تنناقلت وسائل الإعلام الكويتية اليوم الثلاثاء 15 من شباط \فبراير خبرًا يفيد بأن الشاب حمد عبيد وهو من البدون، قد وضع حدًا لحياته وانتحر بعدما رمى نفسه من الطابق الرابع لأحد المباني في منطقة الأندلس في الكويت.
أعاد انتحار حمد عبيد إلى الأذهان حالات انتحار عديدة في صفوف البدون في السنوات الماضية، وأبرزها كان انتحار الفتى علي خالد الشمري (12 عامًا) قبل سنة تقريبًا
بانتحاره الصادم ينضم عبيد إلى لائحة طويلة من البدون الذي قرروا إنهاء حياتهم في السنوات الأخيرة، بسبب الفقر والعوز وعدم قدرتهم على تحمّل الغبن اللاحق بحقهم بحسب العديد من التقارير الحقوقية، حيث تحرمهم القوانين من الحصول على الجنسية، وتحجب عنهم الكثير من الخدمات والحقوق المدنية والاجتماعية.
انتحار حمد عبيد أشعل وسائل التواصل في الكويت، فصبّ المغردون غضبهم على السلطات الكويتية التي تصرّ على عدم تحريك ملفّ البدون وتغيير أوضاعهم القانونية، وهو ما يدفع البعض منهم في النهاية إلى اليأس والانتحار. وقد انتشر لهذه الغاية بشكل واسع وسم #انتحار_حمد_عبيد واستخدمه الناشطون ورواد مواقع التواصل للتعليق على حادثة انتحار الشاب محمد عبيد، وفي أبرز التعليقات وصفت صفحة " تحرير البدون " انتحار حمد عبيد بالحادثة المأساوية، ورأت أن التعامل بدم بارد من قبل حكومات الكويت المتعاقبة تجاه البدون، وعدم استعدادها لدعمهم، تُظهر الواقع الكئيب الذي يواجهه البدون، مما يترك لهم خيارات محدودة.
وقال الناشط الحقوقي الدكتور فايز الفايز إن حمد عبيد قفز من الطابق الرابع، ما يرفع من معدلات الانتحار في صفوف البدون، بسبب الضغوط المفرطة وحرمانهم من الحقوق الأساسية.
المغردة إيمان جوهر حيات قالت إن هناك من يخرج ليقول أن الانتحار ظاهرة لا تستحق تسليط الضوء عليها، ولا تستحق الالتفات من الحكومة، داعية من خلال الوسم إلى التوقف عن الاستهتار بحياة البدون.
ورأت المغرّدة ملاك من جهتها، أن روحًا جديدة أزهقت في ظل النظام الفاشي بحسب وصفها، الذي يضغط على الشعب ويدفعه إلى القيام بهذه الأمور الفظيعة (الانتحار)، ودعت السلطات إلى إعادة النظر في وضع البدون، واصفة ما يجري بحقهم بالجريمة.
صفحة أخبار الأمة 24 ساعة – كويت، اعتبرت مجازًا أن حمد عبيد لم ينتحر، بل تم إعدامه ودُفع من الدور الرابع بيد كل من ضيّق عليه وعلى أسرته سُبل الحياة.
الحقوقية الكويتية المعروفة هديل بو قريص وصفت انتحار حمد عبيد بأنها جريمة نظام وقانون وجهاز، وبأنها جريمة مع سبق الإصرار والترصد مع السماح للقاتل بالإفلات من العقاب والمحاسبة.
وضمن السياق نفسه رأت المغردة حنان الفلكاوي أن حمد عبيد لم ينتحر، فهو وُلد ميتًا مسلوب الكيان والحقوق، فكيف لميت أن ينتحر؟
وعلى الوسم نفسه، علّق الحقوقي والنقابي عبد العزيز الدمخي : " انتحار يتلوه انتحار .. والحكومه لا تريد حل هذه المأساة الإنسانيه .
البدون يصل من المعاناة التي يعيشها يوميا انه الحياة اصبحت ثقيله عليه والموت راحه. يا رب انا نبرأ إليك من كل مسؤول يضيق عيشتهم ."
البدون في الكويت : المأساة المتواصلة
يبلغ عدد البدون بحسب منظمة هيومن رايتس واتش حوالي مئة ألف نسمة، وهم في الأصل من سكان البادية الكويتية، وقد حرموا من الحصول على الجنسية الكويتية عند استقلال الكويت في العام 1961، وقد أُطلق عليه لقب " البدون " لأنهم بدون جنسيات، وتصفهم الحكومة الكويتية بـ " غير محددي الجنسيات "، وتحرمهم من الحقوق المدنية بالرغم من أنهم يدفعون الضرائب ويؤدون الخدمة العسكرية، وقد ذهبت جميع الوعود التي قدمت لهم بتسوية أوضاعهم عبر الحكومات المتعاقبة أدراج الرياح، بالرغم من الضغوطات الكبيرة التي تمارسها المنظمات وجمعيات حقوق الإنسان ضد السلطات الكويتية لحملها على إنصافهم.
يبلغ عدد البدون بحسب منظمة هيومن رايتس واتش حوالي مئة ألف نسمة، وهم في الأصل من سكان البادية الكويتية، وقد حرموا من الحصول على الجنسية الكويتية عند استقلال الكويت في العام 1961
وقد أعاد انتحار حمد عبيد إلى الأذهان حالات انتحار عديدة في صفوف البدون في السنوات الماضية، وأبرزها كان انتحار الفتى علي خالد الشمري (12 عامًا) قبل سنة تقريبًا عبر شنق نفسه بشريط كهربائي، بسبب المعاناة والاضطهاد الذي عانى منه.
اقرأ/ي أيضًا:
البيت الأبيض: غزو روسيا لأوكرانيا قد يبدأ في أية لحظة
الكويت تفرض شروطًا جديدة على النساء الراغبات بالالتحاق بالجيش