11-فبراير-2024

(Getty) خلال مناظرة ترامب وبايدن 2020

تتصاعد أهمية القدرات العقلية وعامل السن عند المرشحين لرئاسة الولايات المتحدة في الحملة الانتخابية الحالية، حيث أظهر تقرير أن الرئيس جو بايدن يعاني من مشاكل تتعلق بالذاكرة، ما فتح النقاش على كفاءة المرشحين لمنصب الرئاسة، ومدى قدرتهم العقلية لتولي المنصب وتحمل مسؤولياته.

وقد اتهم الرئيس السابق، دونالد ترامب، كلًا من الرئيس الأمريكي جو بايدن ونيكي هيلي، آخر منافسيه لنيل ترشيح الحزب الجمهوري للرئاسة، بالافتقار إلى القدرة الذهنية اللازمة لشغل منصب الرئاسة.

في حين وصفت هيلي ترامب بأنه يعاني من قصور ذهني، إذ قالت إن الرئيس السابق: "طاعن في السن للدرجة التي تجعله غير مناسب للرئاسة".

وتواجه هيلي ترامب في الانتخابات التمهيدية المقررة، بساوث كارولاينا يوم 24 شباط/فبراير الجاري، في منافسات ترشيح الحزب الجمهوري لخوض انتخابات الرئاسة المقبلة.

وردًا على تقرير صدر، يوم الخميس الماضي، من مستشار خاص لوزارة العدل قال إن ذاكرة بايدن ضعيفة، واصل البيت الأبيض هجومه الشامل على ترامب، بخصوص ما يتعلق بعمره وقدرته الذهنية بعد أن خلط ترامب مؤخرًا بين عدد من الأسماء بالإضافة إلى زلات لفظية.

وقال تي.جيه دكلو المتحدث باسم بايدن في بيان نشرته حملة بايدن الانتخابية: "في كل مرة يفتح فيها دونالد ترامب فمه، يكون مشوشًا أو مختلًا أو كاذبًا، أو ما هو أسوأ من ذلك".

ارتكب جو بايدن خطأ فادحًا حين وصف الرئيس المصري، في رد على سؤال حول الوضع في قطاع غزة، بـ"الرئيس المكسيكي السيسي"

وأصبحت مسألة الكفاءة العقلية موضوعًا رئيسيًا في الحملة الرئاسية هذا العام. ويعد بايدن (81 عامًا) وترامب (77 عامًا) أكبر رجلين تم انتخابهما للرئاسة على التوالي.

وفي الأيام الأخيرة، خلط بايدن بين أسماء بعض زعماء العالم، وهي قضية باتت مزعجة لحملة إعادة انتخاب الرئيس الحالي، حيث كشف استطلاع أجرته وكالة "رويترز"، خلال أيلول/سبتمبر الماضي، أن 77 % من المشاركين يتفقون على أن بايدن غير مناسب للرئاسة بسبب عامل السن، بينما قال 56 % الشيء نفسه عن ترامب.

ودعت هيلي (52 عامًا) إلى إجراء اختبارات الكفاءة العقلية للمرشحين الرئاسيين الذين تزيد أعمارهم عن 75 عامًا.

وبرزت القضية إلى الواجهة مرة أخرى بعد أن أكد المحقق الخاص روبرت هور، المدعي العام السابق في ولاية ماريلاند خلال حكم ترامب، في تقريره، أنه لم يقم بتوجيه اتهامات جنائية للرئيس جو بايدن بعد تحقيق استمر 15 شهرًا في تعامله مع وثائق سرية، نظرًا لتعاون الرئيس خلال التحقيق.

وقال هور إنه سيكون من الصعب إدانة الرئيس الديمقراطي الحالي، ووصفَه بأنه: "رجل مسن حسن النية وذاكرته ضعيفة"، ولم يستطع أن يذكر للمحققين تاريخ وفاة ابنه بو بايدن، فيما نفى بايدن بغضب مزاعم هور بشأن ذاكرته، قائلًا في ظهوره بالبيت الأبيض مساء الخميس: "ذاكرتي جيدة".

من جهته، قال ترامب، خلال تجمع في كونواي بولاية ساوث كارولاينا، إن تقرير هور أظهر أن بايدن: "غير مناسب للعمل كقائد أعلى لنا".

ترامب يقترب من الفوز بترشيح الحزب الجمهوري، مما يجعل من المحتمل خوضه مرة أخرى في التنافس مع بايدن على منصب الرئيس. بينما ترفض نيكي هيلي، التي بات من الصعب حصولها على ترشيح الجمهوريين للرئاسة بعد فوز ترامب المتتالي في ولايات أيوا ونيو هامبشير ونيفادا، الانسحاب من السباق. وتخوض بدلًا من ذلك منافسة جديدة في ولايتها ساوث كارولاينا، على الرغم من تأخرها بشكل كبير في استطلاعات الرأي.

ووصف ترامب سفيرته السابقة لدى الأمم المتحدة بأنها "عقل عصفور" و"ميتة دماغيًا"، في إشارة إلى أنها لا تملك القدرة العقلية لدخول البيت الأبيض، فيما وصفت هيلي بايدن بأنه "غير مؤهل"، واستشهدت أيضًا بخطاب ترامب الأخير حيث خلط بينها، وبين رئيسة مجلس النواب الديمقراطية السابقة نانسي بيلوسي.

وقالت هيلي للصحفيين: "الأمر أكبر من مجرد جو بايدن. وسواء كان دونالد ترامب هو الذي خلط بيني وبين نانسي بيلوسي، فقد حان الوقت لزعيم جديد".

ومساء الخميس، ارتكب بايدن خطأ فادحًا حين وصف الرئيسي المصري، في رد على سؤال حول الوضع في قطاع غزة، بـ"الرئيس المكسيكي السيسي".

وشكّل ذلك فرصة لترامب لكي يواصل هجومه على بايدن، وقال عنه، مساء الجمعة، في كلمة موجهة إلى تجمّع لأعضاء لوبي السلاح (الجمعيّة الوطنيّة للأسلحة إن آر إيه) بولاية بنسلفانيا: "لا أعتقد أنّه يعلم أنّه على قيد الحياة".

كما نشر ترامب على شبكته الاجتماعيّة "تروث سوشال" خريطة زائفة للشرق الأوسط، يحلّ فيها اسم المكسيك محلّ اسم مصر. وفي أسفل الخريطة، كُتبت عبارة "المصدر: جو بايدن".