06-يوليو-2024
الأمراض الجلدية تنتشر بين أطفال غزة

انتشار الأمراض الجلدية بين أطفال غزة (فرانس برس)

وثّقت منظمة الصحة العالمية إصابة عشرات الآلاف من الفلسطينيين ـ وخاصة الأطفال ـ في غزة  بأمراض جلدية متعددة بسبب انتشار النفايات والحرمان من النظافة. وسلطت وكالة الصحافة الفرنسية الضوء على معاناة هذه الشريحة المنزوية عن الأنظار بفعل أنواع المعاناة الأخرى التي يكابدها الغزيون.

وفي هذا السياق تقول الوكالة الفرنسية "يقضي ابن وفاء علوان لياليه في الحك لتخفيف الطفح الجلدي الذي يعاني منه، مثله في ذلك مثل كثير من الأطفال في مخيم دير البلح للنازحين وسط قطاع غزة، حيث تتكدس مئات العائلات في ظروف غير صحية بالمرة".

ونقلت وكالة فرانس برس عن والدة الطفل الصغير التي نصبت خيمتها بجانب آلاف الخيام الأخرى على قطعة من الرمل قولها بحزن: "ننام على الأرض، ونرى الديدان تخرج من تحت الرمال، ابني لا يستطيع النوم ليلًا بسبب سوء الأحوال".

أكدت منظمة الصحة العالمية في تقريرها الأخير  أنها أحصت 96417 حالة إصابة بالجرب بين سكان غزة، و9274 شخصا مصابين بالجدري المائي وعشرات الآلاف مصابون بأمراض جلدية أخرى

وتفيد معطيات منظمة الصحة العالمية أنه منذ بداية الحرب في قطاع غزة، أصيب أكثر من 150 ألف شخص بأمراض جلدية بسبب سوء الظروف الصحية التي يعيش فيها النازحون الفلسطينيون.

تواصل وفاء علوان متأسفةً، وهي  أم لسبعة أطفال: "لم نعد نحمّم أطفالنا كما اعتدنا من قبل. منتجات النظافة والمطهرات غير متوفرة حتى نتمكن من تنظيف مساحاتنا".

قبل الحرب كان من الشائع أن يرسل الآباء أطفالهم للاغتسال في البحر الأبيض المتوسط، لكن التلوث المتراكم في المياه في الأيام الأخيرة أدى إلى تفاقم الأمراض، فالبحر حسب شهادات للأهالي وبينهم الأم وفاء علوان، أصبح "مجرد مجاري، يتم فيه إلقاء القمامة والحفاضات مباشرة".

وكانت منظمة الصحة العالمية قد أكدت في تقريرها الأخير أنها أحصت 96417 حالة إصابة بالجرب بين سكان غزة، و9274 شخصا مصابين بالجدري المائي (مرض يُسبّب طفحًا جلديا مثيرا للحكة مع بثور صغيرة مملوءة بسائل) و10038 مصابين بالقوباء، وهي عدوى جلدية بكتيرية.

ضعف الجهاز المناعي

من داخل العيادة المؤقتة في مخيم دير البلح، أشار سامي حامد، وهو صيدلي متطوع يبلغ من العمر 43 عاماً، إلى أن "الجرب وجدري الماء هما أكثر الأمراض الجلدية شيوعًا"، مؤكدًا أنه عاين عشرات الحالات لأطفال تنتشر البثور والقشور المميزة لجدري الماء، على أيديهم وأقدامهم وظهورهم وبطونهم. ولعدم وجود علاج في الوقت الحالي، يكتفي بوضع كريم أساسه الكالامين على أجسادهم لتهدئة الحكة.

بدوره أكد منسق منظمة أطباء بلا حدود، محمد أبو مغيصيب، أن الصغار يلعبون في الخارج، ويلمسون أي شيء، ويأكلون أي شيء دون البحث عن غسله، وذلك ما يساعد على انتشار الأمراض، محذرًا من ظهور أمراض جلدية قاتلة مثل مرض الليشمانيا.

وكانت منظمة الصحة العالمية حذرت هي الأخرى "من أن ظروف النظافة السيئة تؤدي إلى انتشار أمراض أخرى في مخيمات النازحين، حيث سجلت 485 ألف حالة إسهال، بما في ذلك أكثر من 113 ألف حالة لدى الأطفال دون سن الخامسة"

الإسهال وسوء التغذية مزيجٌ مميت:

حذرت منظمة الصحة العالمية من أن ظروف النظافة السيئة تؤدي إلى انتشار أمراض أخرى في مخيمات النازحين، حيث سجلت 485 ألف حالة إسهال، بما في ذلك أكثر من 113 ألف حالة لدى الأطفال دون سن الخامسة. وتحذر منظمة الصحة العالمية من أن "الإسهال وسوء التغذية مزيج مميت آخر".

يذكر أن الأمم المتحدة أعلنت يوم الثلاثاء 2 تموز/يوليو أن هناك الآن 1.9 مليون نازح في غزة، من أصل عدد السكان البالغ 2.4 مليون نسمة.