رحل عن عالمنا الكاتب والناقد والباحث والشاعر السوري نذير العظمة (1930 - 2023) عن عمر ناهز 93 عامًا.
تخرج نذير العظمة من كلية الآداب بجامعة دمشق، وحصل على درجة الماجستير في الأدب الإنجليزي من "جامعة بورتلاند" في الولايات المتحدة عام 1965، وعلى شهادة الدكتوراه في فلسفة الأدب عام 1969.
تتلمذ على يد أدباء ومفكرين كبار من أمثال الشاعر شفيق جبري والمفكر قسطنطين زريق والباحث شكري فيصل، وساهم في تأسيس عدد من المجلات منها مجلة شعر، بالتعاون مع يوسف الخال وأدونيس، وكذلك مجلة الأدب الحديث التي كانت تصدر باللغة الإنجليزية، كما ترأس تحرير جريدة البناء كونه عضوًا في الحزب السوري القومي الاجتماعي.
حكم على نذير العظمة بالإعدام في الخمسينيات من القرن الماضي، لكنه بعد سجنه انتقل إلى لبنان، وهناك درس في الجامعة الأمريكية
في 1980، قرّر أن يعود إلى بيروت ويشتغل مع المقاومة، وخرج وقتها مع المقاتلين الفلسطينيين في 1982. وقضى 40 عامًا بمجال التدريس الجامعي في الولايات المتحدة والمغرب والسعودية، وتجاوزت مؤلفاته 55 كتابًا.
في حوار سابق معه لخّص حياته بالقول: "تعلمت الآرامية في الجامعة الأمريكية في بيروت مع أنيس فريحة، وقرات كتبًا مترجمة من تاريخنا بالآرامية كما تعلمت الفارسية كونهما لغتين شرقيتين، وتعلمت الإنجليزية والفرنسية خلال سنوات دراستي في دمشق، وساعدني ذلك في مجال عملي في الأدب المقارن المنطلق من الثقافة الإسلامية. كان هاجسي أن أوفق بين الحداثة والمعاصرة، فكانت أعمالي محاولة للتوفيق وهي تجربة وطنية تعبر عن تجربة جيل كامل. أحببت اللغة الفرنسية وخاصة الشعر الفرنسي الذي كان خلال المرحلة الثانوية حافزي لي لكتابة الشعر، ثم كان تكويني الثقافي والعلمي من خلال تجربتي السياسية والثقافية واعتمادي على نفسي إذ عملت لفترة كي أتمكن من مواصلة دراستي الجامعية في الأدب العربي على يد أساتذة بينهم قسطنطين زريق وشاكر مصطفى وشكري فيصل وشفيق جبري وأمجد طرابلسي، وجميعهم مرتبطون بالحداثة والمعاصرة، وهذا أثر فيّ بالطبع، إضافة إلى التحديات التي واجهتها في بداية حياتي، خاصة أني حكمت مرتين بالإعدام بسبب مواقفي السياسية في تلك المرحلة. وبعد سجني مرارًا انتقلت أواخر الخمسينات إلى لبنان بمساعدة بعض الأشخاص، وهناك حزت منحة دراسية في الجامعة الأمريكية في بيروت، ومنها كانت الانطلاقة إلى الجامعات الأمريكية في الولايات المتحدة حتى أكملت الدكتوراه في فلسفة الأدب، ثم حصلت على ماجستير في الأدب الانجليزي وعملت رئيسًا لدائرة قسم الشرق الأوسط في جامعة بورتلاند الأمريكية".
نذكر من مؤلفاته: أوروك تبحث عن جلجامش، مدخل إلى الشعر العربي الحديث، جبران في ضوء المؤثرات الأجنبية، سفر العنقاء حفرية في الأسطورة، طائر الرعد.