يقول الخبر إن شركة هواوي الصينية وقّعت اتفاقية مع شركة MTS للاتصالات الروسية، لتطوير تكنولوجيا 5G في روسيا. وستعمل هواوي وفقًا للاتفاقية على تطوير شبكات الجيل الخامس خلال العام المقبل 2020.
بعد فرض عقوبات أمريكية عليها، وقت شركة هواوي اتفاقية مع شركة الاتصالات الروسية لتطوير تكنولوجيا شبكات الجيل الخامس
دفع الصفقة الرئيس الصيني بنفسه، في زيارة لروسيا تستغرق ثلاثة أيام، بدأت أول أمس، السادس من حزيران/يونيو الجاري، فيما اعتُبر ردًا صينيًا على العقوبات المفروضة على عملاق الاتصالات الصيني، هواوي.
اقرأ/ي أيضًا: إلى أين ستنتهي "حرب الجمارك" بين ترامب والصين؟
وفي وقت سابق، أعلنت الولايات المتحدة بقيادة ترامب أن شركة هواوي، التي تعتبر ثاني أكبر شركة هواتف محمولة في العالم بعد سامسونج، "تشكل خطرًا على الأمن القومي الأمريكي"، بما يدفع لفرض عقوبات عليها، شاركت فيها دول حليفة للولايات المتحدة.
هواوي.. أحد وجوه الحرب بين الصين وأمريكا
كان لقرار ترامب أبعاد أكثر عمقًا على مستوى السوق التكنولوجية في العالم، ويتمظهر ذلك في نظام أندرويد الذي طورته شركة جوجل، إذ لا تشكل مبيعات جوجل نفسها من هذا النظام سوى 0.3% من إجمالي مبيعاته في العالم، ما يكشف عن أن شركات أخرى أكثر ثقلًا في عالم الهواتف المحمولة، لها دور أكبر في نجاح وانتشار نظام التشغيل أندرويد، وعلى رأس هذه الشركات، تأتي الشركات الصينية، وعلى رأسها بلا منازع شركة هواوي.
غير أن ما حدث هو أن شركة جوجل، وتفاديًا لاحتمالية فرض عقوبات عليها، دخلت في القرار الأمريكي بفرض العقوبات على هواوي، بأن حظرت استخدام نظام أندرويد على هواتف هواوي الجديدة.
بدورها قالت شركة هواوي إنها كانت قد تجهزت لمثل هذه الضربة بشكل استبقاي، بتطويرها نظام تشغيل خاص. كما أن هواوي تعتمد بدرجة كبيرة على السوق الصينية الضخمة، وبالاتفاق المبرم مؤخرًا مع روسيا، فإنها تسير قدمًا في الرد على القرار الأمريكي، كما وعدت بكين سابقًا.
ومن شأن خطوة الاتفاق بين الصين وروسيا على تطوير هواوي لشبكات الجيل الخامس، أن يُفضل روسيا في هذا المضمار على الولايات المتحدة، التي من المرجح أن يواجه تطوير شبكات الاتصال لديها عقبات حقيقية، كون هواوي رائدة في هذا المجال.
ويرى بعض المحللين أن قضية شركة هواوي تمثل وجهًا من وجوه الحرب التجارية بين الصين والولايات المتحدة، حيث قال جاري هوفباور، الخبير التجاري بمعهد بيترسون للاقتصاد الدولي، إن "الأمر برمته يدخل في إطار تصعيد للحرب التجارية".
الحرب التجارية
في وقت سابق كانت الصين قد حذرت من استخدام بطاقات أخرى للعب مع الولايات المتحدة في حربها التجارية، خاصة وأن الولايات المتحد تعتمد على الصين بشكل كبير في إمدادها بالتقنيات العالية من الأقمار الصناعية إلى بطاريات السيارات الكهربائية.
كما يمكن للصين أن تفرض حوالي 10 مليارات دولار كتعريفة على البضائع الأمريكية التي لا تحمل حتى الآن أي تعريفات، بل تستطيع الصين رفع الرسوم الجمركية بنسبة 25%على بعض السلع الأمريكية مثل فول الصويا، الذي تعد الصين أكبر مشتر له من الولايات المتحدة، في حين أن البرازيل خيار متوفر أمام الصين، الأمر الذي يهدد بالفعل المزارعين الأمريكيين.
وعلى ما يبدو بدأت الصين فعلًا باتخاذ خطوات هجومية في الحرب التجارية التي بدأتها الولايات المتحدة، فوفقًا لوكالة رويترز للأنباء، أعلنت وزارة التجارة الصينية عن أنها ستضع قائمة بالشركات والمنظمات والأفراد الأجانب الذين تعتبرهم "غير موثوقين" لإلحاقهم الضرر بشركات صينية.
وقال المتحدث باسم الوزارة إن "قائمة الكيانات غير الموثوق بها سوف تتضمن تلك التي تنتهك قواعد السوق وروح العقود، وتمنع الإمدادات للشركات الصينية لأسباب غير تجارية، وتضر بشكل خطير بالحقوق والمصالح المشروعة الخاصة بالشركات الصينية".
وفي حال استمر التصعيد المتبادل، وأقدمت الصين على هذه الخطوة، فإن بعضًا من أكبر الشركات الأمريكية ستتضرر بشكل كبير، فعلى سبيل المثال إذا حظرت الصين منتجات شركة أبل، فستنخفض أرباح الشركة بنسبة الثلث تقريبًا.
وستتجاوز المخاطر المحتملة شركات التكنولوجيا إلى غيرها، في حال أقدمت الصين على خطوات إجرائية مماثلة بحق الشركات الأمريكية، فقد تواجه بعض أكبر البنوك وسلاسل المطاعم والمقاهي الأمريكي، وحتى شركات البريد السريع، جحيم الانهيار الاقتصادي إذا حظرت الحكومة الصينية أعمالها في البلاد، أو حتى رفعت الرسوم الجمركية.
بالتصعيد الذي بدأه ترامب مع الصين، يدخل بالعالم إلى حرب باردة جديدة، قطباها أكبر قوتين اقتصاديتين في العالم
إذًا، بالتصعيد الذي بدأه ترامب مع الصين، يدخل بالعالم إلى حرب باردة جديدة، قطباها أكبر قوتين اقتصاديتين في العالم، وعلى ما يبدو قد بدأ الصف العالمي في التمايز بينهما، ما بين حلفاء الولايات المتحدة الذين شاركوا في فرض العقوبات على هواوي، وروسيا التي أبرمت اتفاقًا مع نفس الشركة لتطوير أحدث ما توصل إليه العالم في تكنولوجيا شبكات الاتصال حتى الآن.
اقرأ/ي أيضًا:
أمريكا "الحمائية" ونسخة الصين من الأسواق المفتوحة.. العولمة إذ ترتبك
العولمة تتجه شرقًا.. "أمريكا أولًا" تفتح الطريق أمام "تنين" الصين