20-سبتمبر-2024
لن تؤيد "غير ملتزم هاريس لكنها لن تنتخب المرشح الثالث (AFP)

(AFP) لفتت "غير ملتزم" إلى تجاهل هاريس لمطالبها

أعلنت حركة "غير ملتزم" في الحزب الديمقراطي، المؤيدة لحقوق الفلسطينيين، عدم تأييدها لنائبة الرئيس ومرشحة الحزب، كامالا هاريس، في الانتخابات الرئاسية التي ستجرى في تشرين الثاني/نوفمبر المقبل، وذلك بعد أن تجاهلت المطالب التي قُدمت إليها، مؤكدةً في الوقت نفسه، معارضتها للتصويت للمرشح الجمهوري، دونالد ترامب، والمرشحين المستقلين، الذين قد يساعدون في انتخابه رئيسًا.

وقالت الحركة، في بيان، نشرته في حسابها على منصة "إكس"، إن "عدم رغبة نائبة الرئيس هاريس في تغيير سياسة إرسال الأسلحة غير المشروطة إلى إسرائيل، أو حتى الإدلاء ببيان واضح من حملتها لدعم احترام قوانين حقوق الإنسان الأميركية والدولية جعل من المستحيل علينا تأييدها".

وأضاف البيان، أن "هاريس تجاهلت الحركة، وأخطأت برفضها حتى تقديم اللفتة الصغيرة المتمثلة في السماح لأميركي من أصل فلسطيني بالتحدث في المؤتمر الوطني للحزب الديمقراطي في شيكاغو، الشهر الماضي".

هاريس تجاهلت الحركة، وأخطأت برفضها حتى تقديم اللفتة الصغيرة المتمثلة في السماح لأميركي من أصل فلسطيني بالتحدث في المؤتمر الوطني للحزب الديمقراطي

ولفتت الحركة إلى أن "حملة هاريس رفضت كذلك، طلبها لعقد لقاء بشأن الانخراط مع الحملة، وتغيير السياسة الأميركية بشأن إسرائيل"، مشيرة إلى أنها "منحتها مهلة حتى 15 أيلول/سبتمبر، للقاء عائلات الأميركيين الفلسطينيين الذين فقدوا أقاربهم بقنابل أميركية في غزة، لمناقشة الأسلحة لإسرائيل، وتأمين وقف دائم لإطلاق النار، لكن الطلب قوبل بالتجاهل".

وتابع بيان الحركة، أن حملة هاريس، "الآن، تتودد لديك تشيني (نائب الرئيس الجمهوري 2001 - 2009)، في حين تتجاهل الأصوات المناهضة للحرب، مما يدفعهم إلى النظر في خيارات أخرى من الأحزاب الثالثة أو عدم المشاركة في هذه الانتخابات المهمة".

في المقابل، شددت حركة "غير ملتزم"، في بيانها، على أن "القضية الأكثر أهمية بالنسبة للناخبين الداعمين لفلسطين هي منع انتخاب ترامب، الذي تتضمن أجندته خططًا لتسريع القتل في غزة مع تكثيف قمع الأصوات المناهضة للحرب".

ودعت الحركة إلى التصويت ضده، وكذلك "تجنب المرشحين من الأحزاب الثالثة الذين قد يعززون فرصه عن غير قصد"، حيث يتفاخر ترامب علنًا بأن هذه الأحزاب ستساعد في إعادة انتخابه رئيسًا للولايات المتحدة الأميركية.

كما أكدت الحركة، على أنها لن تسمح لقوى بدفعها خارج الحزب الديمقراطي، قائلةً: "قد ترغب القوى المؤيدة للحرب مثل (أيباك) في طردنا من الحزب الديمقراطي، لكننا سنظل هنا"، في إشارة إلى لجنة الشؤون العامة الأميركية الإسرائيلية "أيباك".

وفي سياق متصل، أظهر استطلاع للرأي أن الناخبين الأميركيين العرب والمسلمين، يتحولون بأعداد كبيرة من تأييد هاريس إلى دعم مرشحة حزب الخضر، جيل ستاين، التي تدعم قضية فلسطين علنًا واختارت أميركيًا مسلمًا لشغل منصب نائب الرئيس في حال فوزها، بسبب غضبهم من الدعم الأميركي للحرب في غزة. وهو ما قد يحرم المرشحة الديمقراطية من الفوز في ولايات حاسمة ستحدد نتائج الانتخابات الرئاسية، وفق ما نقلته وكالة "رويترز" للأنباء.

وأظهر الاستطلاع، الذي أجراه مجلس العلاقات الأميركية الإسلامية "كير"، أواخر أب/أغسطس الماضي، ونشر هذا الشهر، أن 40 بالمئة من الناخبين العرب والمسلمين في ولاية ميشيغان، وهي مركز الجالية العربية في الولايات المتحدة، أيدوا ستاين، وجاء ثانيًا ترامب، الذي حصل على 18 بالمئة من أصوات المستطلعين، وحلت هاريس في المرتبة الثالثة بحصولها على 12 بالمئة فقط.

كما حصلت ستاين على 44 بالمئة من أصوات المسلمين والعرب في ويسكونسن مقابل 39 بالمئة لهاريس و8 بالمئة لترامب، وفي أريزونا أيضًا حصلت مرشحة حزب الخضر على 35 بالمئة من أصوات المسلمين مقابل 29 بالمئة لهاريس، و15 بالمئة لترامب.

وبشكل عام، أظهر الاستطلاع الذي شمل 1155 ناخبًا عربيًا ومسلمًا في كامل الولايات المتحدة وأجري عبر الرسائل النصية، أن هاريس متقدمة بحصولها على 29.4 بالمئة، فيما حصل ترامب على 11.2 بالمئة، لكن فضل 34 بالمئة من العرب والمسلمين التصويت للمرشح الثالث، وحصلت ستاين على 29.1 بالمئة.

ستاين
مرشحة حزب الخضر، جيل ستاين، تتصدّر الغلاف الرئيسي لصحيفة "ذا أراب أميركان" (رويترز)

يشار إلى أن حزب الخضر، متواجد على قوائم التصويت في أغلب الولايات الأميركية، بما في ذلك جميع الولايات الحاسمة، ما عدا ولايتي جورجيا ونيفادا حيث يخوض الحزب معركة قضائية من أجل إدراجه على قوائم التصويت.

وفي انتخابات عام 2016، حصلت ستاين، على ما يزيد قليلًا عن 1 بالمئة فقط من الأصوات، لكن بعض الديمقراطيين ألقوا باللائمة عليها وعلى حزب الخضر في انتزاع الأصوات من مرشحة الحزب الديمقراطي، هيلاري كلينتون، وهو ما صب في صالح ترامب، الذي فاز بالانتخابات وقتها.

وتعليقًا على هذه الأرقام، قال النائب الديمقراطي عن ولاية ميشيغان، دان كيلدي، إنه "يشعر بالقلق إزاء تأثير حرب غزة على الانتخابات الرئاسية"، وأضاف أن "هذا الأمر لا يقتصر على الأميركيين المسلمين والعرب بل إن هناك مجموعة أوسع نطاقًا من الناخبين الأصغر سنًا وغيرهم يشعرون بالغضب"، مشددًا على أنه "لا يمكن التراجع"، ومشيرًا إلى أن "هاريس لا يزال لديها الفرصة والمهلة لتغيير المسار، لكن الوقت ينفد".

 بدوره، قال المستشار السياسي في الحزب الديمقراطي، كريس لابيتينا، إن "أصوات المسلمين في الولايات المتحدة ليست كبيرة لكنها مهمة، ومع ذلك لا يتم التركيز عليها بشكل كبير في وسائل الإعلام".

كما ألقى زعماء الجالية العربية والإسلامية في ميشيغان، باللوم على مسؤولي حملة هاريس، الذين رفضوا خلال اجتماعات مغلقة في ميشيغان وأماكن أخرى النداءات بوقف إرسال الأسلحة الأميركية إلى إسرائيل أو الحد منها.

وقالت مؤسسة غرفة التجارة الأميركية في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، ومقرها في ميشيغان، فاي نمر، إن "التنظيم المجتمعي والمشاركة المدنية والتعبئة على مدى عقود لم تسفر عن أي فائدة"، وأضافت لـ"رويترز "، نحن جزء من نسيج هذا البلد، لكن مخاوفنا لا تؤخذ في الاعتبار".

يذكر أن الرئيس الحالي، جو بايدن، أيده في انتخابات عام 2020 ما بين 64 إلى 84 بالمئة من العرب والمسلمين، لكن هذا الدعم للحزب الديمقراطي انخفض بشكل حاد منذ بدء العدوان الإسرائيلي المستمر على قطاع غزة منذ 11 شهرًا، بسبب انحياز الإدارة الأميركية الكامل للعدوان.