على ملعبه واندا ميتروبوليتانو، ضرب أتلتيكو مدريد بقوة، وحقّق فوزًا مستحقًا على جاره ريال مدريد في ديربي العاصمة بنتيجة 3-1، خلال قمة مباريات الجولة السادسة من الدوري الإسباني، ليتنازل الفريق الملكي عن الصدارة لصالح برشلونة وجيرونا، فيما قفز أتليتكو مدريد إلى المركز الخامس، بفارق ست نقاط عن الصدارة، مع تبقي مباراة مؤجلة في رصيده.
وقد شهدت المباراة تفوّقًا واضحًا لأصحاب الأرض، واستفادوا من الثغرات القاتلة في دفاعات ريال مدريد، ومن الأخطاء الجسيمة التي ارتكبها مدربه كارلو أنشيلوتي، الذي فشل في الفوز للمرة الأولى هذا الموسم في جميع المسابقات، بينما نجح أتلتيكو مدريد بتسجيل أكثر من هدفين في الديربي بالدوري، للمرة الأولى منذ موسم 2014، يومها كان أنشيلوتي مدربًا لريال مدريد.
الفوز ضروري للفريقين
يبحث ريال مدريد عن تحقيق فوزه السادس تواليًا في الدوري، والارتقاء إلى الصدارة مرة أخرى، بعدما خسرها مؤقتًا لصالح برشلونة وجيرونا، لكنه يدرك أن مهمته لن تكون سهلة في ديربي العاصمة، خاصةً وأن الفريق المضيف سيبذل قصارى جهده لتحقيق الفوز بعد الخسارة في الجولة الماضية أمام فالنسيا بثلاثية نظيفة، لأن أي تعثر سيعني ابتعاده عن فرق الصدارة.
دخل دييجو سيميوني المباراة بالرسم 5-3-2، مع إعطاء الحرية للظهيرين مولينا وصامويل لينو بالتقدم وإرسال العرضيات للثنائي غريزمان وموراتا المتواجدين في خط المقدمة، بينما لجأ أنشيلوتي لخطة 4-4-2، مع وضع بيلينجهام في المقدمة إلى جانب رودريجو، وإبقاء خوسيلو على مقاعد البدلاء، ما ترك بعض علامات الاستفهام لدى المراقبين على هذا القرار.
تقدم مستحق للمضيف في الشوط الأول
بدأ أتلتيكو مدريد المباراة بقوة بحثَا عن هدف مبكر، لم لا؟ فالريال تعرض لأهداف قبل انقضاء ربع الساعة الأول، في ثلاثة من مبارياته الخمس الأولى في الدوري، وقد كان لأصحاب الأرض ما أرادوا، حيث نجح ألفارو موراتا بافتتاح التسجيل بكرة رأسية مميزة في الدقيقة الرابعة، بعد كرة عرضية متقنة من صامويل لينو. موراتا سجل هدفه السادس ضد فريقه السابق ريال مدريد، الأول له مع أتلتيكو مدريد بالدوري، هو أيضًا أول لاعب سابق من ريال مدريد يسجّل ضدهم في ديربي العاصمة ضمن مسابقة الدوري.
الفراغات الكبيرة في وسط ودفاعات ريال مدريد، حفّزت أصحاب الأرض للبحث عن الهدف الثاني، مستفيدين بشكل خاص من انطلاقة الأظهرة مولينا ولينو، ليأتي الهدف الثاني عند الدقيقة 18 بواسطة جريزمان، بعد عرضية من ساؤول هذه المرة، وسط ضياع تام من لاعبي ريال مدريد.
سنحت لأتلتيكو مدريد أكثر من فرصة لقتل المباراة، وأتت أبرزها عبر موراتا لكن كيبا تصدّى ببراعة لتسديدته، ليعاقبهم توني كروس في الدقيقة 35، ويقلص الفارق بتسديدة جميلة من خارج المنطقة.
انتفض ريال مدريد بعد الهدف، وقدّم أفضل فتراته في المباراة خلال الدقائق الأخيرة من الشوط الأول، وقد سجل هدفًا بواسطة كامافينجا، لكن الحكم ألغاه بداعي التسلل، قبل أن يطلق صافرة انتهاء الشوط بتفوق كتيبة دييجو سيميوني.
موراتا يجهز على فريقه السابق
زجّ أنشيلوتي بخوسيلو مطلع الشوط الثاني على حساب مودريتش، وأعاد بيلينجهام إلى خط الوسط، بهدف تعديل الأوتار، إلا أن موراتا فاجأهم بهدف مبكر جديد، في الدقيقة الثانية هذه المرة، بعد عرضية من ساؤول تابعها برأسه براعة داخل المرمى. ريال مدريد يتلقى الهدف الثالث من كرات رأسية، وسط ضياع تام من قلبي دفاعه.
بعد الهدف أجرى أنشيلوتي ثلاث تبديلات دفعة واحدة، وانطلق لاعبوه للهجوم لإنقاذ الموقف، بينما بحث أتلتيكو مدريد عن الهجمات المرتدة علّهم يقتلون المباراة، وقد نجحوا بتشكيل خطورة أكثر من مرة.
نجح سيميوني في تسيير الدقائق الأخيرة بما يناسب فريقه، وزجّ بالثنائي كوريا وديباي أملًا بالاستفادة من التعب الذي لحق بلاعبي خصمه، فكاد ديباي أن يسجل الرابع في الوقت بدل الضائع لكن تسديدته مرت قرب القائم، الحكم تساهل مع بيلينجهام واكتفى بمنحه بطاقة صفراء إثر تدخل قوي بدون كرة، توترت الأجواء بعدها إلى أن أتت صافرة الحكم معلنةً فوز أتلتيكو مدريد.
