تمّ منذ مدّة الإعلان عن استطلاع المؤشّر العربي لعام 2015 الذي شمل اثني عشر بلدًا عربيًّا، وهي كالتالي: موريتانيا، والمغرب، والجزائر، وتونس، ومصر، والسّودان، وفلسطين، ولبنان، والأردن، والعراق، والسعوديّة، والكويت. دأب المؤشّرُ، الذي ينفذه "المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات"، على التعرّف على اتّجاهات الرّأي العامّ العربيّ في المواضيع الاقتصاديّة، والاجتماعيّة، والسياسيّة، وكانت علاقة العرب بإيران وتنظيم داعش من أهمّ القضايا لسنة 2015، وكشف المؤشر عن رفض العرب لها ومعارضتهم لوجودها إذ بلغت نسبة الرافضين 89%.
كشف "المؤشر العربي" عن رفض العرب لتظيم الدولة الإسلامية ومعارضتهم لوجودها
بلغت نسبة اليأس وعدم الرضا في البلدان العربية أعلى نسب لها منذ سنوات، ولم تتخلف تونس عن ارتفاع نسب اليأس في صفوف المستجوبين مقارنة بالسنوات الأخيرة، إذ يرجع أكثر من نصف المستجوبين، 58%، عدم رضائهم من الوضع الحالي إلى الوضع الاقتصادي السيئ جدًّا، وتأتي تونس في المرتبة الثانية بعد لبنان بنسبة 71%.
وكان العامل الاقتصادي المتدهور بعد سقوط الأنظمة السابقة، أحد العوامل الأساسية في تقييم الثورات العربية بشكل سلبي ضمن نتائج المؤشّر، بنسبة 59% من الرأي العامّ، مقابل 34% الذين عبروا عن تطوّرات إيجابيّة لبلدانهم بعد الربيع العربي رغم الخسائر المادية والبشرية.
وتعتبر الديمقراطية إحدى أهمّ المكاسب بعد الثورات العربية في بعض البلدان، وذهب الرأي العامّ إلى اعتبار النظام الديمقراطي هو النظام الأكثر ملاءمَةً (بنسبة 79%)، لأن يكون نظامَ حكمٍ في بلدانهم، مقارنةً بأنظمةٍ أخرى، كما رفض الرأي العام نظام الحكم السلطوي والأنظمة التنافسية التي تقتصر على أحزاب بعينها، سواء أكانت هذه الأحزاب دينية أم غير دينية.
عرّف "المؤشر العربي": "تقييم مستوى الديمقراطية من خلال معيار قدرة المواطنين على انتقاد الحكومة من دون خوف"، وبلغت نسبة الذين لا يمكنهم انتقاد الحكومة دون خوف من الرأي العام 38% دون خوف. وكانت تونس من أهمّ الدول المنتفعة بالحرية والديمقراطية، إذ بلغت نسبة المواطنين القادرين على انتقاد الحكومة 81%، ودائمًا بعد لبنان الذي سبقها ب 83%.
كانت سنة 2015 سنة الفصل بين الدين والسياسة في تونس، إذ بلغت نسبة الرافضين استعمال الحكومة للدين للحصول على تأييد الناس لسياستها بتونس أكثر من نصف المستجوبين بنسبة 59%. كما أصبحت وسائل الإعلام تحظى بالمصداقية في تونس على عكس ما قبل الربيع العربي إذ يعتمد 73% من المستجوبين القنوات الفضائية التلفزيونية للحصول على الأخبار السياسية، مقابل 15% من المتابعين للأخبار على شبكة الإنترنت.
حسب "المؤشر العربي"، بلغت نسبة الرافضين لاستعمال الحكومة التونسية للدين أكثر من نصف المستجوبين
كما شملت الإحصاءات علاقة التونسيين بتنظيم داعش خاصة، وأنّ تونس من بين الدول المصدرة للجهاديين في البؤر الساخنة، إذ أعلن 22% من المستجوبين عن تجاهلهم لهذا التنظيم، وعدم متابعته إعلاميًا، مقابل 14% من المتابعين الأوفياء، و37% من المتابعين غير الأوفياء، كما كشف 59% من متابعي أخبار داعش بتونس، أنّهم يتابعون أخبار هذا التنظيم على القنوات التلفزية.
وبلغت نسبة المعارضين لتنظيم داعش بتونس إلى نسبة 94%، في ظل ارتفاع نسبة الرأي العام العربي الذين أفادوا بأنّ لديهم نظرة سلبية تجاه داعش من 85% في عام 2014، إلى 89% في عام 2015. كما رجح 73% من التونسيين أنّ تنظيم داعش هو صناعة خارجية، مقابل 15% يرون أنّ تنظيم داعش هو نتاج وجود التطرف والتعصب الديني في مجتمعات المنطقة. وعن محاربة داعش والإرهاب، كشفت نسب الرأي العام العربي عن آراء غير متوافقة، فقد ذهب 28% من المستجوبين إلى أنّ أهم إجراءٍ في محاربة هذه الظاهرة هو دعم التحوّل الديمقراطي، و18% يرون أنّه حلّ القضية الفلسطينية، و14% يرون وقف التدخل الأجنبي، و14% يرون تكثيف العمل العسكري ضد داعش، و12% أفادوا أنّ الإجراء الأهم هو حل الأزمة السورية بما يتناسب مع تطلعات الشعب السوري.
اقرأ/ي أيضًا: