29-نوفمبر-2016

كريم أبو شقرة/ فلسطين

الطوفان

سأنتظرك أيها المطر الدائم
لتحصد هذه الأرض بعد مليار عامٍ من القطيعة
لتُغرِقَ أحفاد القاتلِ الأول
ارفعْ موجكَ فوق هذا الزبَد
لأبحر في طوفان الجثث المتحركة
أرتدي جسدي الميت زورقًا
وأتفادى ارتطامي بتيارات من الأيدي المرفوعة
أدور في مساري اللولبي
باحثًا عن حمامةٍ وكأسٍ من الأرق
أتبلورُ في حقبةِ التاريخ القادم
سمكةً لم تسمع 
سمكة نجتْ من شِباك الفُلكِ 
تسبح نحو أصول الأنهار
تعاود ممارسة الخلق
من صلصال كالفخّار
وتموت خبزًا
بعد أن زرعت جسورها
للخير القادم..

أمّي

هلّلي أمي قليلًا
كي أنامَ
عندَ حافَّة الوجود
مسّدي كفّيكِ مخْرَزًا يزيلُ
الوحْشَ مِن خِزانتي كي
لا يعود.

هللي أمّي
أنا ما زلْتُ طفلًا
غافيًا يأمنُ غدرَ 
الموْتِ في دمْعاتِ وجنتيكِ.

آهٍ
هلّلي أمي قليلًا
بللي لي
هذياني
في الليالي
حينَ أشكو البرْدَ 
حينَ تصيرُ
دربُ تبانتي ذكرى جرودْ
النّارُ في راحتيكِ
تعاويذ اندثاري
شياطيني رقدت
براعمي ذوت
وأحلامي سكنت
وجنتاكِ أخدودانِ
حَفَرَتْهما شقاوتي
ونسيت أحلامًا خبّأتها
تحتَ حصائر البيت
على حافةِ الماء
رسمتِ زجاجًا أرى
خلفهُ النجم
وسلّمتِ لي سيفَ نورٍ
لأطفئَ وهمًا يراودني
ويرسمُ أشباحَ دربٍ غريبة
ويرسم أشباح دربٍ وحيدة
هللي أمي قليلًا
فقدْ راعني في 
منامي منامٌ
رأيتُ طيورًا
تعيشُ على كبدي
سمّلت عيني
ملأت كأسي
مَسَحَتْني بالزّيت.

هللي أمي قليلًا
فقدْ راعني ما رأيتْ.

 

اقرأ/ي أيضًا:

إنّه دمي.. إنّه يَومي الأول

المُبتدأ الباحث عن الخبر