19-سبتمبر-2024
تصدت قوى الأمن المغربية لموجة الهجرة الجماعية نحو سبتة (AFP)

(AFP) تصدت قوى الأمن المغربية لموجة الهجرة الجماعية نحو سبتة

أُطلقت على مواقع التواصل الاجتماعي دعوة جديدة من أجل تكرار المشاركة في الهجرة الجماعية غير المسبوقة نحو أوروبا عبر مدينة سبتة، في 30 أيلول/سبتمبر المقبل، بينما لا تزال تداعيات محاولة الهجرة الجماعية التي جرت في 15 من الشهر الحالي تتفاعل.

وكان لافتًا تداول دعوات على منصة "فيسبوك" ومجموعات في تطبيق "واتساب"، وأيضًا عبر مقاطع فيديو على "تيك توك"، تحرض على إعادة "الهجوم" على مدينة سبتة، فيما تسود تساؤلات داخل المغرب عن أسباب موجة الهجرة غير المسبوقة هذه، وعن تحولها من السرية إلى العلنية.

وتأتي هذه الدعوة في وقت نجحت فيه السلطات المغربية، على مدى الأيام الثلاثة الماضية، في إحباط محاولات اقتحام سبتة انطلاقًا من مدينة الفنيدق في أقصى شمال المغرب، وجاءت استجابة لدعوات أطلقت من مصادر مجهولة، وقد جرت التعبئة لها بطريقة لافتة على مواقع التواصل الاجتماعي في الأيام الأخيرة.

كان لافتًا تداول دعوات على منصة "فيسبوك" ومجموعات في تطبيق "واتساب" وأيضًا عبر مقاطع فيديو على "تيك توك"، تحرض على إعادة "الهجوم" على مدينة سبتة

وأعلنت السلطات المغربية إيقاف قرابة 4500 من المشاركين بمحاولات الاقتحام، وتحدث مصدر أمني مغربي أن هذه الأرقام ما هي إلا حصيلة أولية، كما ذكر أن من بين المحتجزين 140 قاصرًا وما لا يقل عن 500 مهاجر غير نظامي، وكشف المسؤول الأمني عن اعتقال 70 شخصًا حرضوا على العبور من جنوب الصحراء والجزائر، سيقدمون إلى العدالة.

وأوضح أن الفرق الأمنية الميدانية المغربية أفشلت على الأقل ستة محاولات جماعية للهجرة غير النظامية، فيما ذكرت تقارير إعلامية أن قوات الجيش الإسباني انتشرت على الشاطئ لمساعدة شرطة الحدود في تاراخال، المدخل الرئيسي لسبتة من جهة الجنوب.

واعتبر رئيس "الشبكة المغربية للتحالف المدني للشباب"، عبد الواحد الزيات، في حديث لـصحيفة "العربي الجديد"، أن "أحداث مدينة الفنيدق ما هي إلا نتيجة لتراكمات خيبات مسؤولين دمروا الشباب بقراراتهم وإهمالهم لمعالجة قضايا الشباب"، موضحًا أن "مشروعًا بحجم الاستراتيجية الوطنية للشباب الذي كان موضوع خطب ملكية عدّة أهمله المسؤولون ولم ينجز منه شيء قبل أن يتم إقباره".

وأضاف: "حينما نرى تلك المشاهد لقاصرين وشباب يرمون بأنفسهم في البحر ويغامرون بأرواحهم بسبب حالة انسداد الأفق بالنسبة لهم، والمعاناة التي تتكبدها الأجهزة الأمنية والسلطات من أجل السيطرة على الوضع وحجم التكلفة المالية لانتقال القوة العمومية، فهذا أمر في غاية الأهمية من أجل ربط المسؤولية بالمحاسبة".

ووفق خبراء في مجال الهجرة، طرحت محاولات الهجرة غير النظامية عبر اقتحام سبتة في تواريخ محددة، كانت أولها وأكثرها قوة السباحة تحت الضباب الكثيف أواخر أب/أغسطس الماضي، إمكانية وجود "تغييرات تكتيكية" لشبكات الهجرة غير النظامية في سعيها للوصول إلى إسبانيا.

وبحسب الخبراء أنفسهم، "يصعب تفسير موجات الهجرة بالأوضاع الاقتصادية والاجتماعية فقط، دون استحضار رؤوس مدبرة لهذه المشاهد، على اعتبار أن مواقع التواصل الاجتماعي كانت دائمًا تغري الباحثين عن الفردوس الأوروبي، لكن هذه المرة كانت أكثر حدة".

أما نائب رئيس مؤسسة "Sevilla Acoge"، وهي منظمة حقوقية تعمل في مجال إدماج المهاجرين في المجتمع الإسباني، عمر الحارتيتي حمامو، فاعتبر أن "عبور القاصرين إلى إسبانيا ومنها سبتة بمختلف الطرق، ليس ظاهرة جديدة لكنها تتغير في طريقتها، وتزداد حدة مع توالي السنوات".

وأضاف حمامو: "من خلال تجربة مؤسستنا في إطار تعاونها مع مؤسسات مغربية، فأستطيع القول إن الأغلبية الساحقة من القاصرين الذين يتوافدون على السواحل الإسبانية، ينحدرون من عائلات فقيرة وبعضهم أطفال متخلى عنهم، لكن يصل أيضًا قاصرون من الفئات الاجتماعية المتوسطة وحتى الميسورة".