دولة الاحتلال على جرائمها بحق الصحافيين الفلسطينيين"، وشددت على أن "استشهاد الصحافية شيرين أبو عاقلة لحظة فاصلة لمحاكمة الاحتلال وحماية الصحافيين، ورفع الغطاء عن دولة الاحتلال في ظل استهتارها بكل القوانين الدولية وإمعانها في مسلسل اعتداءاتها المتواصلة بحق الشعب الفلسطيني ومنظومة القوانين الدولية برمتها".
وقفات وإدانات عربية جامعة
أدان الاتحاد العام للصحفيين العرب "جريمة العدو الصهيوني البشعة التي نتج عنها استشهاد الصحفية الفلسطينية شيرين أبو عاقلة". واحتشد صحافيون عرب أمام مكتب قناة الجزيرة في عدة دول عربية. ففي الأردن، طالب الصحافيون حكومة بلادهم "بعدم الصمت عن الجرائم التي يرتكبها الاحتلال الإسرائيلي وآخرها مقتل الصحافية شيرين أبو عاقلة"، وقالوا إن "قتل أبو عاقلة جريمة بشعة جديدة ترتكبها قوات الاحتلال الإسرائيلي، وتؤكد وحشية هذا العدو الغاصب"، وشددوا على أن "قتل شهود الحقيقة لن يوقف كشف جرائم الاحتلال بحقّ الشعب الفلسطيني".
وفي مصر أعرب عشرات الصحافيين المصريين في بيان مشترك عن "إدانتهم الشديدة للجريمة متكاملة الأركان لقوات الاحتلال الصهيوني"، وأكدوا على "تضامنهم مع زملائهم في فلسطين في مواجهة جرائم الاحتلال بحقهم وبحق الشعب الفلسطيني، والتي تأتي استمرارًا لتاريخ طويل من مجازر وانتهاكات الاحتلال بحق الشعب الفلسطيني بكل فئاته"، وطالب الصحفيون بـ "التحقيق الفوري في مقتل أبو عاقلة والاعتداء على مقرات أكثر من 23 وسيلة إعلامية وجميع جرائم الاحتلال الإسرائيلي بحق الصحافيين والشعب الفلسطيني، بوصفها جرائم حرب ضد الإنسانية"، كما أكد الموقعون على البيان على "تمسكهم بقرارات الجمعية العمومية لنقابة الصحافيين، بإدانة الجرائم الإسرائيلية، ومنع كل أشكال التطبيع الشخصي والمهني مع العدو، وفضح جرائمه بحق الفلسطينيين، وطالبوا اتحاد الصحافيين العرب بـ "وقفة جادة ضد أي مطبع، سواء كان أفرادًا أو كيانات".
بدورها أدانت نقابة الصحفيين المصريين جريمة اغتيال الشهيدة شيرين أبو عاقلة، ودعت النقابة إلى إجراء تحقيق دولي في الجريمة. وفي مبادرات مستقلة طالب صحافيون مصريون بتكريم شيرين أبو عاقلة في مصر عبر رفع صورتها على واجهة مقر النقابة في القاهرة، وكذلك إطلاق اسمها على إحدى قاعات النقابة. كما طالبت نقابة الصحفيين العراقيين بـ "إجراء تحقيق دولي عاجل للكشف عن الجناة في جريمة اغتيال الصحفية شيرين أبو عاقلة".
أما النقابة التونسية للصحفيين فقد عبرت عن استنكارها لـ "تصفية الصحفية الفلسطينية شيرين أبو عاقلة أثناء تغطيتها للاجتياح الصهيوني لمخيم جنين"، وأكدت النقابة على أن هذه "الجريمة النكراء حلقة إضافية في سلسلة استهداف الإرهاب الصهيوني للصحفيين الشجعان بفلسطين".
كما أدانت نقابة ناشري الإعلام بالجزائر "اغتيال الزميلة الصحفية مراسلة قناة الجزيرة من فلسطين الشهيدة شيرين أبو عاقلة، وإصابة الصحفي علي السمودي، على يد قوات الاحتلال الصهيوني فجر يوم الأربعاء"، وأصدرت بيانًا صحفيًا جاء فيه "أنها تدين بأشد عبارات الإدانة، هذه العملية الإرهابية الجبانة، التي استهدفت صحفيين وهم يؤدون واجبهم المهني، وفق ما تنص عليه المواثيق الدولية والقوانين العالمية الضامنة للمهنة".
وعبرت النقابة الوطنية للصحافة المغربية عن ألمها بتلقي خبر "استشهاد الزميلة شيرين أبو عاقلة" ونددت بشدة "الجريمة النكراء والعملية الإرهابية المفضوحة وأي محاولة لتبريرها هو ضلوع في الجريمة".
وفي لبنان استنكر نقيب الصحافة عوني الكعكي في بيان له بشدة "جريمة قتل أبو عاقلة، ووجه نداء إلى "المحاكم والمنظمات والهيئات الدولية لحقوق الإنسان أن تهب لمعاقبة الذين ارتكبوا هذه الجريمة البشعة في حق الإنسانية والصحافة والإعلام".
وأدان مركز الدفاع عن الحرّيات الإعلامية والثقافية "سكايز" في بيان له بشدة "هذه الجريمة النكراء ومرتكبيها، لا سيّما أن أبو عاقلة كانت ترتدي الملابس والسترة الخاصة بالصحافيين، ما يؤكد استهدافها عمدًا وبشكل مباشر من قِبل القوات الإسرائيلية، لمنعها من نقل حقيقة ما يحدث على الأرض من قتل واستهداف للمدنيين"، وطالب "المجتمع الدولي بمحاسبة مرتكبي هذه الجريمة الموصوفة التي تخرق كل المواثيق والأعراف الدولية التي تدعو في سلّم أولوياتها إلى احترام وحماية الصحافيين العاملين في مناطق النزاع"، مشددًا في الوقت نفسه على "ضرورة تأمين تلك الحماية وبشكل فوري للصحافيين العاملين في فلسطين، ولا سيّما من آلة القتل الإسرائيلية التي تتمادى في استهدافهم وقتلهم من دون أي رادع".
كما أقام تجمع نقابة الصحافة البديلة وقفة استنكارية لجريمة قتل الزميلة شيرين أبو عاقلة، وسلّمت نقابة الصحافة البديلة مساء أمس رسالة إلى الأمم المتحدة في بيروت للتحقيق الفوري في "جريمة اغتيال الصحافية الفلسطينية شيرين أبو عاقلة على يد قنّاصة الاحتلال الإسرائيلي".
هذا وأدانت نقابة الصحافيين اليمنيين الجريمة البشعة في بيان صادر عنها، واعتبرت الجريمة "استمراراً لمساعي الاحتلال في خنق صوت الحقيقة واغتيال الشهود"، وأكدت النقابة أن "الجريمة استهداف مباشر للصحافة وللكلمة الحرّة، وهو الأمر الذي يضع العالم والمؤسسات الدولية كافة، أمام مسؤولية في إدانتها، ومحاسبة قيادات الاحتلال التي تجاوزت كل القيم، وتعدّت على الأعراف والقوانين الدولية كافة"، كما أشارت إلى أن "جريمة قتل شيرين أبو عاقلة تمثل خرقًا خطيرًا لمعاهدات جنيف، وتعدٍ صارخ على كل المواثيق والقوانين والمعاهدات الدولية الضامنة لحرية الصحافة وسلامة الصحافيين وحق الوصول للمعلومات وحماية الصحافيين في عملهم المهني".
إدانات دولية مستمرة ومطالبات بالمحاسبة
على الصعيد الدولي، طالب نادي الصحافة في واشنطن بفتح تحقيق فوري في الاغتيال، وقال اتحاد صحفيي دول الساحل الأفريقي إنه يجب تطبيق قرارات الأمم المتحدة بشأن مناهضة الإفلات من العقاب، وطالب بفتح تحقيق مستقل لتقديم قاتلي شيرين أبو عاقلة للعدالة.
وجرت وقفة احتجاجية في ساحة الجمهورية في العاصمة الفرنسية باريس من قبل صحفيين وإعلاميين للترحم على الزميلة الشهيدة شيرين أبو عاقلة. وأدان الأمين العام لمنظمة مراسلون بلا حدود كريستوف ديلوار استهداف ابو عاقلة وكتب على صفحته في تويتر إن "مقتل الصحفية شيرين أبو عقيلة يشكل خرقًا خطيرًا لاتفاقيات جنيف التي تنص على حماية المدنيين، وقرار مجلس الأمن الأمم المتحدة 2222 على حماية الصحفيين، داعيًا إلى "تحقيق دولي مستقل في الحادثة".
بدوره شدد الاتحاد الدولي للصحفيين على السعي إلى "إضافة قضية شيرين أبو عاقلة إلى الشكوى التي قدمناها للمحكمة الجنائية الدولية والتي توضح بالتفصيل هذا الاستهداف المنهجي". وهو ما ذهبت إليه الفدرالية الدولية للصحفيين التي قالت إنها قدمت "مشروعًا للمحكمة الجنائية الدولية حول الاستهداف الممنهج والمتكرر للصحفيين الفلسطينيين"، وأشارت الفدرالية إلى أن "الشكوى المقدمة للجنائية الدولية تهدف إلى اعتبار استهداف الصحفيين الفلسطينيين جرائم حرب".
وفي لقاء مع قناة الجزيرة أكد رئيس منظمة حماية الصحفيين على أنهم يريدون أن يروا "تحقيقًا مستقلًا، وأن نصل إلى الحقيقة في مقتل الصحفية شيرين أبو عاقلة". أما الاتحاد الوطني للصحفيين في بريطانيا فشدد على أنه "لا يمكن ترك الأمر للسلطات العسكرية للتحقيق في سلوك قواتها والحادث مقلق للغاية ويجب إجراء تحقيق كامل في ملابساته".
من جهته أكد اتحاد الصحفيين الألمان على ضرورة "محاسبة قتلة شيرين أبو عاقلة في أسرع وقت ممكن وتوضيح ملابسات مقتلها". من جانبه عبر نادي الصحافة الوطني في واشنطن عن "الحزن الشديد لمقتل صحفية الجزيرة شيرين أبو عاقلة التي كانت تغطي عملية عسكرية إسرائيلية في مدينة جنين". بدورها كتبت المديرة الإقليمية للإعلام والمتحدثة الرسمية لليونسف في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا جولييت توما على صفحتها على تويتر" شيرين أبوعاقلة وداعًا صديقتي، وداعًا يا صوت فلسطين، وشكرًا جزيلًا على الشجاعة والموضوعية والمهنية الصحفية. سوف نفتقدك جدًا ارقدي بسلام، الراحة الأبدية لك".
قالت منظمة العفو الدولية إن "مقتل الصحفية شيرين أبوعاقلة تذكير دموي بالنظام المميت الذي تحبس فيه إسرائيل الفلسطينيين"
وفي نفس الإطار، قالت منظمة العفو الدولية إن "مقتل الصحفية شيرين أبوعاقلة تذكير دموي بالنظام المميت الذي تحبس فيه إسرائيل الفلسطينيين"، ودعت المنظمة لـ "محاسبة مرتكبي الجريمة". كما أشارت منظمة هيومن رايتس ووتش إلى أن "وعود إسرائيل بالتحقيق فارغة والمجموعات الحقوقية وثقت لمدة طويلة كيف أن تحقيقاتها أقرب إلى بروتوكولات تلميع الصورة". وهو ما ذهب إليه مركز بتسيلم الحقوقي الإسرائيلي الذي قال "أجرينا تحقيقًا في مقتل الصحفية شيرين أبو عاقلة أظهر تناقضًا بين رواية الجيش الإسرائيلي وما حدث بالفعل".
