مع توقف الدوريات الأوروبية وذهاب اللاعبين للمشاركة مع منتخبات بلادهم، تجد إدارات الفرق الفرصة لالتقاط أنفاسها، وتقييم القسم الأول من الموسم، وقد يلجأ بعضها كما جرت العادة في التوقفات السابقة، إلى إجراء تغييرات فنية تطال المدربين بالدرجة الأولى، مستفيدة من المجال الزمني الذي يسمح للمدرب الجديد بالتعرف على الجهاز الفني ومرافق النادي، ومشاهدة مقاطع الفيديو لتقويم العمل ووضع خطة عمل للمستقبل.
وقد اشتعلت الصحافة الرياضية العالمية بأخبار المدربين، في ظل تراجع أداء ونتائج عدد من الفرق، في مقدمها بايرن ميونيخ ويوفنتوس، بالأخص مع توفر مدربين مميزين اليوم السوق مثل توماس توخيل، ماوريسيو بوكيتينيو وزين الدين زيدان.
إنجلترا: رودجرز أبرز المهددين
في إنجلترا افتتح مدرب بورنموث سكوت باركر قائمة المدربين المقالين، على إثر الخسارة المهينة التي تلقّاها فريقه بورنموث في الجولة الرابعة، على يد ليفربول بتسعة أهداف نظيفة، ليتبعه توماس توخيل بعد أقل من عشرة أيام، ويواجه المصير نفسه، بُعيد خسارة الفريق المفاجئة أمام دينامو زغرب في دوري الأبطال، وبسبب تراجع نتائج الفريق في الدوري.
إقالة توخيل فاجأت المتابعين، خاصة وأنه قاد الفريق للتتويج بدوري أبطال أوروبا في الموسم قبل الماضي، لكن الخلاف في وجهات النظر بينه وبين الإدارة أوصلت الأمور إلى طريق مسدود، ليحل بدلًا منه غراهام بوتر مدرب برايتون السابق.
الصحافة الإنجليزية تتحدث اليوم عن ستة مدربين مهدّدين بالإقالة بشكل جدي. بحسب موقع سبورتنغ نيوز المتخصص بالرهانات الرياضية، فإن برندان رودجرز هو الأقرب ليكون أقرب المقالين بنسبة 1/6، فمدرب ليفربول السابق يتذيل الترتيب اليوم بعدما حقق نقطة واحدة فقط في سبع مباريات. المؤشر الوحيد الذي قد يشفع للمدرب هو أن الفريق لم يقم بتعاقدات مؤثرة بسبب الأزمة المالية عكس باقي الفرق، ولم يعوض نجومه الراحلين وفي مقدمهم الحارس شمايكل وقلب الدفاع فوفانا.
المدربون المهددون الخمسة الآخرون هم ستيفن كوبر مدرب نوتنجهام فوريست صاحب المركز قبل الأخير، والذي فشل في خلق توازن بالفريق، بالرغم من أن الفريق تعاقد مع 22 لاعبًا هذا الصيف وهو رقم قياسي بتاريخ الدوري، هناك أيضًا ستيفن جيرارد مدرب أستون فيلا، برونو لايج مدرب وولفرهامبتون، وفرانك لامبارد مدرب إيفرتون. الأخير عالج أموره نوعاً ما في الجولتين الأخيرتين، حيث تعادل مع ليفربول وهزم وست هام لينقل الضغط على مدرب الأخير ديفيد مويس.
إسبانيا: الصبر على سيميوني يقترب من النفاذ
في إسبانيا تبدو الأمور هادئة ، حيث احتفظت جميع الفرق بمدربيها حتى الآن. الأقرب للإقالة هو فرانسيسكو إيسكريبا مدرب التشي، إذ يتذيل الفريق الترتيب بنقطة واحدة، فيما يلف الغموض مصير دييجو سيميوني مدرب أتلتيكو مع تراجع نتائج الفريق، وتزايد الشكوك من الجمهور والصحافة حول ما إذا كان "التشولو" لا يزال الرجل المناسب لقيادة الهنود الحمر. بعد خسارة الديربي أمام ريال مدريد، أكد سيميوني على ثقته بفريقه، وعدم شعوره بالقلق حيال منصبه. القرار النهائي بيد الإدارة.
أكثر المدربين في الليجا تعرضًا للضغط اليوم هو يوليان لوبيتيجي، حيث يحتل فريقه إشبيلية المركز الـ15 بخمس نقاط فقط من ست مباريات، كما يتذيل مجموعته في دوري الأبطال، جمهور إشبيلية يحمّل مدرب ريال مدريد ومنتخب السابق، قسمًا كبيرًا من مسؤولية تدهور النتائج هذا الموسم، لكنها في الوقت نفسه تلوم الإدارة التي استغنت عن أبرز نجوم الفريق مثل كوندي، منير الحدادي، دييغو كارلوس، وأوكامبوس ولم تقم بتعويضهم.
إيطاليا: أليجري خسر كل أوراقه
عشاق يوفنتوس من كل أنحاء العالم يشعرون بأن الكيل قد طفح، ولن يكون بإمكانهم تحمل رؤية أليجري على خط الملعب بعد التوقف الدولي، وهم يأملون أن تستبدله الإدارة سريعًا خاصة مع تواجد خيارات جيدة بمقدمها توخيل. العائق الأكبر الذي يواجه الإدارة، هو التعويض الكبير الذي عليه دفعه للمدرب بحال إقالته. خيار زين الدين زيدان نجم الفريق السابق يبقى أيضًا محبّبًا لدى بيئة يوفنتوس، بانتظار معرفة موقفه من العودة مجدداً للتدريب.
كابوس توخيل يصيب أيضًا سيموني إنزاغي مدرب إنتر ميلانو، مع بدء سماع أصوات التململ من أداء ونتائج الفريق تحت قيادته. بيئة الأفاعي تشعر أن المدرب الشاب فرّط بلقب الدوري في العام الماضي لصالح جاره اللدود ميلان، كما يرون أن نتائجه هذا الموسم لا تتناسب مع التشكيلة الجيدة التي يمتلكها. بالإضافة إلى توخيل، يبدو بوكيتينيو أيضًا فكرة جيدة للنيراتزوري، في ظل العلاقة الجيدة تاريخيًا بين إنتر ميلانو والأرجنتينين، وبالأخص اليوم مع تواجد صلة وصل متمثلة بخافيير زانيتي أحد أساطير النادي.
ألمانيا: ناجيلسمان عدو جمهور البافاري الأول
شعور جمهور يوفنتوس إزاء أليجري، هو نفس ما تحسّه جماهير بايرن ميونيخ تجاه ناجيلسمان، فهم حتى الآن لم يستوعبوا الخروج الأوروبي أمام فياريال في العام الماضي، وإذ بالفريق يتعثر بأربع مباريات متتالية في الدوري، ليتراجع إلى المركز الخامس بالرغم من الصفقات المميزة التي أجراها الفريق بداية الموسم. مرة أخرى يظهر اسم توخيل، كمرشح لاستبدال المدرب الشاب بحال إقالته.
الفرق الألمانية معروفة بصبرها على المدربين، في العام الماضي سبعة فرق فقط غيرت مدربيها. وحدها إدارة بوخوم أقالت مدربها توماس ريك هذا العام واستبدلته بتوماس ليتش.
فرنسا: الهدوء سيد الموقف
في فرنسا تبدو الأمور هادئة. باريس سان جيرمان وجد ضالته مع غالتييه، مارسيليا يؤدي جيدًا مع الكرواتي تيودور في المركز الثاني، بينما يتواجد ليون وموناكو في المركزين الخامس والسادس غير بعيدين عن المقدمة، ومستويات معظم الفرق متقاربة وبالتالي لا أحاديث في الصحافة الفرنسية عن إقالات أو تغييرات فنية قريبة منتظرة.