غيّب الموت الفنان المصري صلاح السعدني (1943 – 2024) ظهر اليوم الجمعة، 19 نيسان/أبريل الجاري، عن عمر ناهز 81 عامًا تاركًا خلفه إرثًا فنيًا مميزًا في السينما والدراما استحق عليه لقب "عميد الدراما المصرية".
ولد السعدني في محافظة المنوفية سنة 1943 لأسرة من أصول ريفية، وهو الشقيق الأصغر للكاتب محمود السعدني (1927 – 2010) الذي ساهم في تشكيل وعيه وثقافته.
التحق السعدني بكلية الزراعة حيث حصل على شهادة البكالوريوس، وقد حدّدت تلك المرحلة من حياته مصيره إلى الأبد، حيث تشكّل هناك اهتمامه بالفن رفقة صديقه المقرّب عادل إمام الذي جمعته به علاقة قوية، فتخرجا معًا من الكلية، ووقفا معًا أيضًا على خشبة مسرحها بعد التخرج.
لقّب السعدني بـ"عمدة دراما المصرية" بعد دوره الأيقوني في مسلسل "ليالي الحلمية" بأجزائه الخمسة
انطلق مشوار السعدني الفني من المسرح، حيث قدّم في بداياته بعض الأدوار الصغيرة رفقة زميله عادل إمام إلى أن سلك كل منهما مسارًا فنيًا مختلفًا.
انتقل السعدني بعد ذلك إلى الشاشة الصغيرة، حيث شارك في مسلسل "لا تطفئ الشمس" ثم "الضحية" سنة 1964. ومع الوقت، تحوّل إلى أحد أهم الفنانين المصريين، وقد برز بشكل خاص بين ثمانينيات وتسعينيات القرن الفائت.
وبعد اعتقال شقيقه محمود، منعت السلطات المصرية صلاح السعدني من التمثيل رغم تدخل العديد من الفنانين لأجل عودته. ورغم مشاركته في العديد من المسلسلات، أكثر من 30 مسلسلًا، لكن يبقى دوره في مسلسل "ليالي الحلمية" الأكثر شهرة أهمية على الإطلاق.
لعب السعدني في المسلسل شخصية "العمدة سليمان". وبسبب دوره هذا في المسلسل، بأجزائه الخمسة التي حققت نجاحًا واسعًا، أطلق عليه النقّاد لقب "عميد الدراما المصرية".
ومن مسلسلاته الأخرى: "خان الخليلي"، و"أبناء العطش"، و"وأرابيسك"، و"ملحمة الحب والرحيل"، و"بين القصرين"، و"قصر الشوق"، و"رجل في زمن العولمة"، و"عمارة يعقوبيان"، و"قطار منتصف الليل"، وغيرها.
وإلى جانب الدراما، شارك السعدني في الكثير من الأفلام السينمائية، مثل "ليل وخونة"، و"كراكيب"، و"زوجة بلا رجل"، و"الأرض"، و"شياطين الليل"، و"الرصاصة التي لا تزال في جيبي"، و"أغنية على الممر"، وغيرها.
