أعلنت وزارة الصحة المصرية، بعد ظهر الجمعة 26 آذار/مارس 2021، مقتل 32 شخصًا وإصابة 165 آخرين نتيجة حادث تصادم قطارين في محافظة سوهاج في صعيد مصر. بينما قالت هيئة السكك الحديدية إن "مجهولين" استخدموا مكابح الطوارئ التي تسببت في توقف أحد القطارين واصطدام الآخر به من الخلف، وأِشارت الهيئة إلى أنه نتج عن الحادث خروج 3 عربات عن قضبان السكة الحديدية.
بعد كل حادثة تصادم قطارات في مصر، وهي كثيرة الحدوث، تشير التصريحات الرسمية إلى الإهمال والتقادم كأسباب أساسية للحوادث، لكن دون أن يتبع ذلك إجراءات تحديث أو محاسبة حقيقية
كما قالت وزيرة الصحة المصرية هالة زايد أن "العشرات من القتلى والجرحى تم نقلهم إلى المستشفيات المحلية"، بينما أمرت النيابة العامة المصرية بفتح تحقيق في الحادث. وقال رئيس الوزراء المصري مصطفى مدبولي بعد توجهه إلى موقع الحادث برفقة النائب العام وعدد من الوزراء "شبكة السكك الحديدية شهدت عقودًا من الإهمال وعدم التطوير أو الصيانة بدرجة بالغة الخطورة وهي بحاجة ماسة إلى التحديث"، وأضاف مدبولي "لدينا آلاف الكيلومترات من خطوط السكك الحديدية وأنظمة التحكم والإدارة التي تعتمد على العمالة اليدوية والعربات القديمة جدًا التي تجاوزت فترة خدمتها بسنوات عديدة"، بحسب ما نقله تقرير لوكالة رويترز.
اقرأ/ي أيضًا: إعلام السيسي يحاول "تعويم" أزمة قناة السويس
هذا وتملك مصر واحدة من أقدم وأكبر شبكات السكك الحديدية في المنطقة، وتشيع فيها الحوادث التي تؤدي عادة إلى وقوع إصابات متعددة. ولطالما اشتكى المصريون من فشل الحكومات المتعاقبة في تجاوز هذه المشكلات، التي تؤدي إلى كوارث متعاقبة من فترة إلى أخرى. إذ ذكرت إحصائية رسمية مصرية عام 2017، أن عدد حوادث القطارات بلغ 12.236 بين عامي 2006 و2016. وفي أسوأ حوادث القطارات التي حصلت في مصر، اصطدم في عام 1995 قطار على سرعة عالية بمؤخرة قطار ثابت، ما أسفر عن مقتل 75 شخصا وإصابة 76 آخرين. وحملت المسؤولية آنذاك لسائق القطار المتحرك، وأظهرت التحقيقات أنه تجاوز السرعة المسموح بها. ومع وجود ضباب كثيف، لم يتمكن من اتخاذ التدابير اللازمة لتفادي الاصطدام، بحسب تقرير لهيئة الإذاعة البريطانية بي بي سي. وفي عام عام 1998 توفى 50 شخصًا وأصيب 80 أخرين جراء اصطدام قطار بحائط إسمنتي بعد خروجه عن القضبان بمحافظة البحيرة.
أما حادثة "قطار الصعيد"، التي تعتبر من أكثر حوادث القطارات في مصر دموية، فوقعت عام 2002 حين وقع حريق في 7 عربات في قطار مزدحم بالركاب مما أسفر عن مقتل ما لا يقل عن 360 شخصًا. وفي عام 2006 أدى تصادم قطارين إلى وقوع 80 وفاة. كما في وقت حادث في سنة 2007 أدى إلى مقتل 58 شخصًا وإصابة 140، تبعه حادث آخر في سنة 2009 أوقع 18 وفاة وعشرات الإصابات. وفي عام 2012 وقع 4 قتلى نتيجة تصادم قطارين، وفي ذات العام قتل 44 تلميذًا بعد اصطدام قطار بحافلة مدرسية في محافظة أسيوط.
وفي عام 2013 أدى حادث تصادم مع قطار تجنيد في منطقة البدرشين لوفاة 17 مجندًا وجرح أكثر من 100، وفي ذات العام تصادم قطار مع سيارتين أدى لوفاة 27 شخصًا وجرح 30 شخص. كما في عام 2017 تصادم قطارين في منطقة بورسعيد أودى بحياة 41 شخصًا وإصابة 132 آخرين. وفي العام التالي، أي 2018 وقع حادث في محافظة البحيرة أدى إلى 12 وفاة.
أما في عام 2019 فشهدت محطة رمسيس للقطارات في القاهرة حادثًا مروعًا، حين صدم قطار مسرع حائطًا عند طرف رصيف المحطة مما تسبب بانفجار واندلاع حريق ضخم أدى إلى مصرع 22 شخصًا. وتسبب هذا الحادث في استقالة وزير النقل في حينها هشام عرفات. كما وقعت في ذات العام حادثة مقتل الشاب محمد عيد بعد سقوطه من القطار، في ظل غياب معطيات كافية حول الحادثة التي اكتنفها الغموض، وأثارت الرأي العام وقتها، خاصة بعد تعليق للرئيس المصري عبد الفتاح السيسي قال فيه أثناء تصريح في مؤتمر الشباب ما مفاده "اللي معوش ميلزموش"، وقال "انت غلبان مش قادر، وأنا كمان غلبان مش قادر". وكذلك خرج وزير النقل في حينها ليحذر محصلي التذاكر من "التزويغ" بسعر التذكرة : "لو سمحت للركاب في ركوب القطار دون تذكرة، فأنا سأضطر إلى إقالتك من عملك".
أما بخصوص الحادثة الأخيرة في سوهاج فقد انتشر وسم #قطار_سوهاج على تويتر بشكل واسع، وغرد حسام فوزي جبر بالقول "حوادث القطارات في مصر قديمة بقدم حكم العسكر الذي لا يعطي أي اهتمام للشعب وكأن الشعب مكتوب عليه أن يعيش الموت في كل أحيانه في ظل حكمه. مصير الصعيد كمصير #سيناء رحم الله أهلنا وإخواننا في حادث القطار وربط على قلوب ذويهم". فيما غرد آخر بالقول "قطار سوهاج فساد العسكر. ماشفناش غير فساد في فساد".
وبحسب موقع غيرليث أسوشييتس فإن أهم 10 أسباب لحوادث القطارات حول العالم تتمثل في الإهمال والأخطاء البشرية والمشاة و السائقون المتهورون والأعطال الميكانيكية والسرعة الزائدة والمسارات الخاطئة والانحرافات ومعابر السكك الحديدية غير المحمية والسيارات المعترضة للسكك والانتحار.
اقرأ/ي أيضًا:
نقص المساعدات الإنسانية يضع اللاجئين من إقليم تيغراي تحت تهديد الجوع
الصين تصعد ضد الشركات العالمية التي تضامنت مع عمال القطن من أقلية الإيغور