أربع عشرة سنة هي المدّة الزمنيّة الفاصلة بين المجموعة الأولى دلدار فلمز، الموسومة بـ"عاش باكرًا"، وبين مجموعته الثانية "امرأة بمظلّة وشاعر بقبعة" (دار الرائدية،2017 ). مدّة زمنيّة كانت كافيةً لخوض تجارب شعريّة جديدة تتزامن مع التطوّرات الحاصلة في سوريا، ولعلّ أبرزها الحرب ومن ثمَّ الغربة اللتينِ فتحتا أبوابًا ونوافذ جديدة للشاعر ليطلَّ منها بقصائد مختلفة عن التجربة الأولى.
تتمحور قصائد دلدار فلمز الجديدة حول ثلاثة مواضيع رئيسيّة؛ الحب والحرب والغربة
تتمحور قصائد المجموعة حول ثلاثة مواضيع رئيسيّة؛ الحب والحرب والغربة. يأخذ الحب في القصائد أشكالًا مختلفة، إذ أنّهُ يخرج من معناه الضيّق والمُتعارف عليه، والمتمثّل في حب المرأة، ليتطرّق إلى الحب بمعناه الإنسانيّ الذي يربط الإنسان ببيئته أو بيته وحتّى شارعه، والبيئة التي ينتمي إليها الشاعر، وهي بيئة الجزيرة السورية كونه ينتمي لمدينة الحسكة. بالإضافة إلى أنّ القصائد أيضًا تتطرّق للحديث عن سوء التفاهم الموجود والحاصل بين العلاقات البشريّة، اجتماعيةً كانت أو عاطفية.
اقرأ/ي أيضًا: وليد السابق.. كائنات الرعب اللامرئية
وحول طبيعة القصائد، يقول الشاعر دلدار فلمز لـ"ألترا صوت": "القصائد عمومًا تتطرّق للحديث عن أشياء صغيرة تبدو مهملةً في حياة الآخرين، ولكنّها بالنسبة للكاتب أو الشاعر أو الفنان، ولأيّ أحد مهتم بالفنون الإبداعيّة؛ هي ذات أهميّة كبيرة. ولذلك غالبية المواضيع التي تناولتها القصائد هي أشياء موجودة دائمًا أمام عيون الناس، وكلّ ما أقوم أنا به هو أنّني أعمل تطويرها والتطرّق لها بطريقة شعريّة، وإيجاد أسلوب خاص لها يُناسب ذائقة دلدار بالدرجة الأولى. لأنّ ذائقة دلدار هي الأساس في هذا الموضوع، وذلك لأنّها تحاول إيجاد نمط معيّن من الكلمات التي تتقاطع مع الآخرين الذين هم مُهمّين لي ولكلّ كاتب. كما أنّها تحاول أيضًا إيجاد ذاتها في القصائد، وإيجاد لغة للشاعر ليتمكّن خلالها من التواصل مع الآخرين، والتقاطع بما يهمّهم أيضًا".
وكون دلدار فلمز فنانًا تشكيليًا أدى إلى انعكاس خاص على أجواء المجموعة، يقول في حديثه عن هذه العلاقة: "القصائد تتلوّن بألوان الفن التشكيلي، وهناك شيء مشترك أو خيط رفيع يربط القصائد مع اللوحات التي أقوم برسمها. وهي في طبيعة الحال تعكس ما في داخلي بشكل أو بآخر. وحتّى الآخرين لديهم قناعة بأنّني أكتب باستخدام للألوان، إذ أنّ هنالك في قصائدي كمّ هائل من الألوان، وبالتالي هنالك كميّات كبيرة من المشاهد البصريّة في القصائد، لأنّه في طبيعة الحال الشعر يعتمد على المشاهد البصرية".
يُذكر أنّ دلدار فلمز كاتب وشاعر وفنان تشكيلي سوري يقيم في مدينة زيورخ السويسرية، ويكتب في الصحف والمجلات العربية مقالات نقديّة فنيّة وأدبية. أقام عدّة معارض فنيّة، وصدر لهُ كتاب نقدي بعنوان "تاريخ الرسم"، ومجموعة شعريّة بعنوان "عاش باكرًا".
من المجموعة
انظري إلي يا سمراء
ها أنا أستقبل الحياة
من جديد بيدين من كرز
أُقبّل باطن يديك
بفمٍ فاضح من الرغبة
بصدرٍ جيّاش
بتفاصيل الماء
والرمل
وها أنتِ تشكلين سماءَ حياتي
نجومًا
من اللذة
والحب.
اقرأ/ي أيضًا: