25-أغسطس-2021

صورة تعبيرية (Getty)

ألترا صوت - فريق التحرير

دفعت الأزمات المتداخلة الصومال إلى أعتاب كارثة إنسانية، حيث يواجه 1 من كل 4 أشخاص في الصومال حالة من انعدام الأمن الغذائي وسوء التغذية، لدى الأطفال خصوصًا، في الوقت الذي يعيش فيه أكثر من 800 ألف نازح داخل البلاد في العاصمة مقديشو ضمن تجمعات غير رسمية مع وصول محدود إلى الغذاء والمياه والرعاية الصحية. ونتيجة لتضافر هذه العوامل السلبية بدأت التحذيرات تتصاعد من قبل المنظمات الإنسانية من أجل تدارك المجاعة وإيجاد حل للجوع المتزايد الذي يعاني منه الصوماليون قبل احتدام الكارثة الإنسانية، بحسب تحذيرات الصليب الأحمر والهلال الأحمر الدولي.

تسببت الظروف المناخية بزيادة حدة أزمة المياه والغذاء في الصومال بالترافق مع تداعيات انتشار فيروس كورونا، ما دفع إلى إطلاق تحذيرات أممية بخصوص ضرورة توفير التمويل الإغاثي العاجل

أما العامل الثاني المؤثر، وفق التحذيرات، فيندرج ضمن تداعيات التغير المناخي التي بدأت ترخي بظلالها على النسيج الاجتماعي الصومالي، فالتقلبات المناخية مثل الجفاف والفيضانات الموسمية وعدم هطول الأمطار الذي طال أمده أدى إلى تقلص الموارد المائية ونقص الأراضي الخصبة وموت المحاصيل الزراعية، وأدى إلى تأجيج التوترات بين العشائر وخلق نزوح واسع النطاق في جميع أنحاء الصومال بعد أن فاقم التغير المناخي النزاعات القائمة وساهم في نشوب نزاعات جديدة، وتضرر سبل العيش وعدم الاستقرار السياسي. خاصة أن الصومال عرضة لظروف مناخية قاسية، بما في ذلك دورات الجفاف المتكررة والفيضانات الموسمية والأعاصير المدارية، ومع تأثيرات حادة للجراد الصحراوي. كما يعاني الناس من ندرة المياه النظيفة الصالحة للشرب. فحوالي 70% من سكان البلد يعيشون في فقر، ويقدر أن 40% يعيشون في فقر مدقع، وحوالي 3 مليون من المواطنين مشردون بحسب المفوضية الأوروبية. ويضاف إلى العوامل المذكورة فيروس كورونا الذي رفع مستوى التحدي المعيشي في الصومال، بحسب ما أشار تقرير لمنظمة العفو الدولية.

اقرأ/ي أيضًا: موجة كورونا رابعة في مصر وانتقادات عبر السوشيال ميديا لإجراءات الحكومة

وبحسب تقرير نشرته صحيفة الغارديان البريطانية، قالت المواطنة الصومالية، فادومو علي محمد، معلقة على الأوضاع "اندلع القتال بين عشيرتين، ولم نتمكن من التحرك في أي مكان لمدة يومين"، وأضافت "مات ابن عمي وعمتي برصاص الميليشيات المتحاربة التي عمدت إلى إغلاق آبار المياه، فيما لم يجرؤ أحد على الاقتراب منهم، لذلك قررت الهروب مع أطفالي التسعة"، وأشارت إلى أنها سارت على الأقدام مع عائلتها مسافة 30 كيلومترًا حتى وصلت إلى العاصمة مقديشو.

وتابعت فادومو شهادتها عن ما يجري قائلة "لقد سرنا طريقنا عبر مشاهد من الرعب المؤلمة التي حولت حينا إلى قرية أشباح. لقد كان كابوسًا أكره أن أتذكره: حرق المنازل والناس الذين لا حول لهم ولا قوة يموتون على الطريق. لقد استمرت العشائر في التناحر لفترة طويلة، لكن الوضع ازداد سوءًا في الآونة الأخيرة". وتعيش فادومو اليوم مع أطفالها في ملجأ مؤقت صغير، وتتمكن من تناول الطعام مرة واحدة فقط في اليوم. وفي هذا الصدد علقت "اعتدنا كسب لقمة العيش من خلال غسل الملابس لبعض الناس في المدينة، ولكن عندما بدأت الموجة الثانية من فيروس كورونا، أغلق الجميع أبوابهم، وبذلك أصبحت الحياة صعبة للغاية، فليس لدينا أي شيء نأكله".

من جهته، صرح المدير الإقليمي لأفريقيا في الاتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر، محمد مخير، بأن "الصومال هي واحدة من أكثر الأماكن خطورة على وجه الأرض للعيش فيها الأن"، وأضاف بالقول "البلد عبارة عن كتالوج من الكوارث". وأشار إلى أنه "لا يمكننا الاستمرار في الحديث عن هذا الأمر، بل يجب أن نعمل للحد من هذه المعاناة فورًا"، بحسب تقرير صحيفة الغارديان البريطانية.

هذا وكانت الأمم المتحدة قد أعربت  في حزيران/يونيو 2021 أن الصومال يواجه أسوأ نقص في التمويل للمشاريع الإغاثية منذ 6 أعوام. وأطلقت الأمم المتحدة نداءًا عاجلًا بهذا الخصوص، فيما أفاد الاتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر إنه يسعى لجمع 7 ملايين جنيه إسترليني لدعم جمعية الهلال الأحمر الصومالي لتقديم المساعدة الإنسانية للأشخاص في الصومال وبونتلاند خلال الأشهر الـ18 المقبلة. وحذر من أن جائحة كوفيد-19 من المرجح أن تؤدي إلى تدهور التغذية بين الفئات الضعيفة، بما في ذلك الأسر الفقيرة في المناطق الحضرية والنازحين الذين يعيشون في ظروف مزدحمة وغير صحية.

ووفقًا للبنك الدولي، اضطرب الاقتصاد الصومالي دون أن يتمكن من التعافي من تداعيات الصراعات العسكرية السابقة، وأضيف إلى ذلك  انتشار فيروس كورونا في البلاد، ما أدى إلى انكماش الاقتصاد بنسبة 1.5% في عام 2020. وقد تأثر بشكل خاص قطاع الثروة الحيوانية بعد توقف حركة الصادرات بين العديد من الدول ومنها صادرات الماشية من الصومال، حيث يشكل هذا القطاع ما لا يقل عن 40% من الناتج المحلي الإجمالي للبلاد.

 

اقرأ/ي أيضًا: 

مملكة ليسوتو في جنوب أفريقيا.. وجهة للتزلج على الثلوج رغم الجائحة

جدار حدودي وإجراءات يونانية مشددة بخصوص الهجرة بعد التطورات في أفغانستان