من بين الآلاف من المندوبين المتوقع حضورهم للمؤتمر الوطني للحزب الديمقراطي، الذي سينعقد الإثنين القادم، في مدينة شيكاغو، سيتواجد 36 مندوبًا فقط من حملة "غير ملتزم"، التي لفتت الأنظار إليها من خلال التصويت الاحتجاجي ضد الرئيس جو بايدن خلال الانتخابات التمهيدية للحزب، بسبب موقفه المنحاز إلى جانب إسرائيل في حربها على غزة.
تشير وكالة "أسوشيتد برس"، إلى أن الغضب من دعم الولايات المتحدة للعدوان الإسرائيلي على غزة، سيظهر "صورًا غير مرحب بها" لمنظمي المؤتمر، حيث ستقام احتجاجات واسعة في شيكاغو، والتي دعت إليها منظمات وهيئات داعمة لفلسطين، بالتزامن مع قبول المؤتمر ترشيح كامالا هاريس، الخميس القادم، لخوض السباق الرئاسي.
وقضى كبار قادة في الحزب الديمقراطي، الأسابيع الأخيرة، وهم في اجتماعات مع أعضاء في حملة "غير ملتزم" وحلفائهم، بما في ذلك الاجتماع، الذي لم يتم الإبلاغ عنه سابقًا، بين هاريس وعمدة ديربورن في ولاية ميشيغان، في محاولة للرد على الانتقادات في الولايات المتأرجحة الرئيسية، مثل ميشيغان، التي تضم عددًا كبيرًا من السكان ذوي الأصول العربية والمسلمة.
الغضب من دعم الولايات المتحدة للعدوان الإسرائيلي على غزة، سيظهر "صورًا غير مرحب بها" لمنظمي المؤتمر، حيث ستقام احتجاجات واسعة في شيكاغو، والتي دعت إليها منظمات وهيئات داعمة لفلسطين
ويبدو أن تحرك هاريس، يتمحور في مهمة لإقناع الناخبين العرب الأميركيين في ميشيغان، وهي ولاية يعتقد الديمقراطيون أنهم لن يتحملوا خسارتها في الانتخابات التي ستجري في تشرين الثاني/نوفمبر القادم.
وأعرب قادة حملة "غير ملتزم" عن استعدادهم لسماع ما يمكن تقديمه، وقد جرت بالفعل محادثات أولية بين فريق هاريس وقادة الحركة الاحتجاجية.
وقالت ريما محمد، وهي واحدة من مندوبي ولاية ميشيغان وتنتمي لحركة "غير ملتزم"، إنها "ترى المؤتمر فرصة لمشاركة مخاوف حملتهم مع قيادة الحزب"، وأضافت: "المظاهرات خارج قاعات المؤتمر ستكون فرصة لمشاركة إحباطاتهم مع الحزب".
تشير الوكالة الأميركية، إلى أنه لا تزال هناك أسئلة حول ما تملكه حملة "غير ملتزم" من نفوذ حاليًا، بعد أن تنحى بايدن عن السباق الرئاسي وأخذت هاريس مكانه.
فقد كان لافتًا الزيادة الكبيرة لتأييد حملة هاريس في صفوف الديمقراطيين، لكن هاريس وفريقها ما زالوا يجعلون التواصل مع الأميركيين من أصول عربية أولوية.
وخلال الزيارة التي قادتها إلى ولاية ميشيغان، الأسبوع الماضي، التقت هاريس بعمدة ديربورن، عبد الله حمود البالغ من العمر 34 عامًا، وهي ضاحية من ضواحي ديترويت، وتعد أكبر مدينة في الولايات المتحدة يسكنها أميركيون من أصول عربية.
تم الكشف عن الاجتماع من قبل شخص غير مخول بمناقشة اللقاء علنًا، وتحدث بشرط عدم الكشف عن هويته.
ولم يقدم الشخص المطلع على الاجتماع تفاصيل محددة لما جرى، لكنه قال: إن "التركيز كان على سياسة هاريس المحتملة، إذا تم انتخابها، بشأن الصراع في الشرق الأوسط"، لكن حمود رفض التعليق.
من جهتها، قالت حملة كامالا هاريس في بيان: إن "نائبة الرئيس هاريس تدعم الصفقات المطروحة حاليًا على الطاولة من أجل وقف دائم لإطلاق النار في غزة والإفراج عن الرهائن"، وأضافت: إن " هاريس ستستمر في الاجتماع مع قادة من المجتمعات الفلسطينية والمسلمة والإسرائيلية واليهودية، كما فعلت طوال شغلها منصب نائب الرئيس."
هذا، وعقدت مديرة الحملة، جولي تشافيز رودريغيز، الخميس الماضي، اجتماعات منفصلة مع قادة في المجتمع العربي الأميركي وحملة "غير ملتزم" في مترو ديترويت.
وقال الناشر ورئيس تحرير "صدى الوطن"، العربي الأميركي أسامة سيبلاني، الذي التقى برودريغيز: إنهم "يستمعون ونحن نتحدث"، وأضاف: "لكن لا يمكن الحصول على أصوات في المجتمع العربي دون بيانات عامة من هاريس. إنها لن تحتاج إلينا، يمكنها الفوز بالأصوات من خلال القول وفعل الشيء الصحيح."
ووفقًا لسيبلاني، أكدت رودريغيز أن "القتل يجب أن يتوقف" في غزة. ورد سيبلاني على ذلك، بالقول: "هذه مواقف تحت الضغط، لا توجد خطة".
فيما طلب قادة من حملة "غير ملتزم"، أن يتحدث طبيب عمل في غزة بالمؤتمر. إلى جانب ذلك طالب أحد مؤسسي الحملة، عباس علوية، وهو من ديربورن بميشيغان، عقد اجتماع مع هاريس "لمناقشة تحديث للمواقف السياسية المتعلقة بغزة، على أمل الوصول إلى قرار بوقف تدفق الأسلحة والقنابل، الغير مشروط، إلى إسرائيل".
وقبل التجمع الذي شاركت فيه هاريس خارج ديترويت، الأسبوع الماضي، التقى علوية وليلى العبد مديرة حملة "غير ملتزم" في ميشيغان، لفترة وجيزة، مع نائبة الرئيس.
وطلبوا بعقد اجتماع رسمي مع هاريس، وحثوها على دعم الحظر المفروض على نقل شحنات الأسلحة إلى إسرائيل. وبحسب تصريحاتهم، فقد بدا أن هاريس منفتحة على فكرة الاجتماع.
وبعد فترة وجيزة من الإعلان عن خبر الاجتماع، أكد مستشار الأمن القومي لنائبة الرئيس كامالا هاريس، فيل جوردون، من جديد أن هاريس لا تؤيد حظر الأسلحة.
وذكر علوية، الأربعاء الماضي، أن الحملة لم تتلق أي رد آخر من فريق هاريس فيما يتعلق بطلبهم بعقد اللقاء. وقال: "آمل ألا تفوت فرصة توحيد الحزب".
بالمقابل، في مكان آخر من مترو ديترويت، تواصل مبعوث ترامب للناخبين العرب، مسعد بولس، وهو صهره، مع المحيط العربي في المدينة، وعقد اجتماعات مع مختلف قادة المجتمع.
وتشير "أسوشيتد برس"، إلى أن لقاءات بولس مع المجتمع العربي في ميشيغان، الأسبوع الماضي، جرت برفقة رئيس منظمة "عرب أميركيون من أجل ترامب" بشارة بحبح.
طلب قادة من حملة "غير ملتزم"، أن يتحدث طبيب عمل في غزة بالمؤتمر. إلى جانب ذلك طالب أحد مؤسسي الحملة، عباس علوية، وهو من ديربورن بميشيغان، عقد اجتماع مع هاريس "لمناقشة تحديث للمواقف السياسية المتعلقة بغزة
ووفقا لبحبح، سلطت الزيارة الضوء على الأوضاع بغزة في ظل إدارة بايدن، ووعد فريق ترامب بإعطاء المجتمع العربي مقعدًا إذا فاز.
وقال بحبج: "لقد أخبرتنا دائرة ترامب، التي ليست جزءًا من حملتها، أنه مقابل أصواتنا، سيكون هناك مقعد على الطاولة، وصوت يسمع".
لكن العديد من العرب الأميركيين مستاءين من فترة حكم ترامب، حين قام بحظر الهجرة من عدد من البلدان ذات الأغلبية المسلمة.
وخلال تجمع جرى الأسبوع الماضي، وجه ترامب انتقادات لبايدن لعدم كونه "مؤيدًا قويًا" لإسرائيل. ووصف ترامب أمام جمهور من المؤيدين اليهود، المشاركين في المظاهرات المتوقع حدوثها في شيكاغو، بأنهم "معادين للسامية"، واستشهد بمصطلح عربي، وقال: "لن يكون هناك جهاد قادم إلى أميركا في عهد ترامب".
لكن بحبح يعترف بأن استراتيجيته وبولوس، لا تهدف بالضرورة إلى تحويل الناخبين لدعم ترامب، ولكن لمنعهم من التصويت لصالح هاريس، قائلًا: إن "لم نتمكن من إقناع الناس بالتصويت لترامب، فإن جلوسهم في المنزل أفضل".