رحل عن عالمنا مساء أمس، الأحد، الشاعر شوقي بغدادي (1928 - 2023)، أحد أهم الأسماء الشعرية والثقافية في سوريا، عن 93 عامًا بعد حياة حافلة بالأدب والإبداع.
كان شوقي بغدادي فاعلًا ومؤثرًا في الثقافة السورية طوال حياته، بدءًا من مساهمته في تأسيس أول تنظيم أدبي سوري عام 1951 عُرف بـ"رابطة الكتاب السوريين"، إلى جانب شخصيات أدبية وثقافية مثل: حنا مينه وسعيد حورانية وفاتح المدرس وغيرهم. كما كان له الدور المهم والكبير في تأسيس اتحاد الكتاب العرب في سورية 1969.
ولعل من أهم ما يميز تجربته هو ربطه الثقافة والفعل الثقافي بالمجال العام، إذ انحاز دومًا إلى الفقراء والمهمشين، ودافع عن الكتابة والأفكار الجديدة، كما كان منحازًا إلى قضايا مصيرية كالقضية الفلسطينية والثورة السورية.
فواز حداد: "ألقى الأديب والشاعر شوقي بغدادي بظله على الأدب السوري في القرن الماضي وبدايات هذا القرن، وكان واحدًا من أكثر الأدباء تأثيرًا في الحياة الأدبية العامة في سوريا"
ولد الراحل في مدينة بانياس ونشأ فيها، وكذلك في طرابلس واللاذقية، وأنهى تعليمه العالي في كلية الآداب في جامعة دمشق وفي كلية التربية معًا عام 1951. عمل مدرسًا للغة العربية في المدارس الثانوية السورية، وفي الجزائر ضمن عملية التعريب التي نشطت هناك بعد الاستقلال.
كتب الروائي فواز حداد يقول: "ألقى الأديب والشاعر شوقي بغدادي بظله على الأدب السوري في القرن الماضي وبدايات هذا القرن، وكان واحدًا من أكثر الأدباء تأثيرًا في الحياة الأدبية العامة في سوريا، شعريًا وأدبيًا وسياسيًا، مواقفه لم تتغير في جميع العهود، كان تقدميًا من دون إفراط ولا تفريط. رعى الأدباء الجدد وكانت له بصمته الواضحة على التيارات الأدبية. لم يكن شاعرًا فقط، كتب القصة القصيرة والمسرحية، وكانت له نظرات في النقد، والتنظير الشعري. كما كتب المقالة الأسبوعية في الجرائد السورية، وكان فيها ناقدًا للكثير من المظاهر السياسية والادبية والاجتماعية. قدم شوقي بغدادي المثال الناصع للأديب السوري، كان آخر الأدباء الكبار الذين حملوا على عاتقهم أعباء لم يتهاونوا عنها يومًا، أو يتنازلوا عنها، أو يساوموا عليها".
بينما كتب الروائي ممدوح عزام: "لم يكن شوقي بغدادي شاعرًا وقاصًا وروائيًا كما هو في حياته، بل معلمًا وقارئًا رعى في ثقافتنا بروح الأب المحب أجيالًا من الشعراء والقصاصين والروائيين السوريين. وداعًا يا صديقي ومعلمي".
من أعمال الراحل: "أكثر من قلب واحد" (1955)، و"لكل حب قصة" (1962)، و"أشجار لا تحب" (1968)، و"بين الوسادة والعنق" (1974)، و"ليلى بلا عشاق" (1979)، و"قصص شعرية قصيرة جدًا" (1981)، و"عودة الطفل الجميل" (1985)، و"رؤيا يوحنا الدمشقي" (1991)، و"شيء يخص الروح" (1996)، و"البحث عن دمشق" (2002).