تحتوي مكتبة مكونة من الكتب التي تخلى عنها أصحابها، على أكثر من ستة آلاف كتاب وتلقى إقبالًا واسعًا. المكتبة في أنقرة العاصمة التركية. لكن من قام بتجميع هذه الكتب؟ وكيف أخذت شكل مكتبة وانتشرت أصداؤها؟ في هذا التقرير، المترجم عن الرابط التالي، تفاصيل أكثر.
افتتح جامعو قمامة في العاصمة التركية أنقرة مكتبةً عامة تتكون بالكامل من الكتب التي كانت في طريقها إلى مكب النفايات. تقع المكتبة في منطقة تشانكايا في أنقرة، وقد تأسست بفضل عمال الصرف الصحي بعد أن بدؤوا بجمع الكتب المُهملة.
افتتح جامعو القمامة في العاصمة التركية مكتبةً عامة تتكون بالكامل من الكتب التي كانت في طريقها إلى مكب النفايات
خلال شهور، استطاع عمال جمع القمامة تجميع الكتب التي تخلى عنها أصحابها. ومع انتشار أخبار تلك المجموعة، بدأ السكان أيضًا بالتبرع بالكتب مباشرة.
في بداية الأمر، خُصصت استعارة هذه الكتب فقط للموظفين وعائلاتهم. ولكن مع ازدياد عدد الكتب، وحتى تعم الفائدة على المجتمع بأسره، فتحت المكتبة أبوابها مؤخرًا للجمهور في أيلول/سبتمبر العام الماضي.
اقرأ/ي أيضًا: دعوة من أجل "ثورة الدراجات" في تونس
يقول ألبر تاسديلين، عمدة بلدة تشانكايا، والذي أشرف بطلب من الحكومة المحلية على افتتاح المكتبة: "بدأنا مناقشة فكرة إنشاء مكتبة باستخدام هذه الكتب. وعندما أيد الجميع هذه الفكرة، تحقق هذا المشروع".
تحتوي المكتبة حاليًا على أكثر من ستة آلاف كتاب، تتنوع بين كتب أدبية وغيرها من الأنواع وصولًا إلى الكتب الخيالية. كما أن هناك أيضًا قسم لكتب الأطفال، يحتوي على كتب مصورة، وقسمًا كاملًا مخصصًا للبحث العلمي. يوجد بالمكتبة أيضًا بعض الكتب باللغة الإنجليزية والفرنسية لزوار المكتبة المتحدثين باللغات الأخرى.
تحتوي المكتبة المكونة من الكتب التي تخلى عنها أصحابها، حاليًا على أكثر من ستة آلاف كتاب وتلقى إقبالًا واسعًا
اُنشئت المكتبة في مقر مصنع سابق للطوب، في المقر الرئيسي لإدارة الصرف الصحي. يحتوي على واجهة من الآجر القديم، وممرات طويلة، ومساحات خالية مناسبة تمامًا لإنشاء مكتبة. ووفقًا لوسائل الإعلام الحكومية، تُعار الكتب لمدة أسبوعين بشكل أساسي، ويمكن تمديد هذه المدة إذا لزم الأمر.
اقرأ/ي أيضًا: "إلهام فلسطين"..محاولات لخلق بيئة تربوية أفضل
يقول تاسديلين: "كان هناك من يتخلص من هذه الكتب في الشوارع، ومن ناحية أخرى، هناك من يبحث عن الكتب ويعطيها قيمتها". يذكر أن عدد الكتب ازداد بشكل كبير جدًا، إذ تُعير المكتبة حاليًا تلك الكتب التي تم "إنقاذها" إلى المدارس بل وحتى إلى السجون.
يقول تاسديلين: إن "معلمي مدارس القرى في جميع أنحاء تركيا، يطلبون هذه الكتب". وقد عينت حكومة المدينة أيضًا موظفًا بدوام كامل لإدارة المكتبة.
وغالبًا ما تمتلئ المكتبة بأطفال موظفي البلدية، وطلاب المدارس القريبة. هناك أيضًا مساحة كبيرة مخصصة للقراءة وللعب الشطرنج، لزوار المكتبة. وتلقى المكتبة شعبية خاصة بين راكبي الدراجات، الذين يركبون دراجاتهم في الوادي المجاور، ثم يتوقفون للقراءة لبعض الوقت، أو تناول قدح من الشاي.
في هذا السياق، صرح سيرهات بايتمور، البالغ من العمر 32 عامًا، والذي يعمل جامعًا للقمامة، لوسائل الإعلام الحكومية: "كنت أتمنى قبل ذلك أن يكون لدي مكتبة في بيتي. أما الآن، فلدينا مكتبة هنا".
اقرأ/ي أيضًا: