نال الشاعر والكاتب والمسرحي الألماني دينشر غوتشيتر، أمس الخميس، جائزة معرض لايبزيغ للكتاب عن روايته الأولى "قصتنا الخيالية في ألمانيا"، التي يروي فيها سيرة عائلته على مدى عدة أجيال، من خلال قصة انتقال والديه من تركيا إلى ألمانيا لأجل الحصول على حياة أفضل، ومن ثم سيرة كفاحهما الطويلة التي لم تنه في عالم محفوف بالتعب والعنصرية والتهميش.
على خلفية قصة العائلة المهاجرة، تقدم الرواية صورة شاملة لمصائر العمّال الأتراك المهاجرين من خلال أحد أحفادهم في ألمانيا. وتمتد الأحداث من بدايات القرن الماضي إلى الوقت الحاضر تقريبًا، دون أن تترك شيئًا من تفاصيل الحياة، بحلوها وقبيحها، إلا وتتطرق له.
تقدم رواية "قصتنا الخيالية في ألمانيا" سيرة كفاح طويلة لعائلة تركية تهاجر إلى ألمانيا، وتعيش في عالم محفوف بالتعب والعنصرية والتهميش
وعلى الرغم من أن دينشر غوتشيتر يؤكد أن على الإنسان أن يتبع أحلامه، فإنه يروي حكايته ليخبر القرّاء أن رحلة والديه إلى ألمانيا بحثًا عن حياة أفضل لم تكن سارة أبدًا، بل كانت مسيرة من العذاب والمشقات والألم. إنها قصة تحطم يوتوبيا المهاجرين في بيئة قاسية، لا تشبه أي شيء مما كانوا يحلمون به.
بين أوائل الستينيات وأوائل السبعينيات من القرن الماضي جاء إلى ألمانيا ما يقرب من 900.000 مهاجر تركي، وعملوا في المصانع والتعدين والبناء والزراعة، وإلى بجانب عملهم البدني الشاق عانوا من العنصرية وعدم الاندماج في المجتمع الألماني.
هذه موضوعات رواية غوتشيتر كما عاشها أفراد عائلته. بل هو نفسه عمل كصانع أدوات حتى الثلاثينيات من عمره، ثم غير حياته المهنية إلى الكتابة والمسرح.
أثنت لجنة التحكيم على لغة الرواية الشعرية، وعرضها لآلام الناس الذين دفنوا رغباتهم في التحدي المتمثل في صنع حياة أفضل.
ولا يخفى على أحد أن في العنوان "قصتنا الخيالية في ألمانيا" إشارة تخبرنا أن ألمانيا الحقيقية لا تستطيع أن ترقى إلى مستوى الحلم الذي يصورها عليه الناس من أجزاء العالم الفقيرة.
يذكر أن دينشر غوتشيتر شاعر ومسرحي من مواليد عام 1979، أعدّ نصوصًا عديدة للخشبة، ونشر كتابًا شعريًا لاقى حفاوة كبيرة، نظرًا لمواضيعه التي تشبه ما تحمله روايته هذه.
