بلغ ريال مدريد نهائي دوري أبطال أوروبا، بعدما قلب تأخره في نصف النهائي أمام بايرن ميونيخ إلى فوز مثير، فسجل هدفين في الدقائق الأخيرة من المباراة.
لم يخطر ببال أحد أن من سيدين له ريال مدريد بهذه العودة التاريخية سيكون المهاجم خوسيلو، هذا اللاعب المغمور، الذي يدرك الجميع وهو أوّلهم أنه لن يحظى بفرصة اللعب أساسيًا لفريقه، وهو أتى كخيار بديل، وبديل مؤقت أيضًا على سبيل الإعارة.
خوسيلو بعد قيادته ريال مدريد لنهائي دوري الأبطال "في أحلامي، لم يكن الأمر بهذا الجمال مثلما كان اليوم، مثل ما عشته هذه الليلة"
خوسيلو نجح في نصف النهائي في تسجيل ما فشل فيه النجوم الكبار في فريقه، وحينما كان فريقه خاسرًا وقريبًا من وداع المسابقة، أشركه المدرب كارلو أنشيلوتي بالدقيقة 81، ولم يحتج سوى لدقائق معدودة كي يسجل هدف التعادل قبل دقيقتين من نهاية المباراة، 3 دقائق بعد ذلك ويسجل الهدف الثاني لفريقه، ويطيح ببايرن ميونيخ من دوري الأبطال.
خوسيلو ليس ذلك اللاعب الشاب المغمور صاحب المستقبل الباهر، والذي بهدفيه في شباك البايرن سيدخل عالم الشهرة، ويصبح مطمعًا للكثير من الأندية، بل هو في المراحل الأخيرة من مسيرته الكروية، عمره 34 عامًا، وحتى اللحظة لا يوجد فيها ما يفخر به سوى هدفيه في شباك البايرن.
بدأ المهاجم الإسباني خوسيلو مسيرته الكروية في الفئات الصغرى لنادي سيلتافيغو، تدرج معهم حتى وصل للفريق الأول، ومن بعد ذلك رحل إلى فريق ريال مدريد للشباب "ريال مدريد كاستيا"، علّه يحقق أحد أحلامه بارتداء قميص ريال مدريد، وقتها كان عمره 19 عامًا.
تألق خوسيلو مع ريال مدريد كاستيا، لكنّ ذلك لم يكن كافيًا له لحجز مكان في الفريق الأول، الفريق المدجج بالنجوم بقيادة جوزيه مورينيو وأبرزهم كريستيانو رونالدو وكريم بنزيما وغيرهم من اللاعبين، ليقتنع خوسيلو أن أحلامه في ارتداء قميص النادي الملكي غير واقعية، ويرحل إلى هوفنهايم الألماني في عام 2012.
لم تدم تجربة خوسيلو مع هوفنهايم طويلًا، فرحل في الموسم التالي إلى آينتراخت فرانكفورت على سبيل الإعارة، قبل أن ينتقل إلى هانوفر في الموسم التالي، عامٌ واحدٌ أيضَا كان كافيًا لخوسيلو في هانوفر، فشدّ الرحال إلى إنجلترا، وتحديدًا نادي ستوك سيتي، وهناك لعب موسمًا واحدًا، وانتقل بعد ذلك لديبورتيفو لاكورونيا، لعب عامًا واحدًا أيضًا، قبل أن ينتقل إلى نيوكاسل يونايتد.
لم تنته حكاية الانتقالات للرحالة خوسيلو عند هذا الحد، فبعد موسمين مع نيوكاسل يونايتد، انتقل إلى ديبورتيفو ألافيس الإسباني عام 2019، واستمرّ معه ثلاثة مواسم، وهو رقم قياسي في مسيرة خوسيلو كأكثر فترة تحمل بها البقاء في فريق واحد، وفي عام 2022 رحل إلى إسبانيول، لكنّ فريقه هبط لدوري الدرجة الثانية، ليدرك خوسيلو أنه سيخوض مع إسبانيول غمار دوري المظاليم في موسم 2023-2024.
لكن الأقدار منحت خوسيلو فرصة حلم بها من قبل، وأتته دون أن يحسب لها حسابًا، كريم بنزيما غادر ريال مدريد، والنادي الملكي بحاجة لمهاجم يجلس في مقاعد البدلاء، ويغطي النقص الذي قد يحصل في مركز الهجوم، فكان الحل بالتعاقد مع خوسيلو على سبيل الإعارة، وهو أمر أسعد خوسيلو كثيرًا، لدرجة أنه وافق على تحصيل مرتب أقل مما يتقاضاه في نادي إسبانيول.
"في أحلامي، لم يكن الأمر بهذا الجمال مثلما كان اليوم، مثل ما عشته هذه الليلة"، هذه هي العبارة التي تفوّه بها خوسيلو بعد تسجيله هدفي التأهّل لفريقه ريال مدريد، وبهما زاد رصيده من الأهداف مع الميرينغي إلى 16 هدفًا هذا الموسم بمختلف المسابقات، منها 5 أهداف في دوري الأبطال، ليؤكد للكثير من الأجيال الكروية القادمة، أن كلّ الأحلام قابلة للتحقق، ولو بعد حين.
