ألترا صوت - فريق التحرير
أفادت وكالة رويترز أن الحكومة الأمريكية تتخذ خطوات جديدة لتسريع الإفراج عن الأطفال المهاجرين الذين دخلوا البلاد بطريقة غير نظامية وغير مصحوبين بأولياء أمورهم. إذ تكافح السلطات الأمريكية هذه الظاهرة في ظل تزايد أعداد المهاجرين القاصرين الذين يدخلون إلى الولايات المتحدة الأمريكية من الحدود مع المكسيك.
استخدمت إدارة الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب إجراءات الوقاية من فيروس كورونا والقواعد الطارئة لمواجهة الجائحة من أجل طرد آلاف المهاجرين
في شهر كانون الثاني/يناير 2021 قبضت دورية حرس حدود أمريكية على 7300 طفل من غير المصحوبين بذويهم وهم يحاولون عبور الحدود بطريقة غير قانونية. ويعتبر هذا الرقم، بحسب ما أوضحت وكالة رويترز، الأعلى الذي يسجل في شهر واحد منذ عقود من الزمن. وبالمقارنة فقد بلغ عدد القاصرين المقبوض عليهم في آخر شهر من العام الماضي 2020 ما يقارب 3800، مما يدل على الارتفاع المتزايد في أعداد المهاجرين فاق 4500 مهاجر قاصر في شهر واحد فقط.
اقرأ/ي أيضًا: هل يعيد التوجه الأوروبي لاعتماد "جواز سفر" لقاحات كورونا الحياة إلى طبيعتها؟
وكانت إدارة الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب قد طردت نحو 8800 طفل مهاجر لم يكن معهم أحد من ذويهم بعد ضبطهم على الحدود الأمريكية المكسيكية في آذار /مارس 2020 بموجب قواعد تهدف إلى الحد من انتشار فيروس كورونا في الولايات المتحدة. وطبقت الإدارة في حينها قوانين حدودية ألغت إجراءات استمرت عقودًا بموجب قوانين تهدف إلى حماية الأطفال من الاتجار بالبشر ومنحهم فرصة لتقديم طلب اللجوء لإحدى محاكم الهجرة في الولايات المتحدة. وبلغ مجمل من طردوا منذ بدء جائحة كوفيد - 19 أكثر من 159 ألف شخص بعد أن نفذت المراكز الأمريكية لمكافحة الأمراض والوقاية سياسة أنهت اللجوء فعليًا من أجل منع انتشار الفيروس التاجي بحسب تقرير نشرته إذاعة صوت ألمانيا- دويتشه فيله.
وقالت الإدارة الأمريكية في حينها إن هذه القواعد الطارئة تهدف إلى تفادي تفشي فيروس كورونا داخل منشآت إيواء المهاجرين وبين سكان الولايات المتحدة، بحسب تقرير لوكالة رويترز نشر في آذار /مارس من العام الماضي. وتجدر الإشارة إلى أن إدارة ترامب عرفت بالمواقف المتشددة تجاه الهجرة إجمالًا، وبشكل خاص الهجرة غير النظامية، مما جوبه برفع دعاوى قضائية من قبل الاتحاد الأمريكي للحريات المدنية ضد إدارة الرئيس ترامب.
بموجب القوانين الأمريكية، والتي قام جو بايدن بتعديلها، فهؤلاء الأطفال أصبحوا الآن تحت وصاية الجمارك وحرس الحدود الأمريكي لفترة وجيزة، ومن ثم يتم نقلهم إلى ملاجئ حكومية، وبعدها يمكن لذويهم أو للمسؤولين عنهم استلامهم. ويمكن للأطفال من هناك متابعة طلباتهم للحصول على اللجوء أو طلب الحماية من محكمة الهجرة بمساعدة المحامين أو من يقوم بكفالتهم.
اقرأ/ي أيضًا: تباينات عرقية وتجاوزات لمعايير توزيع اللقاحات في الولايات المتحدة الأمريكية
تجدر الإشارة إلى أن هذه القوانين كانت قد ألغيت في عهد الرئيس دونالد ترامب، حيث فرض ترامب عدة قوانين تنص على ترحيل الأطفال مباشرة بعد القبض عليهم أثناء عبورهم الحدود بطريقة غير نظامية. وكانت قد سحبت إدارة بايدن اقتراحًا لإدارة ترامب كان من شأنه إبقاء الأطفال في عهدة الحكومة لفترات أطول.
وكانت وزارة الصحة والخدمات الإنسانية قد أعادت فتح ملجأ طوارئ في ولاية تكساس، وتنظر أيضًا في إعادة فتح مرفق آخر في فلوريدا، وذلك بهدف تأمين المساكن الضرورية للأطفال المهاجرين غير النظاميين على الحدود في ظل وصول هذه الملاجئ إلى أقصى قدرتها الاستيعابية. ويذكر أنه تم تخفيض سعة المأوى بشكل كبير بسبب إجراءات التباعد الاجتماعي والإجراءات الأخرى التي فرضها فيروس كورونا.
فيما نقلت وكالة رويترز عن مسؤولين في وزارة الصحة الأمريكية، أن هناك توجه لاتباع إجراءات جديدة من شأنها التسريع في خفض مدة الاحتجاز في هذه الملاجئ والتقليل من الوقت الذي تستغرقه عمليات التحقق والكشف والبحث الأمني لأقارب هؤلاء الأطفال المهاجرين. وأرسلت توجيهات جديدة لإدارة الملاجئ تفيد بتكفل دفع تكاليف النقل للمهاجرين الأطفال غير المصحوبين، بما في ذلك النقل الجوي، وخاصة في الحالات التي لا يستطيع فيها الكفلاء الدفع. وكانت القوانين الصادرة في عهد ترامب صارمة لناحية تحديد مواعيد نهائية لإثبات العلاقة بين الأهل أو الكفلاء وبين الأطفال مما كان يؤدي إلى اكتظاظ الملاجئ بالمزيد من الأطفال والحرمان من الحضانة للكثيرين منهم بسبب تعذر توفير معلومات الإثبات الضرورية. يضاف إلى ذلك تعرض أعداد كبيرة للموت غرقًا أثناء رحلتهم لعبور الحدود كما جاء في تقرير متلفز نشرته قناة PBS. وكانت صورة الوالد المكسيكي أوسكار ألبرتو مارتينيز راميريز بعد غرقه مع طفلته فاليريا في أحد الأنهار الحدودية قد أثارت نقاشات كثيرة عن هذا النمط من الهجرة.
اقرأ/ي أيضًا: