خسارة جديدة تضاف اليوم إلى خسارات الثورة السورية، لكنها ليست من صنف خسارة أرض أو هيبة في مؤتمر، إنما سقوط صاحبة أهزوجة كانت من أوائل الخارجين على نظام الأسد بصوتها وشبابها.
ألهبت الفنانة السورية المشاعر الشعبية بهتافاتها أيام الثورة السلمية في أحياء مدينة حمص
اليوم ومنذ الصباح نعى السوريون الممثلة فدوى سليمان (1970 - 2017) التي توفيت في باريس بعد صراع مع مرض السرطان، التي ألهبت الجماهير بهتافاتها زمنَ الثورة السلمية: "واحد واحد واحد.. الشعب السوري واحد". برحليها تنتهي حقبة جميلة من عمر أولئك الذين كانوا يحلمون بثورة تشبه الأغاني التي يحملونها في قلوبهم.
اقرأ/ي أيضًا: كتاب "أمهات سوريات"..المأساة السورية في حكايا الأمهات
خرجت فدوى سليمان في مظاهرات دمشق الأولى، ولم تتراجع رغم كل التهديات والتخويف الذي بدأ النظام يروج له عن الطائفية، والتطرف والإرهاب. كما كانت حاضرة في بيوت العزاء السورية في دوما وبرزة والقابون.
انتقلت فدوى سليمان من دمشق إلى حمص لتشكّل مع عبد الباسط الساروت ثنائيًا هيّج المشاعر، وعبّر عن وحدة القرار الشعبي ضد نظام الأسد. تنقلت فدوى سليمان بين تظاهرات حيي البياضة والخالدية، وعندما أطبق النظام حصاره على حمص وقصفها بوحشية خرجت مرغمة بعد أن أصبحت حياتها في خطر، وغادرت إلى الأردن خوفًا من بطش النظام.
المرحلة الأكثر قسوة في حياة فدوى سليمان كانت المنفى، إذ غادرت إلى باريس متمسكة بأمل العودة بالرغم من إصابتها بالسرطان، وخلال إقامتها الفرنسية نشرت نصّها المسرحي "العبور" مترجمًا إلى لغة موليير، وديوانها الشعري الذي حمل عنوان "كلما بلغ القمر" (دار الغاوون، 2013)، وقد ترجم إلى الفرنسية أيضًا.
لم يوقفها السرطان عن نشاطها المسرحي والإنساني الداعم لثورة شعبها، فشاركت فدوى سليمان بالعديد من المهرجانات الدولية والعالمية المسرحية كمهرجان أفنيون ومهرجان ليموج في فرنسا بمسرحية العبور، وفي مهرجان "ربيع الشعراء" عام 2013 في باريس، ومهرجان "أصوات حية" في مدينة سيت، الشهر الفائت.
يذكر أن فدوى سليمان خريجة "المعهد العالي للفنون المسرحية" في دمشق، شاركت في العديد من الأعمال التمثيلية والدوبلاج. مسرحيًا، شاركت في مسرحيات مثل "سفر برلك"، و"بيت الدمى"، وسينمائيًا في فيلم "نسيم الروح"، بالإضافة إلى العديد من الأعمال التلفزيونية مثل: "يوميات أبو عنتر" و"هوى بحري" و"نساء صغيرات".
اقرأ/ي أيضًا: