كنت شاهدًا على أكثر من محاولة لمعرفة اسم الفائز بـ"جائزة الملتقى" في دورتها الأولى، لكنها باءت جميعًا بالفشل، وبقي الأمر مجهولًا من طرف المرشحين الخمسة للقائمة القصيرة، والنخبة الأدبية والإعلامية التي دعيت على شرف الجائزة، بل إن رئيس لجنة التحكيم الكاتب المغربي أحمد المديني قال إن المشرف العام على الجائزة الكاتب طالب الرفاعي يجهل ذلك.
هذا التكتّم خلق ارتباكًا في قاعة الجامعة الأمريكية التي احتضنت الحفل، وجعل أعصابها مشدودة، وهي تستمع إلى الرفاعي متحدّثًا عن مراحل الجائزة بصفتها حلمًا، وإلى المديني مقدّمًا تقرير اللجنة.
مازن معروف: صفع تأسيس الجائزة يتم القصة القصيرة في الوطن العربي
قال الرفاعي إن فكرة الجائزة انبثقت من إدراك "الملتقى الثقافي" لأهمية وجمال فن القصّة القصيرة، وأنه بات في السنوات الأخيرة يعاني ابتعاد الكاتب والناشر والقارئ العربي عنه، لأسباب كثيرة منها تغوّل جنس الرواية، ثم تمّ حمل الفكرة إلى القائمين على الجامعة الأمريكية في الكويت، فالتقطوها بحب ووعي "وشرعنا معًا في تشكيل مجلس الأمناء والمجلس الاستشاري".
اقرأ/ي أيضًا: "نكات للمسلحين".. مازن معروف وسحر القص العادي
وقال المديني إن لجنته تلقت 189 مجموعة قصصية منشورة خلال سنتي 2015 و2016 من 15 دولة، "وهو ما جعل مهمتنا صعبة والنقاش بيننا ساخنًا منذ البداية". في الفاتح أكتوبر أعلنت القائمة الطويلة ضامّةً: أحمد عمر/ سوريا، وأنيس الرافعي/ المغرب، وحيدر عبد المحسن/ العراق، وخديجة النمر/ السعودية، وزياد خداش/ فلسطين، وعبد السميع بن صابر/ المغرب، وعيسى جبايلي/ تونس، ولطف الصراري/ اليمن، ومازن معروف/ فلسطين، ومحمد رفيع/ مصر.
بعد شهر، قال المديني إن أعضاء اللجنة، وهم عزت القمحاوي وعلي العنزي وفادية الفقير وسالمة صالح، توصلوا إلى اختيار خمسة من هؤلاء، وهم أنيس الرافعي "مصحة الدمى"، وزياد خداش "أسباب رائعة للبكاء"، ولطف الصراري "الرجاء عدم القصف"، ومازن معروف "نكات للمسلحين"، ومحمد رفيع "عسل النون".
كثرت التكهنات في القاعة، تمامًا مثلما حصل ذلك في مواقع التواصل الاجتماعي، وذهب كثيرون إلى حصر المنافسة في مازن معروف وأنيس الرافعي، غير أن أحمد المديني فصل في الأمر بأن أعلن أن الجائزة اختارت "نكات للمسلحين" لمازن معروف، مبررًا الاختيار بـ"كونها التقطت العابر وقبضت على المنفلت من المادة الكلاسيكية القصيرة، عبر تخييل يقلب المسلّمات".
سارع المنافسون الأربعة إلى تهنئة الفائز الذي قال إن الجائزة ولدت كبيرة بأخلاقها، منها أن المتنافسين فيها لا يعضّون بعضهم. أضاف معروف لـ"ألترا صوت" أنه بات للقاص العربي منبر وازن ونزيه عليه تثمينه. "لقد صفع تأسيس الجائزة يتم القصة القصيرة في الوطن العربي".
اقرأ/ي أيضًا: